رعد لوطن الأيادي – نص شعري – علي‮ ‬مولود الطالبي

رعد لوطن الأيادي – نص شعري – علي مولود الطالبي

أشتهي وطنًا يعلّو بغيمةٍ وصباح

أمتلئُ به ويمتلئُ بالنّدى

لا أحدَ يمسكُ بهذا النخيل المتدلّي في وطني ؟

لا أحدَ يغطّي أرصفتهُ بأغنيةٍ من شفاهِ عاشق يتألّم ؟!

كلُّ أسوارنا تتلعثمُ وترددُ أهازيج الجنائز

هذا الوجعُ بداخلي يرفضُ صلصال النهايات

يرفضُ سلاطينًا خلف كراسي العفاريت

وحواجزَ من رصاصٍ تستثيرُ هذا الدّم المؤجّل فينا

فنموتُ بين صوتين …!

وطني :

أصرخُ بضياعكَ السحيق ….. أنوحُ بجوعكَ المكثّف،

  بشجنِ صغاركَ العُزّل !

تقيمُ ليلاً على صدرِ التوابيتِ والكمنجاتِ اليتيمة

تترنّحُ أرضٌ كانتْ تحوينا في حشرجةِ الشوق ولثغةِ الألم

موجعٌ هذا الإيقاعُ القادمِ مِن أفواهِ البنادق

مستفزةٌ هذه النصوصُ المشبوهةِ في لوحِ المؤرخين

وهذا الخبزُ اليابس ، وطفلٌ ناعسٌ فوق شوكِ المقابر

وطني … كلانا ينبضُ بنزفِ الوقتِ ورعيدِ الخيبة

انتظرني يا وطن الأيادي

 أنزلُ من سِلّم الفجيعةِ … للفجيعة

انتظرني لأجمعَ ضحكاتَ العابرين فوق جثثنا

وبقايا أجسادٍ تعبرُ مضيقَ الخوف

وتلملمُ مسودة العانكِب …..

سأشربُ على نخبِكَ يا وطني ماء الألم

وقتَ الصلاةِ لأشباهِ العشاق !