موسكو (أ ف ب) – أعلنت روسيا وسوريا الخميس أنهما تعتزمان تعزيز العلاقات بينهما ومراجعة الاتفاقات التي أبرمت في عهد نظام بشار الأسد، وسط حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل قاعدتين عسكريتين روسيتين على الأراضي السورية.
وأكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أثناء زيارة لموسكو الخميس أن بلاده ترغب بأن تقف روسيا إلى جانبها داعيا إلى “الاحترام المتبادل” بين البلدين، بعد سقوط حكم الأسد الذي دعمته روسيا بقوة.
وفر الرئيس السابق الذي كان حليفا رئيسيا لروسيا في الشرق الأوسط إلى موسكو العام الماضي بعدما أطاحه هجوم خاطف لفصائل معارضة بقيادة الإسلاميين أنهى خمسة عقود من حكم عائلته.
وهي المرة الأولى يزور فيها مسؤول سوري رفيع المستوى روسيا التي كانت في السابق أكبر داعم للأسد منذ إطاحته.
وقال الشيباني لنظيره الروسي سيرغي لافروف “نمر بمرحلة مليئة بالتحديات وهناك فرص كبيرة لسوريا ونطمح لأن تكون روسيا بجانبنا”.
وأضاف، بحسب ما نقلت عنه وكالة “سانا” الرسمية السورية “نحن هنا اليوم لنمثل سوريا الجديدة حيث نريد أن نفتتح علاقة صحيحة وسليمة بين البلدين قائمة على التعاون والاحترام المتبادل”.
وتعد قاعدتا روسيا في سوريا على ساحل المتوسط، البحرية في طرطوس والجوية في حميميم، الموقعين العسكريين الرسميين الوحيدين لموسكو خارج الاتحاد السوفياتي السابق.
وكانت موسكو قد استخدمت القاعدتين على نطاق واسع لدعم الأسد في عام 2015، مع قصف جوي كثيف للمناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت الحكومة السورية الجديدة ستسمح لموسكو بالاحتفاظ بهاتين القاعدتين.
وقال لافروف من جانبه إن روسيا “مستعدة لتوفير كل المساعدة الممكنة لإعادة الإعمار بعد النزاع” ومراجعة “الاتفاقات والعقود المبرمة في ظل ظروف مختلفة”.
وأكد نظيره السوري هذا الرأي بقوله إن مراجعة الاتفاقات أمر ضروري لإدراك ما إذا كانت “تلبي احتياجات الشعب السوري”.
ولم يذكر أي من الوزيرين ما إذا كان عقد إيجار القاعدتين الذي يستمر حتى عام 2066، قد جرت مناقشته.
ولفت الشيباني في مؤتمر صحافي عقب المحادثات إلى أن سوريا تحتاج إلى “أصدقاء وشركاء” في مسارها الانتقالي.
من جهته، قال لافروف إن الدعم الروسي التاريخي لسوريا “لا يعتمد على الوضع السياسي أو تغييرات الحكومة”.