الرباط – عبدالحق بن رحمون – أبوظبي- الزمان
وقع الاثنين، العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس الامارات الشيخ محمد بن زايد على إعلان «نحو شراكة مبتكرة ومتجددة وراسخة بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة»، الذي يروم الارتقاء بالعلاقات والتعاون الثنائي إلى آفاق أوسع، عبر شراكات اقتصادية فاعلة، تهم مجالات الاقتصاد والبنيات التحتية والطاقة المتجددة والآفاق في الشراكة بين الصناديق السيادية والاستثمارية لكلا البلدين. ويأتي هذا التوقيع في إطار زيارة عمل وأخوة لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي يقوم بها ملك المغرب بدعوة من رئيس دولة الامارات .
وبالقصر الرئاسي «قصر الوطن» بأبو ظبي، أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس الاثنين ، مباحثات على انفراد مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تركزت حول وضع خطط للعمل المشترك لاقامة شراكات مشتركة رائدة على مستوى الأسواق الاقليمية والدولية. من جهته عبر العاهل المغربي عن شكره وتقديره للمواقف الثابة للامارات اتجاه المغرب لما «يحص قضاياه الوكنية والتنوية .»
وفي هذا الاطار، ومن أبرز النقاط التي جاءت في هذه الشراكة تلك التي تهم المجال الاقتصادي حيث أشارت الشراكة الموقعة إلى دراسة إنجاز وتمويل مشاريع في مجال الاتصالات والاقتصاد الرقمي وبحث مشاريع أخرى ذات بعد اقتصادي والتعاون في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص، وبحث التعاون واستكشاف الآفاق في الشراكة بين الصناديق السيادية والاستثمارية لكلا البلدين، ودراسة إمكانيات التعاون في مجال الشراكة الاقتصادية وتطوير البنيات التحتية والطاقية مع الدول الإفريقية وفقا للنظم القانونية والتشريعية ، لا سيما فيما يخص أ – مشروع أنبوب الغاز الإفريقي – الأطلسي، وتهيئة وتطوير المشروع المندمج للداخلة «Dakhla Gateway to Africa» و إحداث وتدبير أسطول بحري تجاري. ومن بين عناصر الشراكة والتعاون ، تلك التي تهم بالأساس مستوى البنيات التحتية، إذ سيعمل الطرفان وفقا لتفاهم مشترك على إعطاء الأولوية لعدة مجالات تهدف إلى بحث فرص الاستثمار في مشاريع تمديد خطوط السكك الحديدية، بما في ذلك على وجه الخصوص والأولوية القطار فائق السرعة القنيطرة – مراكش، وتطوير المطارات، بما في ذلك مطارات الدار البيضاء، ومراكش، والداخلة (Dakhla Hub)، والناظور ، وتهيئة الموانئ والاستثمار فيتدبيرها، خاصة ميناء الناظور/ غرب المتوسط، وميناء الداخلة الأطلسي، وأي مشاريع ذات الصلة.
كما سيتم العمل على استكشاف فرص الاستثمار في قطاعات الماء، والطاقة والتنمية المستدامة ويهم ذلك مشاريع تحويل المياه وإنجاز السدود الموجهة للماء الصالح للشرب وللفلاحة، والسدود الكهرومائية الحالية والمستقبلية والطاقات المتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته إضافة إلى نقل الطاقة، ولاسيما إنجاز واستغلال خطوط نقل الكهرباء. كما تهم هذه الشراكة بحث فرص التعاون الاستراتيجي في مجال الأمن الغذائي، عبر استكشاف إمكانيات الشراكة مع المكتب الشريف للفوسفاط في مجال الأسمدة، وبحث تطوير مشاريع مشتركة في المجالات السياحية والعقارية، لا سيما على ساحل البحر الأبيض المتوسط وفي جهتي الداخلة وطرفاية، وأيضا التعاون الانمائي وإمكانيات إنجاز مشاريع سوسيو اقتصادية من قبيل فرص المساهمة في إعادة إعمار وتهيئة المناطق المتضررة من زلزال الحوز؛ استكشاف إنجاز وتمويل مشاريع في مجال إنشاء المؤسسات التعليمية والجامعية والصحية.
على صعيد آخر، سيعمل الطرفان عبر المؤسسات المعنية على دراسة المشاريع الاستراتيجية في هذا الإعلان، وستكون المشاريع المشار إليها أعلاه وغيرها، موضوع مذكرات تفاهم خاصة بتفاهم مشترك يحقق رغبات وأهداف الطرفين، وتحدد مواصفات المشروع وأشكال تمويله والحيز الزمني اللازم لتنفيذه وكذا التزامات كافة الأطراف المساهمة فيه. وسيتم دراسة وإبرام هذه المذكرات في أجل لا يتعدى 3 أشهر من تاريخ هذا الإعلان.