زمان جديد ـ كلام بالقيراط ـ هذيان العندليب ـ حسن النوّاب
العندليب الذي عشش في صدري افاق فجراً هذا اليوم وبدأ يهذي صبرا يا آل ارض السواد ان موعدنا العراق،كل اسمائك المستعارة اعرفها لأنَّ عطرك فيها،الشاعر الحقيقي يكتب القصيدة كمن يبحث عن اجمل شجرة في غابة ،جمرٌ وريح ونهر يقطر دمعاً وشجر ذبيح كلّها تصيح في روح الشاعر فكيف لا يكتب القصيدة مع كل شهقة ؟حين اقبلتْ نحوي لم اكن اعرف هل كانت قدمايَّ ترتعشُ ام الأرض؟ القلوب الطيبة عادة ما تكون طعاما للآخرين وتترك اصحابها يستلذون بجوع مستديم للإنسانية، المرأة التي لا تعشق مزدحم قلبها بالخيانات،والرجل الذي لايعشق مزدحم قلبهُ بالهزائم،عندما يتحوّل الإنسان الى خائن يصبح قلبه قبراً له في الحياة، ياللهول كل ذكريات حياتي التي كنت اراهن عليها اصبحتْ انت ِ،الورد المتوهج على خدّيكِ من دمي والنور الذي يسطع بروحك من جمر عبراتي والفرح الذي يغمر قلبك من شظايا احزاني ولولا بريد جنوني وجمر شهقاتي لما اصبحتِ عاشقة ولكنتِ تقفين الآن مثل متسوّلة عند باب العاشقين ،ما اكثر الفقراء ما اكثر الأنقياء ما اكثر الأتقياء ما اكثر الأوفياء ما اكثر الشعراء ما اكثر العلماء ما اكثر العشاق والشهداء في الوطن الذين يحلمون براية ٍساريتها ارواحهم وتضيء بنور قلوبهم ونقاء ضمائرهم وآيات صبرهم ويحلّق في سماواتها الحمام وتشع ّملائكة من شموس في احزانهم وخبزهم الأسمر النبيل،رايةٌ منسوجة من جراحهم وكبريائهم ونزف دمائهم وعرق جباههم وتراب العراق الجليل،اقسى ما شهده الناس في بلادي ان المنطقة الخضراء التي تتحدث بالإنسانية يخرج من قصورها الفارهة كل صباح اعتى اللصوص واخطر القتلة للسلب والفتك بربوع وطني ووفق القانون ؟ خياناتها لا تحُصى لكن اقساها على قلبه تلك التي ابصرها بالحلم ؟؟ قلتُ لها لن تغرقي مادامتْ كفّي شراعاً والأخرى مجذافاً وهذا القلب زورقك الأمين،لماّ بلغتْ عند المرفأ ثقبتْ قلبي ومزقّتْ كفيَّ فغرقتُ أنا،اثنتان تقودان الخيانة ببراعة الخمرة وامرأة فاتنة لا تعرف ماذا يعني العشق ؟؟ اكثر من عشر سنوات كنت اقود دبابة بحربين شرستين ولم ارتبك يوما، منذ يومين ماعاد بوسعي اقود سيارة لأن صورتها في الشارع الذي امامي في المرآة في السماء في وجوه المارة في المطر الذي يهطل على الزجاج في ورقة امتحاني لسيمياء اللغة في الأدب الأنكليزي في قصيدة مشاكسة ارتجلتها لإمرأة اذهلني قوامها في الطريق في النبيذ الذي اشربه بالبخور المتضوع في روحي بأساور الفضة حول معصمي بخاتم الأوبال بسبباتي بقلادة آية الكرسي حول عنقي بألوان قمصاني التي احبها الأسود والأحمر الغامق والرمادي بدمعتي التي اذرفها سرّاً كل فجر بشتلة الورد التي غرستها قبل يومين بإنفاس صغيري مـُزكـّى الذي لاينام الاّ على صدري،صورتها استحوذت على العالم الذي اعيشه، صورتها التي تشبه مريم العذراء ستقتلني اخيراً،انت وحيدة في الوطن وانا وحيد في المنفى وابي وأمي وحيدان في الجنة ،اعني بأحزاننا ولا اعني غير ذلك،انا وانت مجزرة بالعشق تنزف كل يوم ولايراها سوانا وعين الله،لأنهُ شجاع وحريته شاسعة تكثر ظنون الآخرين والمخبرين على حياته،الذكريات الخطيرة مثل فراشة خدعت النار والذكريات العظيمة لا يحفظها الا المجانين،تلعثمت شفاه الملائكة ساعة مذبحها وحور العين اشتعلن بالغيرة منها ولذا ظلت سابحة بفضاءات الجنة تترقب عاشقها ؟؟ أوّاهُ ايتها البلاد،الثورات الحق تلك التي تزيد من لمعان الشمس وتزيد من فتنة القمر حتى ينجلي الظلام،امّا هذه التي نراها ليست ثورات انمّا نزوات وقبض ريح،الكراهية مهنة الذين لارجاء فيهم، فيما مضى كان السياسي يتسابق الناس على دفع شايه اذا دخل المقهى والآن اصبح السياسي لايدخل المقهى خشية ان يمتلىء وجهه بالبصاق،اصدروا حكم الإعدام على ارهابي ليس بوسعهم ان يعدموه مطلقا،بينما اعدموا مئات العراقيين بسبب المخبر السرّي،السياسة عاهرة ينام معها من يدفع لها اكثر ، هناك رجل كأنه امرأة وهناك امرأة كأنها رجل كلاهما لايستحقان الإحترام،في مراهقتي سألني والدي رحمه الله ذات نهار لماذا تسير بظهر منحنٍ فأجبتهُ حتى لايرتطم رأسي في السماء،رفيف قلبك لكم يشبه نثيث المطر، دخولي في حربين شرستين كانتا اهون بكثير من دخولي الى غابات قلبك، اعرف حين التقيك ذات ربيع ستغيبين فجأة لكني سأحتفظ بظلك الى الأبد، إعشقوا تصحو وتصحـّوا،ارجأت عشقي حداداً لرحيلك ايها الجميل كعراق لكنك ياكزار حنتوش بعد نصف يوم على حزني وثمالتي عليك،طرقتَ بوابة قلبي ولما فتحتها وجدتك امامي تهديني زهرة رازقي وبسمتك العجيبة تقول لي استمر ايها الطفل المجنون بعشقك للحياة ولأجلي،لنر في نهاية العشق أيّنا كان اكثر صدقاً ايها الوطن،كل الأوجاع مريرة ومؤلمة الا اوجاع العاشق لذيذة ومنعشة،جسدكِ للحياة وروحكِ لي هذا ما اتمناه منك ايتها العاشقة، الأنسان الوطني غزيز الطيبة عظيم العشق والموهبة لكنه بنظر الفاسدين معارضا وكافرا وزنديقا،لم يبق امامي من حيلة سوى مطالعة برجها كل يوم عسى يقول لها ان من يعشقك سيموت من اللوعة وستندمين بسب غرورك اخيرا لأنك لن تجدي شبيها لطفولته وجنونه بعد غيابه عن حياتك الى الأبد ،كثيرون لا يعشقون بالقلب انّما ببورصة غرائزهم ، كنت اشرب كل يوم بلا متعة واطيح على الأرض ويشيلني الأصدقاء على اكتافهم،وحين اصبحت اصلّي شعرت يسلام غريب ،السماء مازالت تمطر وعيني مازالت تفيض وفمي يلهج بالصلوات على وطني ، لنر في نهاية المطاف من يتوقف عنه النزيف اولا انا ام وطني ؟ذراعي سيفها وقلبي درعها بينما ذراعها انشوطتي وقلبها قبري ،ليست الريح ولا المطر ولا حتى الضيوف من يصفعون بوابة قلبي الآن،انها شهقاتي على وطني ،عشقتكِ ليس حتى انام الى جوارك انما لأحرسك ولربما نحلّق معاً ذات فجرا الى السماء ،وحدها الشمعة هدفها واضح جدا على الأرض..ازاحة الظلام.
AZP20
HSNO