رسالة لمن يعتبر ويستوعب الدرس

خضر آل يوسف العبيدي

التاريخ هو تحصيل حاصل تباينات وتفاعلات واحداث ومواقف قوى اجتماعية  وفي معادلة صراع طرفان ، طرف يحاول الفعل والتاثير على طرف اخر يمتلك مفاتيح المستقبل ويؤثر في الحياة الا وهو الاعلام والصحافة على وجه التحديد، وطرف اخر يحاول المستحيل ويستميت للاستحواذ على الاعلام والصحافة بكافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة والاساليب الرحمانية والشيطانية وهو يشكل قوة نسبية وتنظيمية وسياسية وسلطوية وفئوية تحاول التأثير في الرأي العام وتجيير القرار الوطني لصالحه بوتائر ملحوظة ووسائل لم تعد خافية على احد .!!

وفي ضوء هذا الصراع وحقائقه ظل فعل الاعلام والصحافة تحديدا مؤثرا ًوفاعلا وقويا في اصراره وحركيته وتفاعلاته على الرغم من حزم التأثيرات الموجهة بتعمد وقوة وجبروت السلطة التي لا تريد للصحفي بان يحضى بهوامش الفعل والمناورة والتأثير على ارضية الواقع الراهن وتداعيات وضعفه او على صعد خطابه الوطني ولغته النضالية والوطنية الراسخة والثابتة في ادائها وفي مهامها الرسالية التي لن تستطيع قوة على الارض إن تتحداها او  تحدى فعلها الوطني الصميم .!!

لذلك لجأ الطرف الاخر للرطانة النظرية لكي تكون الاداة القامعة للصحفيين وللمواطنين معا باساليب ولغات ووسائل تهدف الى تغيير قناعات الصحفيين وستراتيجية فعلهم المهني وادائهم الوطني عن طريق التحكم بقرارهم المستقل تارة وبالمؤثرات وأخر بالضغوط وأخر بالاغراءات والاختراقات وبشتى الضغوط الاعلامية بوسائل واساليب وبفعل رموز تعاني  من هزال الشخصية والقرار من اجل الوصول الى ما ترنو إليه وما تحاول ان تفرضه على الواقع باساليب شيطانية لذلك خصص الطرف الاخر مساحات كبيرة من المبادرات والمغريات والهوامش لتمرير التأثير السيكولوجي والعوامل بالتتابع بعد ان جعل منها  هم  وهدف وقضية غالب او مغلوب وعنوان لملامح انسطاح وبروز عوامل يجري التحضير لها كما هو واضح لاستقلابات مؤثرة وجذرية على ارض الواقع السياسي الذي تكتنفه الصراعات وتسوده الفوضى العارمة بفعل فاعلين .!!

وهنا لا بد من الاعتراف بان الطرف الاخر قد حول الصراع الى منهاج عمل والى حالة فرز في المفاهيم بين حرية الرأي والحركة والتضليل المتواصل وهو يعرف جيدا بان لحرية الراي اهمية تفوق اهمية حرية الحركة لا بل انها تشكل اساسا للفعل الديمقراطي وارضية للعلمية السياسية على ارض الواقع ، ولذلك اقترن الفعل بالنية بهدف التمويه والمناورة ، وبهدف لفت انظار الرأي العام الوطني وتمرير وتطبيق عملية الغش بشعارات وطنية وبوسائل فيوسولوجية ذكية تحت شعار وأد الازمات والذي لا يمكن تطبيقه الا من خلال امتطاء الفعل الاعلام بالتضليل المفبرك وتغيير الواقع السائد بالتضليل لكونه المنطق والاداة التي تدور حولها علامات الاستفهام وعنصر الفشل في العملية السياسية التي تحولت الى مضمار تنافس على الكراسي وتفاعلات للانانيات و كأداة تنفسية ورئة معلولة تتنفس خلالها الجماهير الاوكسجين المعد سلفاً ليكون بديلاً للهواء الطلق النقي والحريات وبذلك تتضح حقيقة النيات المبيتة والتي يجري اخفائها بالخلط بين الشعارات وصولاً الى الغايات الموسومة بايقاع جديد وبشعارات مزيفة تفتقر الى المصداقية المهنية والصدقية والى الطراوة الوطنية الحقة والفعل الارادي الخالي  من الغرض .

لقد التزمنا نحن الصحفيين في ممارستنا اليومية واعمالنا وكتاباتنا بالثوابت ولن نحيد عنها قيد أنملة ولسوف نصر على تحقيق كامل طموحاتنا بالفعل الإرادي بعيدا عن لعبة القطط والفئران وبعيدا عن اية فروض او املاءات عاكسة او معكوسة للتضليل .

كما سنسعى لتحقيق التوازن في الصراع بمنهجية جديدة وممارسات فاعلة وبايديولوجيات واضحة وصريحة ذات هوية وطنية وديموقراطية حقة وان نجعل دورنا مؤثرا على ارض الصراع من اجل التركيز على تحقيق الحلم الوطني الكبير بالثبات وبتبديد عوامل الخوف والثقة بالنفس بعيدا عن كل ما تحاول فرضه الاطراف المقامرة والمغامرة والمجازفة من عصبيات وهوامش وسياسات وشعارات عنصرية وطائفية وانانية تستهدف فرض اتجاهات قمعية ودكتاتورية وفردية وانانية على العراقيين وبترويج وسائل الغش بالشعارات التي استنفذت كل ما لديها من الطروحات والاكاذيب والمساومات التي وكما يبدو ستتواصل مستقبلا ما لم يهب العراقيون لؤادها وكشف اهدافها ومراميها وغايات التي لم تعد خافية على احد .

ستبقى افعالنا كصحفيين واعلاميين متصدرة صفحات وسائلنا الاعلامية بقوة لكي نضع النقاط على الحروف بمهنية التعبير وعمق الفهم لكي نزيل الغشاوة عمن عميت بصيرته ولكي نضع الحروف في كفة الحق والنقاط ، ويكون معيار ترجيح كفة الحق على الباطل بالدلالات الملموسة وبعمق التحليلات وقراءة الوقائع بعمق مدركاتنا المهنية والوطنية ، وليتأكد الجميع بأننا لن نسمح لأحد بان يضللنا برغم كل ما نعانيه في حياتنا الخاصة وعملنا من الصعوبات والهموم والإعاقات والتعب المتواصل الذي لا نعرف متى سينتهي وسط محاولات التكميم المتعمدة والكبت والريب المتواصلة والابتسامات الصفر التي لا نعرف ماذا تخفي لنا من النيات المخبؤة .!!

ونقول صراحة ما اصعب حال الصحفيين وهم يعانون من وطأة الضغوط وهم يعانون من شغف العيش والفاقة والعوز الدائم والمتواصل وهم يحملون مصائرهم على اكفهم وحياتهم المهددة بشتى انواع التهديدات والمؤثرات التي لم تفكر بتطوير حالهم وتحسين مستويات عيشهم او تتناغم معهم من اجل مضاعفة العطاء للوطن والمواطنين وهم مستغلون في عملهم علنا بحجب المردودات عنهم تماما ولكي يكون قدرهم الحرمان التام من كل مباهج الحياة .!!

وبعد ان صدر قانون حماية الصحفيين وتثبيت حقوقهم نتسائل بمشروعية ترى هل سنجد في القانون ما يحقق طموحاتنا المشروعة التي تساعدنا على تلمس الحق والحقوق على ارض الواقع ام سنضطر لنفعل  كما فعل جعفر ابن ابي طالب حينما كان يحمل الراية بيده اليمنى قطع الأعداء يده اليمنى فحملها باليد اليسرى فقطعوا له يده اليسرى فحملها بعضديه فقطعوا له عضديه وهو يردد باعلى صوته امي كانت تقول عن جدي انه كان فارساً وتقول اختي انه كان شهماً مقاتلاً واقول لاعدائي لن تسقط الراية فان سقطت فدونها راسي تسقط قبلها على الارض . وتلك هي شجاعة الفرسان .!!

ونقول صراحة لمن عارض القانون او  أيــده دعونا لا نستبق الأمور ، ودعونا نتلمس الواقع لنتعرف على ارض التطبيق هل ان القانون  قد سن فعلاً لمصلحة الصحفيين وحمايتهم ولتعزيز وتحقيق حقوقهم المسلوبة ام هو قانون تماوت حقيقي للصحافة الحرة المستقلة . وهل هو تكريم لدور الصحفيين الرائد في الدفاع عن الثوابت الوطنية والحريات الديمقراطية وانقاذ فعلي لعوائل الصحفيين من حياة الاذلال المتواصل ولتحسين اوضاعهم المائلة ام غير ذلك .!!

لننتظر ونرى بعد اقراره والمصادقة عليه ماذا سيتحقق على ارض الواقع الملموس من نتائج ومكاسب  وعندها نتبين الحقائق لنميز ما بين الخيط الابيض من الخيط الاسود وهل فيه اجراءات جادة لإثبات حق وحقوق الصحفيين وعوائلهم أم لا .!!

وفي  الحالتين السلب والإيجاب فأن الصحفيين سيتواصلون في عطائهم وذودهم عن الثوابت الوطنية والعراق والعراقيين جميعا ً وسيقررون موقفهم الحاسم والجاد على ارض الواقع بصراحة .!!

مشاركة