
واشنطن (أ ف ب) – أعلن الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي” سام ألتمان عن حالة طوارئ شاملة في الشركة، في ظل المنافسة الشرسة التي تواجهها تقنيات برنامجها “تشات جي بي تي” من شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى، خصوصا غوغل، وفق وسائل إعلام أميركية.
وفي مذكرة ، أبلغ ألتمان موظفي “أوبن إيه آي” أن الشركة “تمر بمرحلة حرجة على صعيد تشات جي بي تي”، مشيرا إلى ضرورة تخصيص الموارد لمواجهة المنافسة الجديدة التي تعترض روبوت الدردشة الخاص بها، وفق التقارير الإعلامية.
وأوضح ألتمان أنه سيتم تأجيل مشاريع أخرى، بما في ذلك خطة لإضافة إعلانات إلى روبوت الدردشة. ووفقا للمذكرة التي نُشرت في صحيفتي “ذي إنفورميشن” و”وول ستريت جورنال”، قال ألتمان إن حالة “الطوارئ” تعني أن “أوبن إيه آي” ستؤخر أيضا التقدم في منتجات أخرى مثل وكلاء الذكاء الاصطناعي، والتي تهدف إلى أتمتة المهام المتعلقة بالتسوق والصحة.
مع تقييم بقيمة نصف تريليون دولار، تُعد “أوبن إيه آي” الشركة الخاصة الأكثر قيمة في العالم.
يتطلع كبار المستثمرين إلى شراء أسهم في الشركة، لكن التساؤلات تتزايد حول كيفية تحقيق إيرادات تُضاهي التكاليف الباهظة لتوفير الذكاء الاصطناعي لمئات الملايين من مستخدميها، والذين يستخدم غالبيتهم العظمى الخدمة مجانا.
أطلقت غوغل الشهر الماضي أحدث طرازاتها من برنامج الذكاء الاصطناعي “جيميناي”، مُتوّجة بذلك تحوّلا جذريا منذ أن فوجئت بإطلاق “تشات جي بي تي” قبل ثلاث سنوات، وتعرضت لانتقادات واسعة بسبب الأخطاء التي يرتكبها برنامجها في إطار السعي لمجاراة “أوبن إيه آي”.
لم تُجب “أوبن إيه آي” فورا على طلب التعليق.
في جانب آخر، و في المرحلة الأخيرة من هبوطها في مطار دلس في واشنطن، تمر الطائرات فوق بلدة اشبورن المعروفة باسم “تجمع مراكز البيانات” التي تتعامل مع ما يقدّر بنحو 70% من حركة الإنترنت العالمية.
ينتشر التوسع العمراني ببطء منذ عقود في المساحة الواسعة من الأراضي الفارغة والغابات والمزارع في شمال فيرجينيا.
ثم جاء الإنترنت وجذب شركات بناء مراكز البيانات مع وعود بإيرادات ضريبية واستثمارات مقابل بناء هياكل قد لا تبدو جذابة لكنها شكلت العمود الفقري لعالم متصل رقميا.
لماذا اختير هذا المكان؟ يمكن تفسير ذلك لأسباب منها موقعه الاستراتيجي والبنية التحتية المتينة والسياسات الداعمة للأعمال وتوافر الطاقة بأسعار معقولة. ويضاف إلى ذلك قربه من البنتاغون ومؤسسات الحكومة الأميركية ووجود مقر شركة إيه أو إل، عملاق الإنترنت في بداياته.
ولا يمكن إنكار الفوائد التي جلبتها هذه المباني غير اللافتة لأشبورن خلال العقدين الماضيين.
تنتشر بين هذه المراكز الضخمة متاجر جديدة وأحياء سكنية وحلبة للتزلج على الجليد ومرافق عامة، في مشهد يعكس بوضوح أن هذه المدينة لا تعاني شحّا في الموارد المالية.
تقع أشبورن في لودون، أغنى المقاطعات الأميركية من حيث نصيب الفرد، وتنظر إليها مدن عديدة حول العالم باعتبارها نموذجا لتحقيق مكاسب مستقبلية، حتى لو رآها آخرون مثالا تحذيريا.



















