رجال الدين عماد الدولة

رجال الدين عماد الدولة

الأسلام الحقيقي هوية الفرد الصالح ، يستلهم منه الأيمان والتواضع ، والسلوك الحسن ، النظر بأيجابية للاحداث ، كذلك التعامل بالرفق والمصداقية ، هو أنتماء الشعوب ، من كان مؤمناً بالأسلام وصل ألى مراحل تهذيب النفس، والتعالي على السلوكيات المنقوصة ، هو الفرد الذي يكون رمزاً لكل الخير ، حتى يرمي بضلاله على كل شخص يقابله ، بحسن الصورة والحكمة والعرفان .

بعد سقوط النظام ، بدأت حقبة زمنية جديدة ، نظرنا بعين التفاؤل والأنتظار للازدهار والتقدم ، ومجاراة البلدان المتقدمة ، لكن سرعان ما انكبحت الطموحات تحولت الى أماني بعيدة ،محالة التحقيق، هبت العمائم الى نصرة الحكومة الوليدة ، قلنا بعقولنا الساذجة أصحاب هذه العمائم هي التربية المثالية ، هي النتاج الصح والقدوة الحسنة ، واجبي وواجب كل فرد الأقتداء بهكذا أناس ، جعلوا من نفسهم قربان ينتظر الموت من أجل بلدهم وشعبهم ، ووجدنا فئة اخرى التزمت الصمت والسكوت وبدأ النعت والتنقيص والشتم الملون بحقهم، لكنهم ارتفعوا عن الرد ، مرت أيام والعقول الساذجة تنتظر الفرج وتخرج الثلة المناصرة للحكومة باهازيج رنانة وكلمات براقة ، احترفوا

وقفة المنابر والحديث الفارغ من المظمون ، بعد ذلك اكتشفنا السذاجة الساكنة في داخلنا وعرفنا ان هذه العمائم هي اداة الجلاد السياسية، استطاعت السياسة واصحاب الدين الجديد ان تشوه النظرة الفطرية ،المقدسة التي يتحلى بها المجتمع.

عاشوا الترف والعز وتوفير كل مايحتاجه صاحب العمامة ،لكن نعمة مشروطة ، العز والترف ، مقابل الخطابات التي تلقي بظلالها على الشعب ، وتبين للمجتمع ان لولا هذة الحكومة لكنا الان اداة بيد الاعداء ، يوهمون الشعب ان البلد على الهاوية وهم من يستطيعون المحافظة على البلد، هم يرسلون سهاماً مقيتة الى عقول المجتمع وتصيب الهدف ، والنتاج هذا الشعب المسكين ، دون وعي وادراك راضخ ، مسلم كل التسليم ، اذا اراد النهوض والمطالبة بابسط حقوقه ، جوبه بموجة عالية من ادوات النظام ، انه ضد الحكومة وضد مصلحة الاسلام ، وهو كافر مشرك ، هم من يحجمون الفكر ، بهكذا اساليب . لماذا ظهرت هذه الانياب التي طالما عهدناها مركونة في الخربات واليوم ظهروا بأوج قوتهم ؟ ، الحقيقة هم كانو تحت رحمة الشعب ويستجدون لقمة العيش ، عاشو الحرمان والنقصان ، اليوم بعد تسلطهم على الشعب ارادوا ان يردوا الصفعة ، واستطاعوا ردها . اليوم عرفنا ان الاسلام الحقيقي ، لايختص بفئة معينة انما الاسلام لكل الطوائف ليس لطائفة واحدة ، اكتشفنا جميعآ من العدو الحقيقي ، الذي طالما دس السم داخل العقول وشتت اللحمة الوطنية ، لأن قيام حكومتهم من الصعب ان تقوم على بناء مجتمعي متين متماسك، هم اثاروا الطائفية بكل انواعها حتى يتشتت المجتمع ليكون ركيكاً ، يعاني من فجوات كثيرة ،ويستطيعون السيطرة على كل فئة على انفراد .

انتهت ايام التلون وسقطت الاقنعة . لنجمع الشتات ولتكون ثورة فكرية وجعل مصلحة الشعب والمجتمع فوق المصالح الشخصية ، أن تحقق هذا فنحن من الناجين ولا يطرق ابوابنا اي عدو ، ومهما كان له قوة او نفوذ ، لنكون بنياناً اساسه الفكر الصح والنظرة المستقبلية ، لنتغير من اجل اطفالنا ، نصنع لهم بيئة خالية من الاوبئة ، وتعليم مرضٍ ، وحياة تصدح اصوات الضحك بدل اصوات النحيب  المتوارث

حسين الجيزاني – بغداد

مشاركة