رئيس مجلس النواب اللبناني: زيارتي إلى بغداد ليست بروتوكولية
صالح والحلبوسي يؤكدان لبري إنفتاح العراق على محيطه بعيداً عن المحاور
بغداد – الزمان
أكد رئيسا الجمهورية والبرلمان لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري امس ثوابت العراق المبدئية بشأن انفتاحه نحو محيطه العربي وجواره الاسلامي بعيداً عن سياسة المحاور والنزاعات، فيما اكد الأخير ان لزيارته للعراق أهمية بالنسبة إلى لبنان وهي ليست بروتوكولية.وكان بري قد بدأ الاحد الماضي زيارة الى العراق التقى في مستهلها برئيس الوزراء عادل عبد المهدي وبحث معه تعزيز التعاون والقضايا المشتركة .ونقل بيان لرئاسة الجمهورية تلقته (الزمان) امس عن رئيس الجمهورية برهم صالح قوله خلال استقباله بري في قصر السلام ببغداد ان (سياستنا تهدف لاقامة علاقات صداقة وتعاون مع الجميع على اساس المشتركات وتجاوز الخلافات بما يسهم بمصلحة شعبنا وتطوره)، مشيراً الى ان (العراق بدأ باستعادة دوره المميز في المحيطين العربي والإقليمي خاصة بعد انتصاره على الارهاب).وأكد صالح (ثوابت العراق المبدئية بشأن انفتاحه نحو عمقه العربي وجواره الاسلامي بعيداً عن سياسة المحاور والنزاعات)، مشدداً على (أهمية رفع مستوى التعاون البرلماني بين البلدين من خلال المناقشة وتبادل الرؤى بين اللجان البرلمانية العراقية واللبنانية بما يحقق المصالح المشتركة).من جانبه قال بري خلال تصريح صحفي عقب لقائه صالح (لقد تشرفت بلقاء الرئيس الذي يكن له لبنان وانا شخصيا كل الاحترام منذ القدم)، مشيداً بـ(العلاقات التي تربط العراق ولبنان).واشار الى ان اللقاء تضمن (بحث نتائج القمة العربية في تونس ودور العراق المحوري والمؤثر في لم شمل العرب). من جهته عقد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي اجتماعا مع بري في القاعة الدستورية بمجلس النواب بمشاركة رؤساء وممثلي الكتل في المجلس وحضور نائبه الأول حسن الكعبي .وأكد الحلبوسي خلال الاجتماع أن (العراق تجاوز الطائفية السياسية وغادرها إلى غير رجعة، وهو يسعى إلى العمل بشكل فاعل في الانفتاح على المحيط العربي، وأن يكون نقطة التقاء لحل مشاكل المنطقة)، مضيفا (إننا حريصون على توحيد الموقف العربي ولا سيما إزاء قضايا الأمة المشتركة في المحافل الدولية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية)، مشيرا إلى (موقف العراق الثابت تجاه هذه القضية، وتأكيد عروبة الأراضي العربية في الجولان السورية). وبحسب بيان لمكتب الحلبوسي فإنه جرى خلال اللقاء (بحث استمرار التعاون في المجال المصرفي والتبادل في التجارب والاستشارات بين البلدين؛ لما تملكه المصارف اللبنانية من خبرات، والتأكيد على أن تكون المصارف بوابةً لدخول القطاع الخاص اللبناني وتسهيل استثماراته في العراق.كما تطرق اللقاء إلى ملف التأشيرة بين العراق ولبنان والإقامة للمستثمرين وتقديم التسهيلات، وصولا لرفع التأشيرة بين البلدين).
كما أكد الحلبوسي خلال اللقاء ان (العراق يمر بمرحلة جديدة من الانفتاح على محيطه العربي والإقليمي ومنه لبنان الشقيقة)، داعيا الى (تعزيز العلاقات من خلال العمل الاقتصادي المشترك في مجالات الطــــاقة والنفط والاستثمار). وشكر بري الحلبوسي على (دعوته لزيارة العراق للمرة الأولى منذ الستينيات)، مشيرا إلى أن (زيارته للعراق لها أهمية بالنسبة إلى لبنان وهي ليست زيارة بروتوكولية)، كاشفا عن (عقد اتفاق أخوة وصداقة بين مجلسي النواب العراقي واللبناني، فضلا عن توقيع اتفاقية بين البلدين للتعاون التجاري والثقافي والفني والتقني والعلمي). وجرى خلال اللقاء (بحث تفعيل لجان الصداقة البرلمانية، وتوحيد المواقف في المحافل الدولية، والتنسيق المشترك بين البرلمانات العربية، لدعم القضية الفلسطينية وحل الخلافات الإقليمية).
وكان بري قد وصل والوفد المرافق له في وقت سابق من يوم امس الى مبنى مجلس النواب عقب لقائه برئيس الجمهورية. وزار كلا من النجف وكربلاء يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين والتقى بمراجع الدين ومن بينهم محمد إسحاق الفياض و محمد سعيد الحكيم كما ادى مراسيم الزيارة للمراقد المقدسة في المحافظتين . ووصف بري المرجع الديني علي السيستاني بأنه (رجل في امة وأمة في رجل).وقال خلال مؤتمر صحفي بعد لقائه السيستاني في النجف ( لقد تشرفت بلقائه فهو رجل في أمه وأمة في رجل) وأضاف أن (اللقاء تأخر، وكان من المفترض أن يجري منذ زمن)
وتابع ان السيستاني ( كان له الدور الأكبر بمرجعيته الرشيدة بالدفاع عن العراق من خلال فتواه بتطويع الالاف وضمهم للقوات الأمنية لمحاربة الإرهاب) وأضاف ان السيستاني( مقاتل في سبيل وحدة العراق وانمائه ومحاربة الفساد، وهو داعم لأن يؤدي العراق دوره الإقليمي وحريص على لبنان كما حرصه على العراق ) مؤكدا انه ناقش مع السيستاني مواضيع كثيرة. من جهته اكد السيستاني أهمية تثبيت قيم التعايش السلمي المبني على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين مختلف المكونات. وقال مكتب السيستاني في بيان ان بري هنأ السيستاني خلال اللقاء (على ما حققه العراقيون من انتصار باهر في حربهم على داعش وتمكنهم من تحرير اراضيهم من سيطرة هذا التنظيم الارهابي).
وبحسب البيان فقد شكر المرجع الاعلى، بري على تهنئته واشار الى (التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب العراقي لتحقيق هذا الانتصار التاريخي) مؤكدا (أهمية تطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين العراق ولبنان في مختلف المجالات)مشددا على (أهمية ان يعمل الجميع على تثبيت قيم التعايش السلمي المبني على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين مختلف المكونات الدينية والإثنية في منطقتنا في سبيل توفير الامن والاستقرار والتقدم والازدهار لشعوبها).