
روسيا – أوكرانيا .. أمن العراق الغذائي مهدّد – ياسر المتولي
لم يكن العراق بمنأىً عن مخاطر الامن الغذائي العالمي الذي تصاعدات تحذيرات التقاريرالدولية بشانه جراء استعارالحرب الروسية الاوكرانية.
وتعد الحبوب الاستراتيجية هي مصدر
الغذاء العالمي وفي مقدمتها القمح
وهو مصدر الطحين ( الخبز) وملحقاته
من المعجلنات وغيرها .
وقبل الخوض في اهمية القمح لابد من الاشارة الى ان المحاصيل الستراتيجية
هي مصدر الاعلاف للثروة الحيوانية سواء الدواجن ام الابقاروحتى اسماك التربية
اضافة الى الصناعات الغذائية المختلفة ولك ان تتصور حجم التاثير على المنتجات الحيوانية الخاصة بالغذاء مستقبلاً
عودعلى ذي بدء فان الامن الغذائي في العراق هو معرض للخطرلاسباب موضوعية في مقدمتها التغيرات المناخية
والتصحر وتناقص الثروة المائية وكذلك
السياسات الزراعية المتخبطة .
فبعد ان كانت الزراعة في العراق تشكل الثروة الاساسية الثانية بعد النفط
ومكتفي ذاتياً فقد تراجع كثيراً ولاسباب متعددة .
وبهدف المقارنة بين ما كان وضع الامن الغذائي في العراق وما وصل اليه
لابد من الاشارة الى ان مرحلة الحصار الاممي الذي فرض على العراق جراء
حرب الخليج في التسعينات كانت
الفترة الذهبية لانتعاش زراعة القمح
وتحقيق الاكتفاء الذاتي لابل زاد عن ذلك
فقد وصل انتاج العراق في حينها الى 6
ملايين طن في وقت كانت الحاجة 4 ملايين طن .
وكان السبب معروف بدعم زراعة المحاصيل باسعار خيالية لكنها تضخمية
جراء طبع العملة العراقية .
تراجع الانتاج
وبمرور الزمن فقد تراجع الانتاج وذلك بسبب اهمال عوامل رفع الغلة وتعمقت هذه المشاكل بعد مرحلة التغيير في العام 2003حيث الغيت عمليات استصلاح الاراض وطمرت المبازل بعدان استهلكت الارض قيمتها الغذائية ( التربة فقدت عناصر رفع الغلة ) نتيجة زراعتها خارج ضوابط النير ونير .
كما تراجعت الحصص المائية جراء تجاوز الدول المشاطئة على نهري دجلة والفرات ممن قبل تركيا وايران باقامة السدود فضلاً عن تغيير مسار نهر ديالى .
عدا انهيار منظومة الري التكنولوجية
وبعد تهريب المرشات التي كانت تستخدم لتقنيين السقي .
كما ان تغيير صنف الاراضي الزراعية الى تجارية قلصت المساحات التي تزرع
بالمحاصيل والبساتين تم تجريفها .
وكذلك السياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة بتعجيز الفلاحين والمزارعين
بعدم دفع مستحقاتهم جراء تسويق الحبوب الى الدولة مما تسبب بعزوف الفلاحين وصاحب ذلك هجرة جماعية من الريف الى المدينة بحثاً عن فرص عمل.
كما ان التغييرات المناخية والانحباس الحراري اثر على المساحات الزراعية الديمية التي تعتمد على الامطار
فيما تقلصت المساحات التي تزرع سيحاً بسبب تناقص الموارد المائية .
كل هذه العوامل والتحديات تنذر بمخاوف حقيقية على الامن الغذائي في العراق .
ونعود للاجابة عن السؤال الذي يبحث عن اجابة ما مدى تاثير الحرب الروسية
الاوكرانية على الامن الغذائي في العراق ؟
الجواب ببساطة ان تاثير هذه الحرب ومؤثراته مزدوجة ومركبة حيث ان
انتاج اوكرانيا من الحبوب ذو تاثير كبير على الامن الغذائي العالمي كونها اكبر منتج للقمح في العالم اما كيفية
تاثيرها على امن الغذاء العراقي رغم ان العراق لايستورد القمح من اوكارانيا
فان تراجع انتاج اوكرانيا سينعكس على المعروض من الحبوب بين دول العالم وبذلك سيكون مؤثرحتماً .خلاصة ما توصلت اليه وقناعتي من ان التحذيرات الاممية من مخاطرالامن الغذائي واقعية وان الحرب الحالية ستلحق ضرراً كبيراً ولو غير مباشر بالعراق مسقبلاً وذلك اذا اخذنا بنظر الاعتبار العوامل والتحديات التي سبق ذكرها مجتمعة واضفنا اليها الى الحرب بين روسيا واوكرانيا .فحذاري من المجاعة فالخطر قائم وقادم لاريب .



















