رياضيونا والتغيير – سامر الياس سعيد
مر عام على انتفاضة تشرين تلك الثورة الفتية التي اطلقها دعاة التغيير من شباب العراق وشابياته في قلب العاصمة العراقية (بغداد) ليكون الاغلب منهم الرياضييون ممن طالبوا بالتغيير اسهاما منهم في ان تكون الرياضة جزء مهم ومفصلي من واقع البلد الذي تعرض للكثير من الركود نتيجة استشراء الفساد وحلقاته الروتينية الضيقة التي قيدت سوح الانجاز الرياضي وجهلت المواهب الرياضية العراقية اسيرة المناشدات والمطالبات التي مل منها حبر الصحف واثير الفضائيات والاعلام دون ان تلقى الاستجابة المطلوبة من لدن المسؤولين ..
لقد تناوب على كرسي وزارة الشباب والرياضة العديد من النخب خصوصا منذ عام 2003 ولمسنا ان لديهم الرغبة في ابراز الانجاز الرياضي والدعوة الى رعايته ودعمه فالدعم يعد ابرز المتطلبات الرئيسية في قضية الاعداد البدني والرياضي لاي موهبة رياضية الا ان العراقيل والمعوقات لم تكد تنطلق مع اي عمل لتقييد حركة هذا الكم اللامعقول من الوزراء الذي جاء بعضهم نتيجة اختيارهم على وفق خلفية حزبية او محاصصة قسمت الوزارات الى مغانم لتلك الجهة او تلك الكتلة ليبتلى البلد بالركود في مفاصله والرياضة وشجونها لم تكن بعيدة عن هذا الاطار..
واستبشر العراقيون جميعا بالثورة التي اصبح عمرها اليوم عاما بالكمال والتمام فهي التي ابرزت الى الواجهة وزير ينتمي لتاريخ رياضي مميز ومعروف للجميع حتى استاثر بتصويت الاغلبيية لدى طرح اسمه في التصويت على اسماء الوزراء لدى طرحهم من قبل رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي وذلك في مطلع الصيف الماضي وكان الكابتن عدنان درجال لدى توليه هذه المسؤولية على دراية تامة بكل مفاصل العمل الرياضي كونه يعد ابن الوسط وعلى خبرة واسعة لذلك لم يغب عن واقع الاعلام اي نشاط يضطلع به اسهاما منه في ابعاد السكون عن واقع الرياضة والمباشرة باعادة اصلاح ما يمكن اصلاحه من اعطال المفصلية الوزارية التي عانتها منها وزارة الشباب والرياضة على مدى عقد او ما يزيد لاسيما حينما ركز مجهوداته على واقع المنشات والملاعب الرياضية والتي عانت ما عانت من اثار الفساد في سبيل انجازها او انهاء اعمالها بالشكل الذي يتلائم مع المخططات والخرائط التي انجزت لها لذلك فقبل نحو شهر من الان كانت الصحف قد اعلنت في خبر مقتضب عن اكتشاف شبهات فساد في صفوف بعض المهندسين ممن يضطلعون بالاشراف على تنفيذ الملاعب والقاعات الرياضية وخبر مثل هذا على وقع واقعيته ومطابقته لواقع البلد بشكل عام من جانب وقوع بعض مفاصله في ايادي فئات لاتعترف بالوطنية وانقاذ البلد من حلقات الفساد فان قطاع الرياضة لابد ان يكون اخر المفاصل التي يمكن ان تبتلى بهذا الداء فتوجهها يتطابق مع توجه التربية والتعليم فكسف بالحري ان يسعى منفذ من ان يتلاعب ببعض المواصفات القياسية لينشى على سبيل المثال ملعبا او قاعة وقد افتقرت الى المواصفات المطلوبة وهي على وشك الانهيار لتتسبب بجانب ما شهده البلد من حوادث الارهاب المختصة بالتفخيخ والسيارات الملغمة في ان نشهد احداث مسلسل اخر ينضوي عنوانه تحت بند التلاعب بالمواصفات المطلوبة لتضحي ملاعبنا او قاعاتنا التي تجمع عشاق الرياضة تحت اروقتها وفي جنباتها من ان تسهم ايضا بان تكون ملاعب للموت كما حدث في نماذج عديدة في بلدان سولء عربية او عالمية حيث تسببت انهيار المدرجات بموت العشرات من الجمهور الرياضي ..
يحدونا الامل في ان تكون لمثل تلك الحملات من جانب الوزير لابعاد شبهات الفساد عن الوزارة وابعاد الفئات التي تتسبب بمثل تلك الاحداث الى جانب الرغبة الابرز في ان تسهم الوزارة بالدعم الرياضي المطلوب والرعاية المميزة لفرقنا الرياضية فالتغيير الذي دعا اليه شبابنا قبل نحو عام سواء في ساحة التحرير بقلب العاصمة الحبيبة بغداد او غيرها في مدن العراق حري بان يسهم بطلب الدعم المباشرمن الجهات ذات العلاقة لاسيما بتحديد الميزانية الملائمة لصالح وزارة الشباب والرياضة دون الوصول الى الصحف او الفضائيات لابراز المناشدات من هذه الجهة او تلك لرعاية مشاركة فريق او منتخب في استحقاقاته الرسمية ..