رئيس كتلة دولة القانون علي الأديب لـ (الزمان):

رئيس كتلة دولة القانون علي الأديب لـ (الزمان):

هناك مشروع وطني متفق عليه بين القوى السياسية لمرحلة ما بعد داعش

علاقة المالكي بالعبادي طبيعية ومحاولات مصالحة بذلت مع الصدر> طلب كارتر مشاركة تركيا بتحرير الموصل كان مفاجئاً

أحمد عبد المجيد

اكد رئيس كتلة دولة القانون البرلمانية الدكتور علي الأديب وجود مشروع وطني متفق عليه بين القوى السياسية العراقية لمرحلة ما بعد داعش. وقال في حوار مع (الزمان) ان علاقة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بخليفته حيدر العبادي طبيعية جداً، فيما كشف عن محاولات مصالحة تمت بين المالكي ورئيس التيار الصدري مقتدى الصدر يجهل المراحل التي وصلت اليها حتى الأن، ونفى الاديب اية رسالة يمكن ان توجه عبر لقاء وصفه بـ (البروتوكولي) بين المالكي وممثل الرئيس الامريكي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك، مشدداً على القول (ان مادة تحريم الخمور التي أقرها البرلمان قبل ايام لا تستهدف اي مكون من مكونات المجتمع العراقي). وفيما يلي نص الحوار:

{هناك تخوف من مرحلة ما بعد داعش ..فما هو تصورك عن هذه المرحلة ؟

– التخوف لم يأت من وهم بل هو ناشىء من وقائع وهذا نتائج ما احدثته داعش في المنطقة من عمليات اجرامية كخطف وتهديم وتفجير الكثير من منازل الناس وبالنتيجة كل متضرر لم يستطع السكوت الا بحالة القصاص من المجرمين، لذلك يمكن ازالة ذلك التخوف من خلال تشكيل مجلس سياسي امني لادارة الامور في الموصل يجمع المؤثرين في المجتمع، رؤساء القبائل والوجهاء وسياسيي نينوى المعتدلين مع ضمان مشاركة الاكراد كجزء فاعل في المجلس وممثل عن الحكومة الاتحادية باعتبارها المسؤول المركزي عن بسط الامن والاستقرار في المحافظات كافة , وعلى جميع تلك الاطراف مراعاة حقوق الناس والغاء فكرة العفو عما سلف لانه يؤدي الى ثأر متوال بين الاطراف المتخاصمة, حيث ان البعض يعرف من ارتكب الجريمة بحقه, فلا بد من اجراء مصالحة وطنية  بعد الاقتصاص من الجناة. كل ذلك سيوفر اجواء سياسية هادئة لاجراء انتخابات مجالس المحافظات واختيار ممثلين عن المحافظة لادارتها , وبالتأكيد سيكون حكامها الجدد قد فهموا درس داعش وتداعياته والعمل على اصلاح ما دمره داعش في الموصل .

{هل هذا المشروع متفق عليه في حزب الدعوة او ائتلاف دولة القانون ؟

– هذا المشروع متفق عليه من جميع القوى السياسية لكن يحتاج الى تنظيم واتفاقات ومباحثات ما بين الاطراف لصياغة وثيقة وتبنيها من قبل تلك الكتل السياسية .

{هناك تقارير تتحدث عن وجود فتور بالعلاقة  بين السيدين نوري المالكي وحيدر العبادي.. فما هو تعليقك؟ .

– هذا الفتور بالعلاقة كان مؤقتاً بعد تسنم العبادي منصب رئيس الوزراء، والان الامور تبدو طبيعية جدا بين الطرفين .

{ هل هناك جهود مصالحة بين رئيس التيار الصدري السيد مقتدى الصدر مع السيد المالكي ؟

–  هناك محاولات بذلت خلال الايام الماضية للمصالحة بين الطرفين لكن في الوقت الحالي لا اعرف هل توقفت ام هي مستمرة والى اين وصلت.

 { هل بإعتقادك ان تلك الجهود كانت مثمرة؟

–  نعم كل الجهود للمصالحة بين الاطراف اذا كانت صادقة ومن شخص معتدل ستثمر حتما بنتائج جيدة في النهاية .

{ هل ترى ثمة رسالة اراد مبعوث الرئيس الامريكي الى العراق بريت ماكغورك ايصالها الى طرف ما خلال لقائه بالسيد المالكي اول امس ؟

–  اعتقد ان الموضوع بروتوكولي حيث ان اغلب  الساسة الامريكان يحرصون على لقاء جميع القادة السياسيين العراقيين من مختلف  الاحزاب لأخذ وجهات النظر , ولا اعتقد ان هناك غرضاً سياسياً او رسالة بين الطرفين أريد توجيهها لاطراف اخرى.

{ ماهو تعليقك بشان قانون حظر المشروبات الكحولية الذي اقره مجلس النواب قبل ايام وهل هناك استهداف مقصود لمكونات عراقية من خلال هذا القانون ؟

 –  لم يكن هناك استهداف لاي مكون بل ان الدستور العراقي محكم من  ناحية التوازن بين الاحكام الاسلامية القطعية والديمقراطية . بما ان المشروبات الكحولية هي قطعية الحرمة, لذلك اذا تريد ان تجانس بين الطرفين فمازالت الحرية موجودة لكل الاطراف ولكن شريطة احترام دستورية المادة الثانية من الدستور، التي تنص على عدم جواز  سن قانون مخالف للشريعة الاسلامية .

 { هناك نية لدى بعض النواب لجمع تواقيع لالغاء مادة القانون او الطعن بها عند المحكمة الاتحادية.. هل ستنجح؟.

– من الممكن اعادة صياغة بعض بنود القانون من حيث السماح لغير المسلمين بتداول المشروبات ضمن حدود مع استمرار منع المسلم من المجاهرة في شرب الخمور, حيث ان غالبية المواطنين هم من المسلمين لمنع اثار انتشار ظاهرة الشرب في بعض المناطق والمجاهرة بها .

{  هناك ازمة بين العراق وتركيا هل تراها ستؤدي الى حرب بين البلدين ؟.

– خيار الحرب مستبعد حيث ان العلاقات بين البلدين علاقة الجوار وثمة  جهود دولية عديدة تعمل على منع التصعيد, لكن تدخل الجارة تركيا العسكري كان متهورا وهو انعكاس للازمة السياسية العسكرية لها, واشغال الرأي العام التركي بمشاريع توسعية في المنطقة على حساب البلدان المجاورة كسوريا والعراق وفي مصر وليبيا واظهار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على انه مندوب العالم للاسلام السني وارجاع  الاحلام  العثمانية, ولكن  الحكومة العراقية تمكنت من منع مشاركة اي طراف اجنبي في معارك الموصل بما فيها تركيا لانها معركة عراقية .

{ماهو دور الجانب الامريكي  في تلك الازمة ؟

–  ان دور وزارة الخارجية الامريكية جيد وفي صالح  ادانة التدخلات الخارجية في الشأن العراقي , لكن  في نفس الوقت فوجئنا بدعوة وزير الدفاع الامريكي آشتون كارتر لدى زيارته بغداد، قبل ايام، الحكومة باعطاء دور تركي في عمليات الموصل , لكن كانت اجــابة رئــــيس الــــوزراء حيدر العبادي فورية ومباشرة برفضه مـــــشاركة اي دولــة في قوات برية بضمنها تركيا .

{  كيف تقٌّيم  العلاقة بين المكونين الرئيسين في العراق اثر الشروع بمعركة تحرير الموصل ؟

 –  بعد عامين من ازمة داعش واحتلالها لمحافظات معينة كان  لها اثر ايجابي في الدفاع المشترك بين المكونات، ولاسيما السنية والشيعية، واسهمت في اعادة المياه لمجاريها ,حيث بدأت صفحة جديدة من العلاقات بعد انطلاق معارك تحرير الموصل الاخيرة، ولابد من استثمار تلك الفرصة لتقويم الاخطاء السابقة وتحسين الوضع السياسي لادارة البلد, ما بعد داعش، اذ لا مصلحة وطنية بوجود التطاحن والصراع، ان ذلك يظهر العراق بمظهر الدولة الضعيفة امام الرأي العام الخارجي.

{ أخيراً.. هل هناك رسالة تود توجيهها من خلال جريدة (الزمان)؟

 – رسالتي أوجهها الى القوى السياسية المختلفة، سواء كانت برلمانية ام وزارية، علينا تغيير ستراتيجية الحكم وعدم ابقاء الحال على ما هو عليه، حيث ان الموطن يشعر بالتذمر وعدم الرضا على ساسته وممثليه في الحكومة والبرلمان  , وكذلك العمل على إستقرار الوضع الامني , والعمل على انهاء التشاحن بين القوى المختلفة حيث تفاقمت المشكلات بين اطراف الطائفة الواحدة , وبين الكتلة السياسية الواحدة وهو امر مؤسف.

مشاركة