رواد مسابقات الرياضات الالكترونية بدبي يطمحون لدور أكبر في صناعتها

دبي‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) – ‬في‭ ‬مقر‭ ‬حديث‭ ‬في‭ ‬دبي،‭ ‬ينظّم‭ ‬شبان‭ ‬مسابقات‭ ‬إقليمية‭ ‬لألعاب‭ ‬الفيديو‭ ‬برعاية‭ ‬علامات‭ ‬تجارية‭ ‬عالمية‭ ‬كبرى،‭ ‬بعدما‭ ‬أصبح‭ ‬عشاق‭ ‬الرياضة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الإمارة‭ ‬الخليجية‭ ‬يطمحون‭ ‬لأن‭ ‬يصبحوا‭ ‬لاعبين‭ ‬في‭ ‬الصناعة‭ ‬المثيرة‭.‬

من‭ ‬بين‭ ‬هؤلاء‭ ‬سعد‭ ‬خان‭ ‬الذي‭ ‬دخل‭ ‬عالم‭ ‬المسابقات‭ ‬الالكترونية‭ ‬قبل‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬بافتتاحه‭ ‬سلسلة‭ ‬مقاهٍ‭ ‬للإنترنت‭ ‬في‭ ‬دبي،‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬منصة‭ ‬للانطلاق‭ ‬نحو‭ ‬الصناعة،‭ ‬حسبما‭ ‬يقول‭ ‬المغترب‭ ‬الهندي‭ ‬البالغ‭ ‬45‭ ‬عاما‭.‬

واستفاد‭ ‬خان‭ ‬من‭ ‬علاقاته‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬عالمية‭ ‬مثال‭ “‬انتل‭” ‬و‭”‬اتش‭ ‬بي‭” ‬و‭”‬مايكروسوفت‭” ‬ليفتتح‭ ‬شركته‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬اشترت‭ ‬للتو‭ ‬مقرا‭ ‬جديدا،‭ ‬ويبدأ‭ ‬تنظيم‭ ‬وانتاج‭ ‬مسابقات‭ ‬اقليمية‭ ‬للرياضات‭ ‬الالكترونية‭.‬

وبهدف‭ ‬تنويع‭ ‬اقتصادها‭ ‬وتعزيز‭ “‬قوتها‭ ‬الناعمة‭” ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬العالمي،‭ ‬استثمرت‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬قطاع‭ ‬التقنيات‭ ‬والرياضة،‭ ‬خصوصا‭ ‬عبر‭ ‬الشبان‭ ‬المغتربين‭ ‬فيها‭.‬

وتحقّق‭ ‬صناعة‭ ‬ألعاب‭ ‬الفيديو‭ ‬نموا‭ ‬سنويا‭ ‬بنسبة‭ ‬12‭ ‬بالمئة،‭ ‬وقد‭ ‬جنت‭ ‬نحو‭ ‬139‭,‬9‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬وفقا‭ ‬لشركة‭ ‬قياس‭ ‬الاستهلاك‭ ‬الأميركية‭ “‬نيلسن‭”.‬

ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬هذا‭ ‬المبلغ‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬وحده‭ ‬إلى‭ ‬821‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬2021،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬الإمارات‭ ‬والسعودية‭ ‬هما‭ ‬المستهلكان‭ ‬الرئيسيان‭ ‬للمنتجات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المضمار،‭ ‬بحسب‭ ‬تقديرات‭ ‬شركة‭ ‬الاستشارات‭ “‬ستراتيجي‭ ‬اند‭”.‬

نظام‭ ‬قيد‭ ‬التشكّل‭ ‬

وذكر‭ ‬خان‭ ‬الذي‭ ‬فضّل‭ ‬عدم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬أرباح‭ ‬شركته‭ ‬ان‭ “‬قيمة‭ ‬الرعاية‭ (‬التجارية‭) ‬ارتفعت،‭ ‬وازداد‭ ‬عدد‭ ‬اللاعبين‭”. ‬واضاف‭ “‬أرى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفرق‭ ‬الجيدة‭ ‬جدا‭ ‬تتشكّل‭ ‬وتتألّق،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬قبل‭”.‬

وفي‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬أبرمت‭ ‬شركته‭ ‬عقدا‭ ‬مع‭ “‬بي‭ ‬أم‭ ‬دبليو‭” ‬التي‭ ‬تنظّم‭ ‬مسابقات‭ ‬إقليمية‭. ‬لكن‭ ‬مجموعته‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬افتتاح‭ ‬مكاتب‭ ‬في‭ ‬برشلونة‭ ‬أو‭ ‬الهند‭ ‬أو‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬لتغطية‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭. ‬ورأى‭  ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬تطوير‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬الشركة‭ ‬غازي‭ ‬بيضون‭ ‬الشغوف‭ ‬بألعاب‭ ‬الفيديو،‭ ‬أن‭ ‬مستقبل‭ ‬الرياضات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬زاهر‭.‬

وقال‭ ‬المغترب‭ ‬اللبناني‭ ‬البالغ‭ ‬29‭ ‬عاما‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ “‬لدينا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواهب‭ ‬التي‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭” ‬لكن‭ “‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬الظهور‭”‬،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬فرق‭ ‬لبنانية‭ ‬واردنية‭ ‬ومصرية‭ ‬وسعودية‭ ‬وإماراتية‭ ‬بارزة‭.‬

وبحسب‭ ‬بيضون،‭ ‬يتشكّل‭ ‬حاليا‭ “‬النظام‭ ‬الملائم‭ ‬شيئا‭ ‬فشيئا‭ ‬وسيتحسن‭ ‬وينمو‭”.‬

ومع‭ ‬25‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬الخبرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬يريد‭ ‬غيرين‭ ‬بونغاي‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭ ‬بفضل‭ ‬شركته‭ ‬التي‭ ‬أسّسها‭ ‬في‭ ‬دبي‭ ‬وتعمل‭ ‬حاليا‭ ‬على‭ ‬انتاج‭ ‬ما‭ ‬تقول‭ ‬الإمارات‭ ‬إنّها‭ ‬أوّل‭ ‬لعبة‭ ‬متسلهَمة‭ ‬من‭ ‬الثقافة‭ ‬الخليجية‭.‬

ومن‭ ‬المقرر‭ ‬إطلاقها‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الدراسي،‭ ‬وهي‭ ‬لعبة‭ ‬مستوحاة‭ ‬من‭ ‬مغامرات‭ ‬أربع‭ ‬نساء‭ ‬إماراتيات،‭ ‬هن‭ ‬شخصيات‭ ‬شهيرة‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ ‬الرسوم‭ ‬المتحركة‭ ‬المحلي‭ “‬فريج‭”.‬

وقال‭ ‬بونغاي‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ “‬انها‭ ‬مبادرة‭ ‬خاصة‭ ‬بالكامل‭ ‬لكن‭ ‬لدينا‭ ‬دعم‭ ‬حكومي‭ ‬هائل‭”.‬

واختار‭ ‬هذا‭ ‬البريطاني‭ ‬دبي‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬عام‭ ‬بسبب‭ ‬شهيتها‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع،‭  ‬واحتضانها‭ ‬مهندسين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬وأيضًا‭ ‬نظراً‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬سوق‭ ‬مهم‭ ‬تمثّله‭ ‬جارتها‭ ‬الكبيرة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭.‬

ولاحظ‭ ‬إنّ‭ ‬السعودية،‭ ‬التي‭ ‬تحتل‭ ‬المرتبة‭ ‬الخامسة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬إيرادات‭ ‬ألعاب‭ ‬الفيديو،‭ ‬سوق‭ “‬ضخم‭ ‬للغاية‭”. ‬واضاف‭ “‬قبل‭ ‬مجيئي‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة،‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أعرف‭ ‬ذلك‭”.‬

وتابع‭ “‬لا‭ ‬يدرك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬حجم‭ ‬سوق‭ ‬ألعاب‭ ‬الفيديو‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭”.‬

وشهية‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬للرياضات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬هي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬مسعى‭ ‬أكبر‭ ‬نحو‭ “‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭” ‬و‭”‬الصناعات‭ ‬المحلية‭”‬،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬رأى‭ ‬روبرت‭ ‬موغيلنيكي‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ومقره‭ ‬واشنطن‭.‬

وأوضح‭ ‬الباحث‭ ‬أن‭ “‬الرياضات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬وصناعات‭ ‬الألعاب‭ ‬الأخرى‭ ‬تقدّم‭ ‬منصات‭ ‬جديدة‭ ‬للحكومات‭ ‬والشركات‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬جمهور‭ ‬عالمي‭”.‬

وفي‭ ‬سعي‭ ‬دائم‭ ‬لترسيخ‭ ‬صورة‭ ‬جيدة‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ “‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬فقط‭ ‬بتسلية‭ ‬الشباب‭”‬،‭ ‬وهم‭ ‬الغالبية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭ ‬،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضا‭ “‬تصوير‭ ‬المجتمعات‭ ‬الخليجية‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬أقطاب‭ ‬مزدهرة‭ ‬وإبداعية‭”‬،‭ ‬وفقا‭ ‬لموغيلنيكي‭.‬

مشاركة