رداءة الواقع والمستقبلة .. طريقة عمل الكهرباء

رداءة الواقع والمستقبلة .. طريقة عمل الكهرباء

حقيقة عند الخوض في مشكلة الكهرباء الأزلية التي تواجه الشعب العراقي على إعتباره المتضرر من إنعدام نسبية التوزيع و كذلك رداءة التوصيل مع إرتفاع حرارة الجو في فصل الصيف . يأتي بظلال وخيمة من ناحية عدم الرضا و السخط بسبب قلة ساعات التجهيز مقارنة مع بقية الدول النامية .

الكهرباء بإعتبارها مفصلاً ضرورياً في حياة المواطن اليومية باتت من الحقوق المدنية التي يجب أن يتمتع بها . عند النظر في هذه القضية تجد أن نسب الانجاز في المحطات الجديدة تكاد تبلغ درجات متدنية وعدم وجود رؤية واضحة مستقبلية في عملية الانجاز .  كما إن الاعتماد على محطات قد أصبحت قديمة الطراز جداً وتجاوزت مرحلة العمر التشغيلي أدى إلى إنهاك التجهيز في الشبكة و كذلك كثرة التعطلات و عدم وجود قطع الغيار لغرض التصليح .

من ناحية ثانية تعتبر ملوثات بيئية نظراً لما تنتجه من كميات هائلة من غاز ثاني أكسيد الكربون و تأثيره في البيئة المحيطة و كذلك إنتقاله للمدن مما يسبب زيادة هذا الغاز على حساب الأوكسجين . ناهيك عن مقدار ما تصرفه هذه المحطات من النفط يومياً الذي يعتبر الوقود الأساسي لها . لذلك لا بد من وجود خطط بديلة لإنتاج الطاقة الكهربائية لا تعتمد بالضرورة على النفط و الغاز و إستخدام تقنيات الطاقة النظيفة أو المتجددة منها طاقة الرياح والطاقة الشمسية . هذا يحتاج إلى دراسة مستفيضة لغرض الحصول على طاقة كهربائية بتأثيرات قليلة و كلفة أقل .

فمثلاً طاقة أو مزارع الرياح وإستخدام توربينات تديرها مراوح تعتمد بالدرجة الأساس على مقدار الرياح . عند النظر إلى آليتها تجد إنها يمكن أن تولد طاقة لكل توربينة ما يقارب 280 ميغاواط هذا للتوربينة الواحدة لكن يصطدم بوجوب عمل مسح كامل للأماكن المرشحة لهذا العمل و وضع أجهزة رصد سرعة الرياح في أماكن متعددة و بعيدة عن التجمعات السكانية و بالنظر لأن العراق يمتلك الصحراء الغربية و هي مكان لا تتواجد فيه كثافات سكانية يمكن أن نحدد سرع الرياح و عمل أطلس عالمي لحركة الرياح في تلك المنطقة هذا المشروع سوف يرفد قطاع الطاقة بما يقارب 12 من الإحتياج . حيث يمكننا عمل العديد من مزارع الرياح في تلك المناطق .

طريقة عمل

في هذه الحالة يجب أن نفكر في طريقة العمل و كذلك المرحلة التالية وهو التوصيل للمستهلك هناك شركات متعددة في العالم يمكنها ان تستثمر في هذا القطاع منـــــــــــها شركة (Dong energy) التي تعتبر رائدة في عدة أماكن من العالم و طرح هذا المشروع للإستثمار . يمكن ان تملي الوزارة مخطط خمسي للإستثمار أو يحدد بمدة تقل أو تكثر حسب العقد .

هذه المزارع يمكن ان يتم إنجازها بأوقات قياسية و إدخالها لسوق العمل و يمكن السيطرة على وارداتها مقارنة بما يتم صرفه عليها و حسب جداول معدة لهذا الغرض مع العلم ان كلفة الطاقة ستكون قليلة إذا ما قورنت بما تكلفه المحطات ذات الإعتماد على المشتقات النفطية .

كذلك هي صديقة للبيئة حيث تكون شبه عديمة إنتاج غازات ملوثة مع كفاءة عالية و تكون بعيدة عن مراكز المدن مما يقلل نسبة الضوضاء الصادرة عنها . هذه المراوح يمكن تنصيبها فوق البنايات أو في الأماكن العالية لأن سرعة الرياح تزداد كلما إزداد الإرتفاع لكن تفضل في أماكن مفتوحة و واسعة حيث يمكن نشر عدد كبير منها متوسط ما تحتاجه من سرعة رياح هو 12 ميلاً في الساعة و هي سرعات يمكن الحصول عليها ببساطة . إن خلق مثل هذه المشاريع يمكن يوفر فرص عمل تتراوح ما بين450  إلى 460  درجة وظيفية من مهندسين و موظفي صيانة لكل بليون كيلو واط مما يسهم في التقليل من البطالة المنتشرة في البلد . هذه المشاريع ذات إنتاجية مستمرة و لا تحتاج سوى لعمليات إدامة ثم إنها تضيف أموال طائلة لسد نقص النقد و العجز الذي تواجهه البلاد و من ناحية اخرى الإستفادة من المشتقات التي يتم صرفها على المحطات ذات الإستخدام النفطي عن طريق بيعها و بالتالي تكون الفائدة مضاعفة . ان الجدوى الإقتصادية لهذا المشروع تكمن في إستيفاء أجور الكهرباء التي تكون بالعادة أقل من المحطات الحالية و بالتالي تقليل الثقل عن المواطن . ان سعر طاقة الرياح قليل يبلغ حوالي 3 سنت للكيلو واط و هذا المبلغ يعتبر ضئيلاً جداً و يؤدي العرض للإقبال عليه من قبل القطاع الخاص و العام و يمكن توصيله بالشبكة عن طريق أسلاك ذات ممانعة صغيرة نسبياً مما يوفر قدرة أعلى في التوصيل .

لهذا يجب النظر و بشكل جاد لهذه المشاريع التي ان رأت النور سيكون لها مستقبلاً واعداً على كافة الأصعدة.

زهراء عبد الحسين –  بغداد

مشاركة