رسالتا الصدر لم يستوعبهما الإطار – سامي الزبيدي

رسالتا الصدر لم يستوعبهما الإطار – سامي الزبيدي

استقالة نواب الكتلة الصدرية من مجلس النواب كانت الرسالة كانت الأولى من السيد الصدر للإطار التنسيقي التي لم يفهم اغلب قادة الإطار مغزاها وانشغلوا بعدد المقاعد التي حصلت عليها الأحزاب والكتل التي تشكل الإطار التنسيقي وغمرت كل قادة وأعضاء الإطار الفرحة والغبطة بأنهم أصبحوا الكتلة الأكبر دون منافس وصار بمقدور ائتلافهم تقديم رئيس وزراء للعراق للدورة المقبلة وسيتمكنون من تشكيل الحكومة الجديدة وإنهم  سيستحوذون على اغلب الوزارات في الكابينة الوزارية خصوصا السيادية منها إضافة الى الهيئات المستقلة ووكلاء الوزارات والمدراء العامون والاهم من ذلك  المناصب الأمنية خصوصا وزارة الداخلية وجهاز المخابرات وجهاز الأمن الوطني وهيئة الحشد الشعبي التي ستكون لهم دون منافس وهكذا بدأوا يعقدون الاجتماع  تلو الأخر لتقسيم هذه المناصب بين كتلهم وأحزابهم ولم يدر في خلد قادتهم ان السيد الصدر سيمنعهم من ذلك كما منعوه من تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية (واحدة بواحدة والبادي أظلم) وانه سيتركهم يتنعمون بكل هذه الخيرات التي جاءتهم بعد استقالة نواب الكتلة الصدرية وانسحاب السيد الصدر من مشروعه في تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية وإنهم سيتمكنون بكل بساطة من تشكل الحكومة الجديدة وفات على قادة الاطارالتنسيقي ان مناورة السيد الصدر لن تنتهي عند استقالة نوابه  نعم هو انسحب من مجلس النواب لكنه لن يدع الإطار يشكل الحكومة الجديدة .

تشكيل حكومة

وقد نوه على ذلك في أكثر من تغريدة له ولوزيره وهو الذي منعه الإطار من تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية وانه لن يدع الفاسدين والفاشلين الذين كانوا سببا في دمار العراق وإذلال شعبه ولم يقدموا ابسط الخدمات له خلال الحكومات السابقة التي كانت رئاستها حكرا على كتل وأحزاب الإطار وقتلوا الشعب شر قتلة عندما تظاهر مطالباً بحقوقه فقادة الإطارالتنسيقي لم يفهموا رسالة السيد الصدر عندما ابلغ نواب كتلته  بالاستقالة من مجلس النواب ولم يضعوا في حساباتهم ان السيد الصدر سيمنعهم من تشكيل الحكومة الجديدة وبكل الوسائل ولم يقرؤوا  تغريداته جيداً وكان عليهم أن يسألوا أنفسهم كيف ينسحب السيد ويتركهم  يشكلون الحكومة الجديدة ويتمتعوا بكل امتيازاتها ويسيطرون على الدولة وأجهزتها وهم لم يحصلوا على مقاعد نيابية تؤهلهم لذلك ؟  لم يحصلوا على المقاعد الكافية في مجلس النواب بعد الانتخابات التي تؤهلهم ليكونوا رقما صعبا في العملية السياسية  فهذا الأمر بعيد المنال بالنسبة للإطارالتنسيقي من وجهة نظر السيد الصدر لكنه لم يدر بخلد قادته ووجدوا الطرق أصبح سالكاً لهم لتشكيل الحكومة بعد استقالة نواب الكتلة الصدرية بعد ان تقاسموا مقاعدها بينهم , أما الرسالة الثانية التي لم تستوعبها قادة الإطار التنسيقي هي تظاهرات يوم الأربعاء المنصرم عندما اقتحم أنصار التيار الصدري الحواجز الأمنية المؤدية الى المنطقة الخضراء ودخلوا المنطقة ومبنى مجلس النواب  بكل سهولة رغم ان رسالة السيد الصدر هذه كانت واضحة جدا ومفادها ان الحكومة التي ينوي الإطار التنسيقي  تشكيلها لن ترى النور أبداً ومع كل الذي جرى بقي قادة الإطار متمسكين  بمرشحهم لرئاسة الوزراء وطلبوا من رئيس مجلس النواب عقد جلسة يوم السبت لانتخاب رئيس الجمهورية الذي سيكلف مرشحهم محمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة الجديدة وطلبوا من الأحزاب الكردية حسم أمرهم في تقديم مرشح لرئاسة الجمهورية  الذي سيكلف مرشحهم لرئاسة الحكومة وقابل السيد الصدر هذه الإجراءات بتصعيد جديد حيث دعا أنصاره لتظاهرة جديدة يوم السبت أكبر من تظاهر ة يوم الأربعاء الماضي لمنع عقد جلسة مجلس النواب الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية ومنذ ليل الجمعة احتشد الآلاف من أنصار الصدر في ساحة التحرير والشوارع المجاورة لها والزحف البشري مستمر حتى صباح السبت وتمكنوا للمرة الثانية  قبل ظهر السبت من اقتحام بوابات المنطقة الخضراء المحصنة ودخول مبنى مجلس النواب ومطلبهم رافضين مرشح الإطار التنسيقي  محمد السوداني كرئيس للوزراء بل ورافضين أي مرشح لهذا المنصب من كتل وأحزاب الإطار التنسيقي ورفض مرشح حزب الاتحاد الوطني الكردستاني لمنصب رئيس الجمهورية الذي يحاول الإطار تمريره في جلسة السبت ليتمكن من تكليف مرشحهم بتشكيل الحكومة وحسم الأمور لصالحهم , فهل يستوعب الإطار التنسيقي هذه الرسالة  الثانية من أنهم لن يتمكنوا من تشكيل الحكومة الجديدة ولن يتمكنوا من تمرير أي مرشح من أحزابهم وكتلهم لرئاستها ما دام السيد الصدر وتياره يعارضون ذلك فهل فهموا الرسالة أم لا ؟

مشاركة