رجع الصدى

رجع الصدى
لقد أصبحت حياتنا كلها متناقضات حيث أصبحنا لا نسمع شيئا مفيدا من صناع الكذب والتزوير واذا قال البعض منهم انني ابغي تطبيق العدل فمعنى ذلك انه يريد نشر الظلم وعندما يصرح بجعل بغداد ومدن العراق الأخرى جنة الخلد فهي باقية خراب على حالها ورجع الصدى هذا يذكرني بقصة طريفة : اجتمع قديس ومتعهد للسفر وفقير من عامة الشعب في مكان ما وكانوا يسمعون صوتا واخر مقطع من ذلك الصوت (آن) فقال القديس انه يقول كل من عليها فان وقال متعهد السفر انه يقول من يسافر إلى اسوان أما الفقير فقد قال انه يقول يا كريم الاحسان ولكن عندما اقترب المنادي شيئا فشيئا تبين انه يقول : من يشتري الباذنجان . إننا نعلم إن صوت الشعب هو أقوى من صوت المدافع وازيز الطائرات والشعب هو مصدر السلطات والقوانين التي لا تصدر إلا إذا حققت مصلحة الشعب لذلك كانت عملية الانتخابات في كل دول العالم هي حجر الزاوية في البناء الدستوري فالانتخابات هي التي تأتي بالنواب الذين يشرعون للامة ويرقبون عمل الحكومة وبنفس الوقت لديهم الصلاحية لاسقاط الحكومات إذا كانت جائرة وغير صالحة وفيما إذا كانت نظرية الأمة مصدر السلطات مجرد هراء في محيط تلك الحكومات فلا نصيب للشعب من الحق والعدل .
محنة هذا الشعب إن لا احد من المسؤولين يرغب في التفريط بكرسيه الناعم وراتبه الضخم ولقبه الفخم ولا يريد سماع المعاناة اليومية للفقراء والبؤساء والثكالى والارامل والايتام.
إن استمرار الكذب اليومي على الشعب هي سجية مكروهة وغير مقبولة في شريعة السماء وقوانين الأرض وفقدان الضمير والظلم كما اثبتت الحقائق العلمية إن الحيوانات تقاوم الظلم والاعتداء الذي يقع على بعضها فكيف بالانسان المظلوم والمخذول ؟ لقد أصبحت قاعدة رجع الصدى لدى البعض ممن نصبهم القدر على مقدرات الناس هي السائدة فالعدل والمساواة وانتشال الناس من الفقر والمرض والتخلف هي مفردات يرددها البعض دون إن نجد لها اثرا على ارض الواقع فمن اثروا ثراء فاحشا في بلد من اغنى بلدان العالم بنوا سعادتهم على تعاسة وشقاء الفقراء فهم ينغمسون في انواع المتع ويستغلون مواقعهم والتربع على سدة الحكم والتلاعب بمقدرات الناس وتلك مصيبة كبرى لان السلطة عندما تفترق عن الشعب وتتغرب عنه لغياب العدل والمساواة وانتشار الظلم يجد المواطن نفسه غير ملزم بقانون أو نظام لقد أصبحنا اليوم وللأسف نرى افواج الجياع والمعدمين والباكين اضعاف الضاحكين والمرضى الذين لن ولم يجدوا الطبيب والدواء والمنح التي تهدى لبعض الدول رغم إننا من الناحية المبدئية لا نعارض مساعدة الناس لكن بناء مستشفى للمجانين في العراق بفضل سياسات القادة الذين يقودوننا افضل من بناء هذا المستشفى في الصومال وجزر القمر فهل إن مجانين العراق اقل من مجانين جزر القمر والصومال ؟ نرى كل هذه المآسي والمظالم في الوقت الذي يتبارى المسؤولون في امتلاك ما يعجز الناس الفقراء عن امتلاكه من ثروة باطلة ومقتنيات وامتيازات غير مشروعة وتلك هي خيانة الضمير وخيانة الأمة .
بلدنا الحبيب أصبح بلد المتناقضات فهو بلد النهرين لكنه بلا زرع ولا شجر وبلد النفط بلد الفقراء والمعدمين بلد المال الوفير والشعب الفقير بلد الحضارات أصبحت مدنه خراب بلا ماء ولا كهرباء شوارعه يلفها الظلام ليست صورة تشاؤمية هذه التي نرسمها لاننا اليوم أصبحنا نسمع ونرى من يرعون الشعب يتكلمون كلام الصديقين ومن جهة أخرى يقتلون النبيين وبعضهم مثل ذلك الذي دخل على السلطان ومعه دينه وخرج منه بلا دين لانه ارضى السلطان بما يسخط الله تعالى . الفاسدون والمزورون والمنافقون ومن سرقوا عمري وعمرك وعمر الآخرين وخربوا البلاد واساءوا إلى العباد لا نسمع منهم كل يوم غير الخطابات الفارغة والاوهام وصرنا لا نسمع إلا رجع الصدى .
لفته عباس القرة غولي- ذي قار
AZPPPL

مشاركة