رئيس جبهة العدالة والتنمية الجزائرية لـ الزمان
الانتخابات الخطوة الأولى للتعددية ونخشى التزوير لصالح حزب بوتفليقة
حاوره نضال الليثي
قال رئيس جبهة العدالة والتنمية الجزائرية عشية الانتخابات التشريعية التي تجري اليوم في الجزائر ان جبهته سوف تفوز بالأغلبية وستتحالف مع الأحزاب الفائزة بما فيها حزب جبهة التحرير الذي يترأسه عبدالعزيز بوتفليقة.
وقال جاب الله لـ الزمان إن هذه الانتخابات لا ترقى الى المقاييس العالمية للشفافية وحرية الاختيار للناخبين من دون ضغوط، لكن جاب الله استدرك قائلا إنها الخطوة الاولى للتعددية وما هو موجود حاليا جيد على مستوى وعود الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ووزير الداخلية دحو ولد قابليه.
وانتقد جاب الله الادارة الانتخابية والقضاء وقال في تصريحه لـ الزمان انهما ورثا الثقافة الاحادية وتقاليد التزوير لاحزاب السلطة.
وأوضح ان هناك نقاط ضعف في قانون الانتخابات يساء استغلالها.
كما انتقد جاب الله ما وصفه التضخم الكبير والفاضح للقائمة الانتخابية .
وقال جاب الله إن من ثغرات قانون الانتخابات السماح لمنتسبي الجيش الشعبي بالتصويت.
كما انتقد جاب الله نظام التوكيلات وقال إن ناخبين يمنحون توكيلات للاقتراع عنهم في مناطق معينة ثم يدلون بأصواتهم في المناطق المتواجدين فيها.
وقال جاب الله ورغم ما تقدم فإن هذه الانتخابات ستكون أقل سوءاً من غيرها.
وأوضح جاب الله انه من المستحيل ان يفوز حزب بالاغلبية المطلقة.
وقال إن الحكومة القادمة ستكون ائتلافية.
واوضح ان جبهة العدالة والتنمية ستأتلف مع الاحزاب الفائزة لتشكيل الحكومة بما في ذلك الحزب الحاكم حاليا.
وتجري اليوم الانتخابات التشريعية الجزائرية التي دعي للمشاركة فيها اكثر من 21 مليون ناخب لاختيار 462 مرشحاً ينتمون الى 44 حزبا وعدد كبير من المستقلين، وسط تخوف من عزوف الناخبين يوم الاقتراع كما عزفوا عن حضور المهرجانات الانتخابية.
ويشارك في مراقبة الانتخابات 150 مراقبا اوربيا يضافون الى مراقبي الاتحاد الافريقي والجامعة العربية والامم المتحدة ويشكلون في المجموع 500 مراقب لمواكبة كامل العملية الانتخابية في 48 ولاية تتكون منها الجزائر التي تبلغ مساحتها 2,4 مليون كيلومتر مربع.
وتعلق الجزائر على هذه الانتخابات آمالا كبيرة واكد الرئيس بوتفليقة في هذا السياق ان البلاد على أعتاب مرحلة مصيرية لا خيار لنا فيها الا النجاح . ويبقى التحدي الاكبر بالنسبة للسلطة وحتى الاحزاب هو تعبئة الناخبين للادلاء باصواتهم يوم الاقتراع، بالنظر الى العزوف القياسي الذي شهدته آخر انتخابات تشريعية سنة 2007 بنسبة امتناع عن التصويت بلغت 64 .
ولا يفوت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة اي فرصة لدعوة الجزائريين الى التصويت بكثافة، حتى انه شبه تاريخ العاشر من ايار بتاريخ اندلاع حرب تحرير الجزائر في الاول من تشرين الثاني 1954.
وقال في خطاب ألقاه في سطيف 300 كلم شرق الجزائر بمناسبة ذكرى مجازر 8 ايار 1945 أدعو الجميع الى الخروج يوم الاقتراع خروجا حاشدا لتخوضوا مرحلة جديدة من مسيرة التنمية والاصلاحات والتطور الديمقراطي في وطنكم الجزائر .
وخص الشباب بالحديث ودعاهم الى التصدى لدعاة الفتنة والفرقة وحسابات التدخل الأجنبي واضاف ان الشباب سيبرهن مرة أخرى أنه أهل للمسؤولية ويجعل يوم الاقتراع عرسا للديمقراطية .
واعتبر الرئيس الجزائري ان المجلس الشعبي الوطني مجلس النواب القادم سيكون مغايرا من حيث المشاركة الاوسع لمختلف التيارات السياسية وكذا مشاركة واسعة منتظرة للنساء والشباب على قوائم الترشيحات .
وسيكون للنساء في هذه الانتخابات اكبر عدد من المقاعد منذ استقلال الجزائر قبل خمسين سنة، بقوة قانون التمثيل النسوي في المجالس المنتخبة احد قوانين الاصلاح التي اطلقها بوتفليقة والذي يفرض تمثيل النساء بنسبة من 20 الى 50 .
وتحدثت وزير الثقافة خليدة تومي في تصريح للاذاعة ان القانون ضمن للنساء 30 من المقاعد على الأقل في المجالس المنتخبة .
ويؤكد الاسلاميون انهم سيصبحون القوة السياسية الاولى في الانتخابات التي تاتي بعد سنة من اعلان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة اصلاحات سياسية لتفادي ربيع عربي في الجزائر بدأت بوادره باحتجاجات شعبية ضد غلاء الاسعار في كانون الثاني 2011 اسفرت عن خمسة قتلى و800 جريح.
ومع مرور الشهور كسبت السلطة في الجزائر الثقة بأن خصوصية الجزائر التي عانت من حرب اهلية سببها العنف الاسلامي وراح ضحيتها مئتا الف قتيل، في منأى من ثورة تغيير النظام.
وبلغ عدد الجزائريين المسجلين في القوائم الانتخابية 21 مليونا و664345 من بينهم حوالي مليون ناخب يعيشون في الخارج بدأوا التصويت في 5 ايار ماعدا الذين يعيشون في فرنسا الذين بدأوا التصويت الثلاثاء بسبب الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي جرت الاحد.
وواجه المرشحون للانتخابات التشريعية بمن فيهم الاسلاميون صعوبات كبيرة لجذب انتباه الناخبين المنشغلين اكثر بمشاكلهم الاجتماعية و لان خطاب المرشحين لم يأت بجديد بحسب محللين.
وسيكون على الناخبين اختيار 462 نائبا من 24916 مترشحا يمثلون 44 حزبا و186 قائمة مستقلة من بينهم 7700 امراة اي بنسبة 30,9 بالمائة ، بحسب الارقام الرسمية.
ويشارك الاسلاميون في الانتخابات بسبعة احزاب منها ثلاثة متحالفة تحت اسم تكتل الجزائر الخضراء هي حركات مجتمع السلم والنهضة والاصلاح، بالاضافة الى جبهة التغيير وجبهة العدالة والتنمية وجبهة الجزائر الجديدة وحزب الحرية والعدالة.
وأكد قادة احزاب التحالف الاسلامي انهم متأكدون من الفوز بانتخابات الخميس اذا كانت نزيهة ولم يشبها التزوير ، واعلنوا انهم يحضرون بجدية لتشكيل الحكومة.
وتشارك حركة مجتمع السلم في الحكومة الحالية بأربعة وزراء، اهمها وزارة الاشغال العمومية المكلفة الاشراف على مشاريع كبرى بمليارات الدولارات، والتي ترشح وزيرها عمار غول على رأس قائمة الحزب في الجزائر العاصمة.
وشدد بوتفليقة على أن هذه الانتخابات ستكون متميزة من حيث الضمانات العديدة التي وفرناها لتكون كما يريدها شعبنا نظيفة شفافة، انتخابات ناجحة بفضل مساهمة الجميع قضاء مستقلا وادارة محايدة وأحزابا فاعلة وجمعيات نشيطة يقظة وصحافة حرة ومراقبة وطنية ودولية .
/5/2012 Issue 4196 – Date 10 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4196 التاريخ 10»5»2012
AZP02