زمان جديد المزرعة السعيدة
سامر إلياس سعيد
تحتل لعبة المزرعة السعيدة مركزا مهما من بين الالعاب الالكترونية التي يتيحها موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتزخر بالكثير من الفعاليات التي تشجع الفرد للعيش بنظام الريف والبحث عن متطلبات الحياة في أجواء الزراعة ومتطلباتها التي تتباين بالبحث عن الأسمدة والبذور وحيوانات المزرعة ممن تتطلب الاستعانة بهم كدور مهم لانعاش الحياة الريفية التي تعتمد على الطبيعة كأساس للعيش بعيدا عن مادية الحياة المدنية ومن واقع الحال فقد نجحت تلك اللعبة التي تعيش اجوائها في عالم افتراضي بحت في استقطاب عدد كبير من اللاعبين بلغت حسب احصائية منشورة بهذا الصدد في الموقع المذكور الى أكثر من 23 مليون لاعب في العالم ، لينجحوا فيما بينهم بانشاء مزارعهم والبحث عن متطلباتها بالمشاورة والاستعانة بالاخرين من اجل زيادة مساحتها وحيويتها..
والدعوات تتواصل من قبل الأصدقاء ممن يدمنون لعب هذه اللعبة بدعوة تتسم بالطرافة حينما تجد على موقعك ضمن شبكة التواصل الاجتماعي من يدعوك ببراءة مضطردة قائلا لنلعب المزرعة السعيدة فيما تصطدم تلك الدعوات أحيانا بالمزاج المتجهم الذي يقف عليه الكثيرون ليلعنوا المزرعة والعيش الريفي حتى متمسكين بنظام الحياة الحضرية التي لا تقبل لها ضرة في العيش معا وكثيرا ما يرفضون تلك الدعوات مشيرين بأن نطاق حياتهم لايستسيغ الألعاب الالكترونية التي أوجدها الحاسوب من اجل تمضية أوقات الفراغ فعرف العراقيون من خلال دخولهم لعالم الالكترونيات الكثير من الالعاب والتي تطبعت بالمراحل التي مروا بها فمع اطلالة تماسهم مع أحداث ما بعد عام 2003 وجدوا أنفسهم مع لعبة الأساطير زوما ولم يكتفوا بان تكون عروس حواسيبهم فحسب بل استعانوا بهواتفهم النقالة لكي تحمل تلك اللعبة وتزيد من وتيرة اندماجهم معها وثمة لعبة أخرى كانت تسبق لعبة الأساطير كانت أيضا ضمن العاب الحاسوب فكانت اطلالة الكثيرين مع الألعاب الالكترونية فقد كانت لعبة أوراق اللعب من الألعاب التي استقطبت الكثيرين حتى جذبت شريحة الموظفين ليقضوا ملل دوامهم الروتيني لقضاء وقت مع أوراق اللعب قبل ان تحل لعبة الـ زوما محلها وتتطور لتحل لعبة المزرعة السعيدة كاحدى الألعاب التي يجدها العراقيون بديلا عن أوقاتهم المشبعة بالملل ونوع من التغيير والتغريد خارج سرب المسلسلات التركية ذات الرقم القياسي في عدد حلقاتها أو الغوص في هموم البحث عن الخدمات التي مازال فقدانها يثير الشارع العراقي كما لو أنها قد فقدت منذ زمن سابق دون ان يعلموا ان الواقع الذي يعيشونه مضى عليه أكثر من تسع أعوام والحبل على الجرار مثلما يقال ولكن الشيء المثير في الموضوع ان لعبة المزرعة لم تعد تستهوي العراقيين الغارقين بهموم البطالة وافتقارهم للخدمات لكنها أيضا بدت لعبة النواب بعدما نشر تقرير عبر صفحات احدى الصحف المحلية فبدت اللعبة التي تتخذ من أجواء الطبيعة المنعشة شعارا لتوحد العراقيين اجمعهم تحت سقف المزرعة السعيدة
/6/2012 Issue 4227 – Date 16 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4227 التاريخ 16»6»2012
AZP20