زمان جديد استثمارات شامية

زمان جديد استثمارات شامية
حامد الكيلاني بعد كلمة وزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم الاثنين الماضي في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي شبه فيها احداث كيمياوي الغوطة الدمشقية 21 اغسطس آب بالهجمات على نيويورك في 11 سبتمبر ايلول 2001, بعد الكلمة تمنيت حقا اعادة نشر مقالتي المنشورة يوم 24 آب أي بعد الضربة بثلاثة ايام في زمان جديد وتحت عنوان 11 سبتمبر الشامي وهي تستعرض مجرى اللبس الكبير في المواقف والتداعيات واستغلال الدهاء والتشابك المعقد على الارض نتيجة للتدخل في الصراع من كل الاطراف, وكنت أميل في اختيار العنوان للحدود الفاصلة التأريخية بين زمن وأخر كانعطافات كبيرة وافرازات حتمية للخروج من الازمة المتفاقمة بتحريك الاجواء الراكدة في تباين المواقف الدولية وحدث ذلك بعد ايام وليس اشهر فمع التهديدات بالضربة المحدودة كرد فعل طبيعي لرد الاعتبار الى الاسرة الدولية الحامية للحقوق الاساسية بحق الحياة ظهرت المبادرة الروسية لنزع السلاح الكيمياوي السوري بمباركة متلهفة امريكية واستعداد مبكر للهروب من مأزق التردد للرئيس اوباما والاحراج في هيبة الدولة العظمى امام ماكنة الاعلام الامريكي التي تلتقط اشارات التداعي في الخطوط الراسخة للأمة الامريكية المتمثلة بالمبادئ الاساسية للتعامل مع الاحداث العابرة لحدود الوجود الانساني وهذا ما حدث في الغوطة, والمعلم استفاد من الواقع ومن تمييع الوقت وهمجية بعض الجماعات والافراد وخلق تصورات بربرية وسلوك حيواني يفتقد لشروط الحروب وينتمي الى الانتقام والتشفي وانتشار ادوات نقل الصورة وبثها وترويع الاسرة البشرية الكبيرة وخلق رؤية مشوهة تختلط فيها النيات وتسرف الجهات المختلفة القيام بها والتخطيط لها في لعبة لن تنتهي من المكائد ونصب الفخاخ بتوقيتات واماكن تستلم رسائل الكلمات والتحذيرات والرؤى من فم قادة العالم لتحولها الى احضان بحيرة شامية تم اغلاق منابعها ومصبها واصابها عفن طاولات المخابرات الدولية والاقليمية وماتت فيها الاسماك الصغيرة والكبيرة في فوضى الاسلحة التقليدية المدمرة وانتشار المكروبات والفيروسات والجراثيم في البحيرة التي يشرب منها الجميع دون استثناء وبلا مبالاة بالبيت الكبير الذي اصبح خرابا تسرح فيه الفصائل من كل اتجاه وتبني لها اعشاشا تفقس صلال افاعي الكيمياوي وقطع الرؤوس وتشويه الاديان وتنبش في اللاوعي كراهية الأخر وتفتيت النسيج وتختزل الجماعات القومية والدينية بالاحاطة من قيمتها وتستخدمها ذرائع وحجج في بورصة الاستثمار لخدمة مصالح الاطراف المتنازعة والحقيقة انا مع المعلم في وصف المشهد السوري بعنوان مقالتي 11 سبتمبر الشامي تم استلام الرسالة ووضعهاا في جيب الجاكيت النيويوركي الذي شهد المأساة بالهجوم على مركز التجارة العالمي وكان شرخا في وعي ولا وعي كل امريكي, محاولة اعترف انها ذكية واشاراتها وصلت الى الجمجمة الحاضنة للقرار الامريكي ونبهته لا توجد حرب اهلية في سورية لكنها حرب على الارهاب الذي لا يعترف بالقيم ولا العدالة ولا المساواة ويستخف بكل الحقوق والقوانين هكذا كانت ضربة المعلم , ورغم محاولة التهميش باستنكار واشنطن لاستخدام التشبيه بين الواقعتين التاريخيتين ووصفتها بالمسيئة والخادعة، لكن بتركيز حدقة العين على اعادة تجاهل الدم السوري الشامل واختصاره بنزع السلاح الكيمياوي وامتدادته الزمنية, ستتلقف كل الجهات اشارات جديدة لارتكاب حماقات اكثر خطورة واشد ايغالا في جلب الاستثمارات الاجنبية المتمددة نتيجة المستنقع وتطاير البعوض الى اماكن اخرى محملاً بابشع انواع التلوث.. ما حدث في سورية منذ البدء كان استثماراً لتهميش الاحزاب والشخصيات وغض الطرف عن متطلبات التغيير والاصلاح الجذري السياسي والاقتصادي والاعلامي وبرفقته الاحتشام المبالغ فيه من قبل النظام امام شعب بدأ يتفاعل مع الحريات ووسائل الاتصال والاحداث المتفجرة مع ارض تقليدية ساكنة على موروث الانظمة العربية..
من يدري اية جريمة قادمة.. هناك الكثير من الاشارات لكن تتجه هذه المرة ربما للنيل من بعثة التفتيش بطريقة ما او مفاجئة تعيد الامور الى مجلس الامن الذي بات قريباً في طروحاته من طروحات الاستثمار في شركات فض النزاعات العشائرية .. في الصومال وكينيا مثلاً.. مثلاً
Azzaman Arabic Daily Newspaper Vo1/16. UK. Issue 4625 Thursday 3/10/2013
الزمان السنة السادسة عشرة العدد 4625 الخميس 27 من ذي القعدة 34 هـ 3 من تشرين الأول اكتوبر 2013م
AZP20