رسالة عتب من المتنبي – علي كاظم
مساء اليوم وصلتني رسالة من الشاعر ابو الطيب المتنبي يسأل باستغراب عن عدم زيارتي للشارع منذ الانتهاء من ترميمه واصبح بحلة جديدة ورائعة بالرغم من اني احد رواده منذ سنين وكل يوم جمعة لدي بث مباشر من جسر الشهداء. وختم رسالته بالقول: عسى المانع خير، بصراحة احترت في الاجابة ولا اعرف سبب عدم ذهابي رغم ان الشارع يبقى مفتوحا الى الليل واجواءه رائعة ومفرحة.
وكتبت له ايها الشاعر الخالد فرحت جدا برسالتك وليس لدي سببا مقنعا لهذا الغياب سوى الملل والاعتكاف في البيت كنت لا اطيق البقاء في البيت ساعة واحدة وتراني كالفراشة انتقل من المنصور الى الكرادة الى الصالحية وشارع فلسطين اجلس بقرب سائق الكيا اسمع قصص الناس وبعدها اصعد مع ابو التوك توك واخوض معه شتى المواضيع التقط صورا مع الكاسب والفقير وبائع الجاي وابو اللبلبي. لكن منذ فترة شعرت بالملل والحزن على اوضاع البلد فلا تنفع كتابة او بث مباشر حتى في عيد رأس السنة وجدت ان البيت افضل مكان لان البعض يفهم الحرية هي الاساءة للناس وقلة الادب.
لا تستغرب يا شاعرنا الكبير فقد تغيرت الاخلاق والمفاهيم بكل جوانب الحياة اصبحت السرقة شطارة والنفاق اصبح هوية البعض والحسد اصبح كارثة لا ينفع معه سبع عيون ولا اشعال البخور النميمة اصبحت كاسراب الجراد عند تهاجم الزرع اراذل القوم اصبحوا واجهة المجتمع والعاجل والحصري والترند تسيد المواقع والفضائيات لم يعد سيفك ينفع امام الكاتم والمدفع ولا فرسك يسبق الهمر وحتى البيداء اصبحت مصيدة للابرياء وعقيد ياسر قبل اسابيع تم نحره في وضح النهار ليلنا اصبح لايشبه ليلك المضيء بالقمر اما القرطاس والقلم أسأل عنه وزارة التربية كيف اضاعتهم واصبح بعض الطلبة لا يقرأ ولا يكتب. الكليات والمدراس الاهلية تزحف كالنمل لتغطي ارض العراق والمدراس الحكومية لا حول ولا قوة تصور طالب في الابتدائية لديه مدرس خصوصي وشخص يحمل شهادة دكتوراه وهو بالاصل يحمل شهادة الابتدائية لا تستغرب يا شاعرنا والله انا شاهد عيان على هذه المأساة عام 2005 كانت لدي معاملة وتحتاج لتوقيع المدير العام انتظرت امام بابه فاذا هو حميد الفيترجي الذي كنت اصلح سيارتي في محله قلت له شلونك استاذ حميدعرفتني كنت اصلح سيارتي عندك وقع معاملتي بسرعة وقال انت متوهم يخلق من شبه اربعين لا اعرف كيف اصبح مدير عام وهو بالكاد يقرأ كلمة راشد يزرع الذي هجر الزراعة واصبحت الفواكه والخضر تأتي من دول الجوار.
قاطعني المتنبي اخشى على تمثالي من السرقة قلت له لا تخف قبل اشهر كنت هناك وطلب مني شاب ان التقط له صورة مع تمثالك فقلت للشاب هل تعرف لمن هذا التمثال قال انه المتنبي فقلت للشاب ماذا كان يعمل المتنبي قال اعتقد انه كان اشهر نجار في العصر العباسي صرخ المتنبي كفى يا ابني انك تقتلني الف مرة بهذا الكلام فقلت له وماذا نقول ونحن شهود عيان على كل هذه المأسي.
