زمان جديد عكازك يا نسيان

زمان جديد عكازك يا نسيان
سالم صالح سلطان
أيها المخلوق العجيب في هذه المدينة الغريبة عن وشمها.أكاد أفقد بوصلة معرفتي بك.، فإن كنت غريبا فعلمني الدرب لأخرج مهاجرا فقد سمة الدخول، وان كنت منك، فأدركني لأسألك لما الصراصير تتكاثر في نفسك التي تغير وجه زمانها كلما التقينا.
يا ويح نفسي مما ترى وتقرأ وتسمع. أيعقل كل هذا اللهاث في جر زيق الخطيئة الى منبر ننحني كلنا لسلطانها. لشم نسيم عاج تفاحاتها الغراء. بحق أنت مظلومة أيتها الرذيلة لأننا أسكناك براءة أعماقنا.
صدقوني مذ صغري وتفتح جوز رأسي ما هّدني زمان مثل زماننا الهوليودي هذا. غدا من النوافل أن تلحظ وجها باسما أو ينسكب من سفوحه بضعة رضا، وجيل مشوه يتخرج من جامعات روتانا يمتطي أرصفة التوسيرام والآرتين ، لا يدري في أي حائط يصقع رأسه، ليمتطي أضغاث الموهافي ، ويفرش كتان الراحة كما يتصور، وجواره قرب المقود فتاة أظله بنطالها المجينز دهشة. في طفح رغبة لا تستطيع كل مكامن الايمان أن تصده عنها، ليبحث في اليوم الثاني عن أخرى لها من براطم الشفاه ما يناسب موديل آخر تقليعة تقتنصها عيناه من فلم سينمائي رخيص، وآخرين من دونه الله يعلم ما لا نستطيع أن نتقيأه عن هرطقاتهم. في مص شفاه النركيلة بعشق تراجيدي لا تجيده صناعة أفلامنا السينمائية المفقودة والبقاء لله، وموجات من فقراء يلعقون أرصفة السوق. تسخر منهم الشمس، ويجرجر العرق ملحه عنوة عن سمرة أجسادهم. التي تشطرها رغما عنهم عبوة ضالة تستقبل موتهم بكل سخرية مؤطرة بحداثة الجزْر المشوي بمكعبات تحتار معها العقول لمن تعود هذه التراجيديا ولمن تلك الكوميديا السوداء.
ألوذ بحسبي على الذي صبغ قلوبنا بأمطاره السوداء، ونسى خرطوم نركيلته تعشعش فيها همومنا وأحلامنا، نعصر معسل آهاتنا بصبر لا يذوي فحم تجّلدها.
سنين نتوكأ عكازك يا نسيان، ونهش بها فسيلهم المر. نبلّ الجفون بقمطرير عزائنا. تزاحمنا المواويل على فض شغاف كبريائنا بمّجنات السجون. في ليل لا يداهن سكنة حياء، ولا تجنح دلل لوي قلب أم في بيت، نفرش بساط علاء الدين ونصلي عليه فروضنا. تختلس الصراصير منافذ نفوسنا، بأي ضمير نلف وسن وسادتنا يا اخوتي في الوطن؟ نتكرز نميمتنا، ونلعن وطنية ماضينا المؤدلج، نحيك المكيدة لأقرب الأرحام إلينا. ننسجه ابليسا أو اله ورقيا نتعبد خيانته التي غزلناها بمكرنا وجورنا، ينتفض ثعلب خيالنا، وتدق أجراس ذكورتنا مرقاب الأنثى، لنسقط بعدئذ موتى كوابيسنا على حبلك يا علي بابا.
لمن نهرق كل هذا العذاب الأخرس؟ لمن ينهض المخلوق اذا حلّزن روحه وغدا صرصار ليل، كم واحد منا يتزعم تراجيديا المدينة. يرعدها بالقصف وعواءات الكلاب. يجوس على سنينها عله يتسلق كبرياءها، يتسيدها ناشرا صراصيره وخفافيشه، مهللا لرقص بنات روتانا وعاج تفاحات الجينز الصاعقة برغوث رغائبه، وآخرين من دونه الله يعلمهم، سيرشون مبيدهم عليه.
بين المدن نشيج بنفسج صهرته الجذور، لا تؤدلجه كيمياء الخراطيم الدخيلة، لكنه ورغم كل المستحضرات الهتلرية عليهم، ما زالوا يحتفظون بسمة دخول روحية على كل مدنهم العراقية.
/5/2012 Issue 4197 – Date 12 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4197 التاريخ 12»5»2012
AZP20

مشاركة