
ريم طه تعشق الرمزية التعبيرية:
لست مقيّدة بجيل.. أنا وليدة فكرتي وخيالي ولوني
بابل- كاظم بهَيّة
واحدة من الفنانات المبدعات اللواتي، اكدن حضورهن وبصمتهن المبدعة والمتمكنة في المدرسة التعبيرية الرمزية، ولطالما تميز طريقها بالابداع، اذ قدمت اعمالا جميلة من خلال مشاركاتها العديدة في المعارض التشكيلية الجماعية فضلا لأقامتها 5 معارض شخصية منذ العام 2013 واخرها معرض (ذكريات) الذي اقيم في المعهد الفرنسي ببغداد العام 2025، انها التشكيلية ريم طه، الحاصلة على بكالوريوس فنون جميلة من جامعة بغداد 2009 – 2010، كان لنا معها حديث عن مشوارها الفني ورؤيتها الخاصة وأسلوبها المتفرد.
□ حدثينا عن بداياتك وكيف اخترت الرسم؟
– بدأت بالخربشة العشوائية حركات تخلق خطوطًا وخربشات قد تكون دائرية بعض منها هندسية او خطوط مبعثره متداخله كل متاهات على الورق. ثم تتطور إلى رسم أشكال بسيطة ثم أكثر تعقيدًا رسم الأشكال والأشياء بوضوح أكبر، باستخدام الألوان بسيطة كالطبشور والباستيل والخشبية والمائية كنت ارسم بها على وجهي اكثر من الورق ثم اصبح الرسم بشكل أكثر دقة حيث بدأت ارسم الحياة صامتة (الستيل لايف) الى ان تطورت واصبحت ارسم الموديل بقلم رصاص العادي وايضاً كانت لي في الابتدائية ومرحلة المتوسطة والثانوية مشاركات وشهادات تقديرية عديده وجوائز من قبل النشاط المدرسي الى ان نمت هذه الموهبة وانصقلت وزدت بالمعرفة الى هذه الخطوط والخربشات من الطفولة الى ان تطورت المهارات الحركية والتنسيق.
□ اراك شغوفة وعاشقة للتعبيرية الرمزية ما سر هذا؟
-الرسم الرمزي يتيح لي نقل مشاعر معقدة أو أفكار لا يمكن قولها بالكلمات مثلًا، بدل أن رسم الحزن كوجه يبكي، قد يرمز له بسماء رمادية أو طائر مقيد بالسلاسلويوصل رسالة بطريقة فنية ومفتوحة للتأويل،فالرمزية تفتح الباب للمشاهد ليفسر العمل بطريقته، فيشعر بأن اللوحة تخاطبه شخصياً وهذا يجعل الفن أكثر تأثيراً وعمقاً والفن بالنسبة لي لغة خاصة عندما ارسم لا أرسم لمجرد التسلية، بل لأن اشعر أن الفن هو وسيلة لفهم العالم والتعبيرعن عنه هذه العلاقة الخاصة تولد الشغفوايضاً الشغف يأتي من الحرية والصدق، فالفن يمنحني حرية التعبير دون قيود، وأشعر بأني صادقة مع نفسي عندما أرسم لذلك يكون محبًا وشغوفاً، لأن الفن يعكس ذاتي هذا بالنسبة للرمزية.
مساحة حرة
□ وماذا عن الرسم التعبيري؟
-اخترت الرسم التعبيري لأنني أجد فيه مساحة حرة لأعبر عن مشاعري وأفكاري بصدق وبدون قيود هذا النوع من الرسم لا يهتم فقط بشكل الأشياء، بل يهتم بما أشعر به تجاهها من خلال الألوان والخطوط والتفاصيل الرمزية، أستطيع أن أوصل حالات الحزن أو الفرح أو القلق التي لا أستطيع وصفها بالكلام أحب الرسم التعبيري لأنه يجعلني أقترب من نفسي أكثر، ويمنحني شعورًا بالراحة والانتماء كما أنني أستمتع برؤية كيف يمكن للناس أن يفسروا رسوماتي كلٌّ بطريقته، وهذا يزيد من عمق التجربة الفنية بالنسبة لي، فعندما اجلس امام الفريم وأبدأ بسماع الموسيقى اشعر الانفصال من عالمي الى وجودي بعالم الخيال الواقعي والغير واقعي قد يكون الا ماورائيات، فهنا يبدأ نسج مابين مشاعري وفكري تصورها بلوحة وعندما انتهي فهي ليست ملك لي بل للمتلقي كيف يحللها وما رموزها المخفية لم اختصر على هذه المدرستين فقط الرمزية- التعبيرية- التجريد- الحداثة- اضافة لاسلوبي وكتابه (برل) للمكفوفين بحيث يمكن للمكفوف لبعض الاعمال لمس الوحة سيجد كتابة بارزة ليقرأ ما مرسوم ياترى كيف سوف يحلل اللوحة وكيف يتخيلها؟!
□ بمن تأثرت من تلك المدرسة الفنية؟
-المدارس كثيرة كما قلت سابقاً، انا قد اجمع اربع مدارس بعمل واحد لم اكون مقيدة، كل مدرسة لها ذائقة ومعنى اتلذذ بها فكرة العمل هي من تجذبني اكثر كل المدارس مررت بها الى ان وجدت نفسي بعالم تعبيرية ورمزية، الفنانين غالبا لم اذكر اسم محدد لان كل فنان له بصمته خاصة تميزه عن غيره له روح ومعنى وذائقة خاصة به فكل فنان هو مميز لدي.
□ طوال سنوات تجربتك هذه الم تفكري بالتوجه نحو الواقعية؟
-الواقعية هي اساس المشوار والدراسة الفنية،من الكتل والون والمنظور والظل والون، حتى وان انتقلت لعده مدارس لكن ارجع لقواعد الاساس الواقعية. في بداياتي كنت ارسم الواقعي والموديل بشكل دقيق ومدروس، وفي الكلية استمريت بهذهِ المدرسة الواقعية لعدة سنين لكن بعدها احببت ان يكون اسلوب خاص بي وايضاً لم اكن مقلدة او مجرد اكون ناسخة صعب جداً عندما يكون اسلوبك خاص او صاحب مخيلة وهذا ما وصلت اليه.
* ايهما الاسمى (اللون) في لوحاتك ام الفكرة؟
-الفكرة واللون يكملان بعضهما الفكرة تعطي اللوحة عمقاً، واللون يعطيها حياةلكن إن اضطررنا للاختيار، اما الفكرة هي الأساس، واللون هو الوسيلة للتعبير عنها، تكون اللوحة تجريدية أو تعتمد على تأثير الألوان نفسيًامثل: لوحات كاندينسكي أو مونية الفكرة ليست معقدة، لكن الألوان تُحرّك إحساسك فوراً، فاللون يكون الهدف إثارة مشاعر معينة عند المشاهد (كالهدوء، الغضب، الحزن)، والفكرة اهم عندما يكون الهدف إيصال رسالة عميقة (اجتماعية، نفسية، دينية)يريد الفنان التعبير عن شعور أو قضية معينةتكون اللوحة رمزية أو تعبيرية أو ذات بُعد فلسفيمثال: لوحة (الصرخة) لإدفارد مونك ألوانها بسيطة، لكن الفكرة (القلق الوجودي) هي ما جعلتها خالدة.
* بماذا تهتمين واي الموضوعات تتناولها على وجه التحديد؟
-غالب مواضيعي في الرسم ترتكز على مواضيع الرجل والمرأة فهم ركيزة الوجود والديمومة منهم اقتبس مواضيعي فالعلاقة بين الرجل والمرأة محور إنساني كبير،هي واحدة من أقدم وأقوى الثنائيات في الحياة تمثل الحب، الصراع، التفاهم، الاختلاف، الانجذاب، والتكامل. والفنان بطبيعته ينجذب لمواضيع فيها توتر أو تفاعل إنساني، فيها مساحة كبيرة للتعبير الرمزي والتعبيري،يمكن استخدام الجسد، النظرات، الألوان، الوضعيات، للتعبير عن مشاعر كثيرة. العلاقة بين الرجل والمرأة تتيح لي أن تعالج مواضيع مثل:الهوية- الأنوثة والذكورة-العاطفة والصراع-المساواة أو السيطرة-الحب أو الانفصال، وايضاً منذ الخليقة ميز الله الرجل والمرأة من كافه المخلوقاتوايضاً لكل شيء بالوجود ذكر وانثى فركيزة الكون وديمومتها هي ذكر وانثى .
* نود ان نعرف اين تضع (ريم) نفسها في زحمة الاجيال الفنية التي ظهرت وعلى اي جيل تتكيء؟
-لا أحتاج أن اكون مقيدة بجيل، فأنا لنفسي وليدة لفكرتي وخيالي ولوني، أنا بل أن أستوحي منهم لأصنع لوحتي ولوني ولأصنع صوتي الخاص وبصمتي .
* ماذا تتمنين أن ترسمي للعالم؟
-أمنيتي في الرسم أن يكون فني جسراً بين القلوب، وأن يطرح أسئلة عميقة عن الحب، والإنسان، والرجل، والمرأة، والحرية أريد أن تكون لوحاتي مساحة للتأمل والراحة والبحث عن الذاتأتمنى أن يرى العالم في رسمي شيئًا يشبهه، يلمسه، يواسيه، أو حتى يصدمه أحيانًاأمنيتي أن أترك أثرًا صادقاً، لا يزول مع الوقت، وأن أكون جزءاً من لغة بصرية عالمية توحد الناس رغم اختلافاتهم.















