رسالة لمن يهمه الأمر
إن بناء بلد مر بمشاكل كثيرة قد لا يبدو بالأمر السهل لا على المدى القريب ولا البعيد ولا حتى فيما يخص الجانب التكنولوجي والإنشائي فالأهم من ذلك والاصعب هو البناء البشري الذي يعتمد بنائه على تحقيق العدالة الاجتماعية ورفع الحيف عن شرائح المجتمع وتهيئة الكوادر المهنية التي ترسم الجانب التعليمي والتثقيفي ، ولكي يشعر الانسان العراقي الذي عانى من الظلم زمناً طويلاً بكل حروفه ومعانيه أنه لا يشاهد نفس السيناريو من جديد ولكن بهيئات مختلفة ، وان الكلام المعسول غير المقترن بالفعل الصادق يكاد يكون سمة الحكومة الحالية فهي فشلت في تعويض اسر كثيرة من ضحايا حكم صدام وضحايا الارهاب التي كان جلادها واحد في كلا الامرين ، فالغريب ان الحكومة في تخبطها للبقاء تحاول ان ترسم صورة جديدة للجلاد الذي قتل الشعب العراقي حفاظا منها على كرسي الحكم المبجل فأصدرت قرارها بإعادة مجرمين الى مناصب مهمة في الدولة بل والأكثر من ذلك منحت مجرمين راتباً تقاعدياً تكريماً لجرائمهم ضد الشعب العراقي وقد لعبت جهات مهمة منها هيئة المصالحة الوطنية التي لم تفلح الا بقتل الباقي من الشعب العراقي واقامة احلاف مع مجرمين وكأننا نعيش قصص نجيب محفوظ وهو يروي كيف يحمي التاجر مصالحه بالإعتماد على الأشقياء ليحموه وليحمي نفسه منهم، والشعب العراقي يراقب مهزلة اقل ما توصف به انها استهزاء بأرواح ومقدرات الشعب العراقي، وكلما ظهرت مشكلة جديدة القوا بها على البعث والبعثيين في الوقت الذي يمدون يدهم بالتكريم والتبجيل لمنجزات البعث الرهيبة من قتل ودمار ، ان بناء الانسان العراقي لن يكون بايدي تصافح المجرمين وتكرمهم وان شهداء العراق ممن نزفوا دما في سجون النظام البائد لن تقبل عطفهم الكاذب الذي يخفي وراءه الكثير من المصالح فالايادي التي كبلت بالحديد وقبعت في سجون البعث لا تقبل ان تَمنح اجهزة المخابرات والأمن والاستخبارات رواتب تقاعدية على جرائمهم ، والمصالحة ليست بالرضوخ كالضعفاء، والقوة هي مع الحق والانصاف والكرسي الذي تخاف ان يكون لغيرك ستتركه في يومٍ ما شأت ام ابيت. واقول لمن قبل ان تصدر مثل هكذا قرارات مهينة ان ينظر جيداً الى مصلحة الشعب الذي أصبح يأن من الظلم الذي فاق الوصف فكيف يقبل مسؤول كبير في المصالحة ومسؤول اخر في حقوق الانسان بل ورئيس الحكومة ان يهزأ بحقوق شهداء العراق وعن اي مصالحة يتكلم ابطال اليوم مصالحة الضعفاء ام الشرفاء .
مؤيد السعدي- تكساس
/4/2012 Issue 4177 – Date 18 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4177 التاريخ 18»4»2012
AZPPPL