ركوب الأسد

ركوب الأسد
تسائل من هو على رأس هرم السلطة قائلاً: (لماذا تغرق بغداد، ولم يحصل التطور) وهو (لا يلوم وزيراً عما حصل لأنه مكبل بالنزاعات والممحاكات، وكلما تقدم بخطوة اثيرت عليه الثائرة حتى لا ينجح)!.
ان اي مراقب للوضع السياسي العراقي لا يستغرب ما يحصل للبلد من غرق وتراجع بالخدمات البلدية والصحية والانسانية وحتى الاخلاقية!! بالرغم من الثروة الهائلة في ميزانية البلد، لأن جهلاء وزعاطيط السياسة وايتام النظام الفاشي المقبور المندسين في العملية السياسية الجديدة يعملون على تخريب بلدهم ويجعلون منه طوائف تتصارع فيما بينها بالصاق التهم بعيدين كل البعد عن لغة الحوار السياسي، بل هم الذين يخلقون الازمات وينشرون الخرافات محاولين التفرد بالسلطة بدلاً من بناء المؤسسات الاقتصادية والقانونية والعلمية والثقافية التي تنير العقل وتبعد عنه الشعوذة والاوهام والدجل ليلتحق العراق بالركب العالمي المحروم منه طيلة (40) سنة تحت ظلم البعث الصدامي.
ان الطريقة الاستعمارية (العنصرية والطائفية) المقيتة والممزوجة باكذوبة الديمقراطية الممنوحة قسراً التي وصلت هؤلاء الى السلطة سوف تجر البلد الى مزيد من الخراب والارهاب وتغليب المصالح الفردية الفئوية والحزبية حتى داخل الكتلة الواحدة، ولا يكون هناك دور للقانون ويزداد الفساد الاداري والمالي والاخلاقي، لأن الذي ركب على ظهر الارهاب لا يستطيع التخلص منه بسهولة ومثله كمثل ذلك الشخص الذي ركب على ظهر الاسد معتقداً انه يصبح ملكاً، ولما اراد النزول خاف ان يأكله الاسد، فهو ميت في كل الاحوال.
ان تعويض ذوي ضحايا الارهاب ومحاولة تشغيل الارامل وبناء الدور المتهدمة من الامطار واحتضان الايتام هي طرق انسانية نبيلة، ولكنها في السياسة تعد ترقيعية لعدم معالجتها المشكلة الحقيقية التي اوصلت الناس الى هذا الحال! او هي كذلك الشخص الذي يدفيء مؤخرته تاركاً بقية الجسد في مهب الريح.
ولكن سياسة الاقتراب من الشعب والنهوض به والشفافية في العمل الجماعي بحضور الصحافة والتسامح والمصالحة من منطلق القوة والتعامل الهادئ بعيداً عن التشنجات وتغليب لغة الحوار الاخوي بين اطياف المجتمع العراقي واللجوء الى صناديق الاقتراع النظيفة بدون زيف او غش او خداع او شراء الذمم او القوة او الاغراء بالمنح والوظائف او المراكز، وتطابق الاقوال والوعود مع الافعال واستغلال العلم واحتضان العلماء والادباء والمبدعين ودعوة الكفاءات الموجودة خارج العراق والتحلي بمكارم الاخلاق التي اكملها الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وتلبية حاجات المواطنين لاسيما الفقراء منهم واستغلال الثروات بالتخطيط المسبق مع احتساب مدة نفاذيتها لغرض الاحتياط والالتزام بقوانين البلد ودستوره وعدم التطير من اختلاف وجهات النظر لانه تناقظ غير تناحري هو الطريق الصحيح والا سلم الذي يخدم الوطن والشعب ويبعده عن هدر الثروات والتشتت والتشرذم والتقسيم المخطط له من الاستعمار.
عارف السيد
AZPPPL

مشاركة