رشا عكاب تبني جسور التشكيل بين المهجر والوطن

 

عدنان‭ ‬أبوزيد‭ -‬الزمان

تستعد‭ ‬الفنانة‭ ‬التشكيلية‭ ‬العراقية‭ ‬رشا‭ ‬عكاب،‭ ‬لمعرضها‭ ‬الشخصي‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬ألمانيا،‭ ‬على‭ ‬طرق‭ ‬تعزيز‭ ‬تجربتها‭ ‬الفنية،‭ ‬بالأسلوب‭ ‬التعبيري‭ ‬الذي‭ ‬عُرفت‭ ‬به‭. ‬

وعكاب‭ ‬التي‭ ‬درست‭ ‬الرسم‭ ‬في‭ ‬اكاديمية‭ ‬الفنون‭ ‬الجميلة‭ ‬في‭ ‬بغداد،‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬ماستر‭ ‬الفن‭ ‬الحديث‭ ‬والغرافيك‭ ‬في‭ ‬المانيا،‭ ‬اقامت‭ ‬عدة‭ ‬معارض‭ ‬شخصية‭ ‬في‭ ‬المانيا‭ ‬وهولندا‭ ‬والدنمارك‭ ‬ومشاركات‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬البلدان‭ ‬واخرها‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬عبر‭ ‬تجمع‭ ‬التشكيليات‭ ‬العراقيات‭. ‬

والفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬العراقي‭ ‬في‭ ‬المهجر،‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬الثقافة‭ ‬العراقية‭ ‬والعربية‭ ‬والغربية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انتقل‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬التشكيليين‭ ‬العراقيين‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬بسبب‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة‭. ‬

وترى‭ ‬رشا‭ ‬إن‭ ‬المرأة‭ ‬العراقية‭ ‬صاحبة‭ ‬دور‭ ‬بارز‭ ‬ولمسة‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬وتجاوزت‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والاوربية‭. ‬

وتتميز‭ ‬الأعمال‭ ‬التشكيلية‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬المهجر‭ ‬بالتنوع‭ ‬والإبداع،‭ ‬ويجد‭ ‬الفنانون‭ ‬العراقيون‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬فرصة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬أنفسهم‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬بلدهم‭ ‬والعالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أعمالهم‭ ‬الفنية‭. ‬كما‭ ‬تعكس‭ ‬أعمالهم،‭ ‬تجاربهم‭ ‬الشخصية‭ ‬والثقافية،‭ ‬وتعبر‭ ‬عن‭ ‬مشاعرهم‭ ‬وأحاسيسهم‭ ‬تجاه‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬يعيشونه‭. ‬

وتعتبر‭ ‬عكاب‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬تطرحه‭ ‬من‭ ‬مواضيع،‭ ‬يعبّر‭ ‬عن‭ ‬ذاتها‭ ‬في‭ ‬الغربة،‭ ‬قاصدة‭ ‬فتح‭ ‬نوافذ‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬هواجس‭ ‬المرأة‭ ‬الشرقية‭ ‬وعكس‭ ‬جمالها‭ . ‬

وترى‭ ‬عكاب‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬الفن‭ ‬العراقي،‭ ‬والمتوفر‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬لا‭ ‬يتناسب‭ ‬واهمية‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬العراقي ‬، معتبرة ان تجمع التشكيليات العراقيات، وموقعه الرقمي، يمثل نافذة مهمة لادامة التواصل بين التشكيليات في الداخل والخارج، كما يظهر التجربة التشكيلية النسوية العراقية بشكل بارز الى الجمهور.

في‭ ‬المهجر‭. 

وشاركت‭ ‬عكاب‭ ‬العام‭ ‬2023‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬على‭ ‬قاعات‭ ‬المعهد‭ ‬الفرنسي‭ ‬في‭ ‬بغداد،‭ ‬بحضور‭ ‬فنانين‭ ‬عراقيين‭ ‬وجمهور‭ ‬واسع،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬مشاركة‭ ‬بمعرض‭ ‬على‭ ‬قاعات‭ ‬كلية‭ ‬الفنون‭ ‬الجميلة‭ ‬في‭ ‬بغداد‭. ‬

يتحدث‭ ‬الكاتب‭ ‬نعيم‭ ‬عبد‭ ‬مهلهل‭ ‬عن‭ ‬ابداع‭ ‬الفنان‭ ‬رشا‭ ‬عكاب‭ ‬بقوله‭ ‬انها‭ ‬تعيش‭ ‬حميمية‭ ‬المكان‭ ‬بحدود‭ ‬مشاعر‭ ‬شخوصه‭ ‬في‭ ‬ألفة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬الذكرى‭ ‬والتي‭ ‬تلونها‭ ‬في‭ ‬لوحتها‭ (‬الحياة‭ ‬وفالنتيها‭ ‬الجميل‭) . ‬

واستطرد‭: ‬تلك‭ ‬الصورة‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬فطرية‭ ‬وبراءة‭ ‬ما‭ ‬يصنعه‭ ‬الحب‭ ‬عند‭ ‬البشر‭ ‬لتبدو‭ ‬اللوحة‭ ‬انعكاس‭ ‬لتلك‭ ‬العاطفة‭ ‬الابدية‭ ‬التي‭ ‬سكنت‭ ‬اللحظة‭ ‬الروحية‭ ‬في‭ ‬جمالية‭ ‬الالتجاء‭ ‬الغافي‭ ‬للرجل‭ ‬وهو‭ ‬يختبئ‭ ‬في‭ ‬عنق‭ ‬حبيبته‭. ‬

واعتبر‭ ‬مهلهل‭ ‬إن‭ ‬رشا‭ ‬عكاب‭ ‬تمنح‭ ‬فيض‭ ‬الهدوء‭ ‬والرومانسية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفكرة‭ ‬الغرامية‭ ‬ودفئ‭ ‬الوانها‭ ‬في‭ ‬جدلية‭ ‬الحركة‭ ‬وقوفا‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬نرى‭ ‬فيها‭ ‬مقدار‭ ‬شحنة‭ ‬موسيقى‭ ‬الحنين‭ ‬الذي‭ ‬يلامس‭ ‬فيه‭ ‬خد‭ ‬الرجل‭ ‬خد‭ ‬حبيبته‭ ‬فتشعرنا‭ ‬تلك‭ ‬الحركة‭ ‬الغافية‭ ‬المرسومة‭ ‬بحرفية‭ ‬وتقنية‭ ‬فطرية‭ ‬متمرسة‭ ‬ان‭ ‬الحب‭ ‬في‭ ‬اظهار‭ ‬جماليته‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬ابدا‭ . ‬

ويرصد‭ ‬مهلهل‭ ‬تقنية‭ ‬محترفة‭ ‬وفهم‭ ‬روحي‭ ‬لموروث‭ ‬البيئة‭ ‬والعادات‭ ‬ولوحات‭ ‬تتوازن‭ ‬فيها‭ ‬المشاعر‭ ‬والالوان‭ ‬ويفيض‭ ‬منها‭ ‬عطر‭ ‬الريشة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬دفء‭ ‬الشرق،‭ ‬واتقان‭ ‬خطوط‭ ‬اللوحة‭ ‬ومشاعر‭ ‬الوجوه‭ ‬وسحر‭ ‬الايماءة‭. ‬

‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬عقود،‭ ‬نجح‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬العراقي‭ ‬في‭ ‬المهجر‭ ‬في‭ ‬إن‭ ‬يكون‭ ‬جسراً‭ ‬ثقافياً‭ ‬بين‭ ‬العراق‭ ‬والعالم‭ ‬الغربي،‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬تعريف‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بالثقافة‭ ‬العراقية‭ ‬وإبراز‭ ‬تاريخها‭ ‬وتراثها‭ ‬الفني‭ ‬المتنوع‭.  

‭ ‬

‭ ‬

مشاركة