رسالة عاجلة إلى رئيس الوزراء – رياض عبد الكريم
نحن نخاطبك سيادة رئيس الوزراء انطلاقا من عنفوان الروح الوطنية النقية والنزيهة لدعم المنجز الوطني واسنادا لمسيرتك الاصلاحية والتنموية من اجل عراق مزدهر ومستقر ، ونفخر ان تكون لنا كصحافة مستقلة ووطنية بصمة وفاء لما يعزز مسيرة عراقنا العظيم.
اقول
ان العمل الميداني في محصلته الانجازية هو تطبيق للتنظيرات المكتبية التي. تضع الخطط والبرامج في حدود الرؤية العملية والافكار الملحة لتلبية حاجات الدولة والمجتمع ، ذلك ان البلد يواجه تحديات جمة من بينها ولعل اهمها الفساد الاداري والمالي ، وهذا التحدي ينعكس سلبا وحسب مصالحه واغراضه حتى على المخططات الاولية للافكار التي تنوي الحكومة تنفيذها او الاتجاه بها الى مسارات تفشل وتلكؤ انجازها ، ناهيك عن العبث والتلاعب بمفردات وتفاصيل اولياتها ، واعتقد جازما من انكم لمستم هذه الظاهره التي باتت مستشرية في معظم دوائر ومؤسسات الدولة , لذلك فأن التأكد من سير العملية الانجازية لايمكن ان تتم الا من خلال المتابعة الميدانية والمباشرة من قبلكم شخصيا او من خلال تشكيل فريق نزيه ومتمكن من مختلف التخصصات لمتابعة تنفيذ المهات ، ولعل زيارتكم لمستشفى الكاظمية ووقوفكم عل مجمل الاخطاء والمعوقات واتخاذكم الاجراءات الرادعة والسريعة للمعالجة قد حققت منجزا رائعا وخلال فترة اقل من شهرين نقل واقع المستشفى الى حال نال استحسان واعجاب الجميع ، فلو نظرنا الى حال باقي الدوائر والمؤسسات لوجدنا العجب في التخلف وسوء الادارة ومايعانيه المواطن من تعقيدات وصعوبات وابتزاز لدى مراجعته لتلك الدوائر .
السيد رئيس الوزراء
انا لااقول ان زياراتكم لمؤسسات الدولة ينبغي ان تشمل كل هياكل الدولة ، ولكني اردت ان يكون للعمل الميداني المباشر حصة مهمة في برنامجكم الحكومي اليومي لكي تطلعوا عن كثب على حقيقة مجريات الامور وطبيعة مسارات العمل واين تكمن بواطن الاخطاء والخلل . فليس زيارة مقر وزارة ما والالتقاء بالوزير المعني والكادر المتقدم كافية للتعرف على مجريات الامور الادارية ، وانما الاطلاع على تفاصيل العمل الاداري من خلال زيارة المديريات والاقسام ومايجري خلف الكواليس في كيفية انجاز المعاملات وتنفيذ الواجبات بموجب المسؤوليات المناطة ، فلا ينفع مايقوله المسؤول بل الاهم هو كيف يعمل الموظف وبموجب اي سياقات .
راعي مصالح
ثمة امر مهم اخر ، فأن للشعب حق مضاف عليكم بأعتباركم الراعي والحامي لمصالحهم والساهر على حقوقهم ، فهم يتطلعون الى ان تتعايش معهم تسمع همومهم تأكل من زادهم ، تحل مشاكلهم ، تتبنى قضاياهم وتنصف المظلوم وتعاقب الظالم . ولتكن المتابعة الميدانية سيادة رئيس الوزراء متنوعة وحسب اولويات ارتباطها بمصالح الناس ، لانها حتما ستنعكس ايجابيا على المرافق الاخرى ، ولاتنسى سيادتكم دور الرعاية الاجتماعية ودور الايتام والمسنين وعوائل الشهداء والنازحين ، والاطلاع المباشر على الواقع المزري لمدارس الطلبة الذين يفترشون الارض للدراسة بدون رحلات ولا شبابيك ولا وسائل تدفئة ، مع الاخذ بنظر الاعتبار بعض مصانع القطاع الخاص طالما انكم اوليتم اهتماما خاصا بانعاش هذا القطاع.
واتمنى ان تولي اهتماما خاصا للقطاع الثقافي بمختلف اختصاصاته وزيارة بعض مرافقــــــه للاطلاع على بعض مهامه ، لان هذا القطاع المهم والحيوي قد عانى من تهميش وعدم رعاية واهتمام من قبـــــــل كل الحكومات السابقة دون ان تعي وتدرك تلك الحكومات اهمية وعظمة هذا القطاع لانه السفير الاعظم لكل الاوطان لدى بلدان العالم وهو الوجه الحقيقي والمؤرخ الفعلي لحضارة ورقي البلدان ، فلا سياسة مؤثرة بدون ثقافة فاعلة ومحترمة . السيد رئيس الوزراء ان العمل الميداني يمنح الانسان معرفة واسعة وتفصيلية ، وتلك المعرفة هي احد اهم مصادر القوة ، قوة الشخصية ، وقوة القرار ، ونحن في العراق بحاجة لكلا القوتين ، فأذا تمتعتم والحمد لله بقوة الشخصية وكاريزما مقنعة، فنحن بحاجة ايضا لقـــــــــوة القرار وحكمته ، وهذه القوة لاتأتي الا من خلال معايشة الواقــــــــع والوقوف على معظم تفاصيله ، والتحصن بقوة الشخصية ، عند ذاك يأتي الــــــــقرار قويا حكيما، ويترك فعله الايجابي على مستوى التنفيذ ، ومرضاة الشعب ، وقولكم ” جئنا لخدمتكم ” يترتب عليه استنفاذ كلا القوتين لمواجهة كل التحديات والمصاعب التي تعترضكم بحزم وارادة لاتــــــلين بعد الاتكال على الله ، ومواصلة مسيرتكـــــــم الاصلاحية التي تقطــــــف من الواقع المعــــــــــاش والعمل الميــــــــداني الحثيث كل اسبــــــاب النجــــــاح والتوفيق .