رئاسة إيرانية جديدة وسط تعهدات بعلاقات خارجية بناءة والموقف من سوريا لم يتغير
روحاني يقسم اليمين في مجلس الشورى الإيراني بعد إعلان تنصيبه من حسينية الخميني
طهران ــ الزمان
أقسم الرئيس الايراني المعتدل حسن روحاني اليمين امس الاحد في مجلس الشورى في طهران في حفل حضره للمرة الاولى عدد من القادة الاجانب ووزير الخارجية السابق للاتحاد الاوربي خافيير سولانا.
وبدأت جلسة اداء القسم في الساعة 11.30 بتوقيت غرينتش بحضور رؤساء عشر دول بينهم خصوصا ميشال سليمان لبنان وحميد كرزاي افغانستان ، بينما تتمثل دول الخليج بوزراء. وستتمثل السعودية بوزير الدولة وعضو مجلس الوزراء في المملكة مساعد بن محمد العيبان، وقطر بوزير الثقافة حمد بن عبد العزيز الكواري والكويت بنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح والامارات رئيس المجلس الوطني الاتحادي محمد أحمد المر.
وقدم روحاني الوفي للنظام وللمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي الاحد ايضا الى وسائل الاعلام حكومته التي تضم شخصيات من التكنوقراط الذين يملكون خبرة ويفترض ان تحصل بعد ذلك على ثقة البرلمان.
وكان روحاني تولى امس الاول رئاسة الجمهورية الاسلامية واعدا بالعمل على رفع العقوبات الظالمة التي يفرضها الغرب على بلاده بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.
وجرى حفل التنصيب في حسينية الامام الخميني في مجمع المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية القائد الحقيقي للنظام، في حضور كبار المسؤولين الايرانيين.
وكتب المرشد الاعلى علي خامنئي في مرسوم تنصيب روحاني الذي تلاه رئيس مكتبه ان اختيار رجل كفوء خدم مؤسسات الجمهورية الاسلامية لثلاثة عقود وقاوم كرجل دين في وجه الاعداء انما يوجه رسالة وفاء للنظام وثقة في رجال الدين .
والقى بعدها خامنئي كلمة حذر فيها انه ينبغي الا نتوقع تسوية المشكلات في وقت سريع مشددا على ان ضغوط اعدائنا تثبت انه ينبغي تعزيز البلاد من الداخل .
وبذلك اصبح روحاني سابع رئيس للجمهورية الاسلامية لولاية من اربع سنوات بعدما انتخب في 14 حزيران»يونيو من الدورة الاولى بحصوله على 51 من الاصوات.
وتولى روحاني الرئاسة خلفا لمحمود احمدي نجاد الذي طبعت ولايتيه المتتاليتين بتوتر شديد مع الغرب حول عدة ملفات ابرزها الملف النووي.
ودعا الرئيس الجديد الى توافق بناء مع العالم لتسوية هذه الازمة والتوصل الى رفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية الغربية التي تخنق اقتصاد ايران.
ورأت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية معارضة في المنفى مريم رجوي انه لا يوجد اي امل بالتغيير في ايران مع تسلم الرئيس الايراني الجديد مهامه.
وقالت رجوي لوكالة فرانس برس قبل مشاركتها في افطار في باريس مع انصارها لا يوجد لدينا اي امل بحصول تغيير في ايران لان روحاني تسلم خلال 34 عاما مناصب اساسية في نظام الملالي .
واضافت ان الرئيس الجديد لا يملك السلطة ولا الرغبة بتغيير النظام القائم في ايران.
تولى حسن روحاني رئاسة ايران امس السبت متعهدا بتفاعل بناء مع العالم بعد ثماني سنوات من رئاسة محمود أحمدي نجاد التي شهدت مواجهات دبلوماسية وعقوبات صارمة.
وزاد الفوز الكبير لروحاني رجل الدين المعتدل 64 عاما في الانتخابات التي جرت في يونيو حزيران الامال في التوصل الى تسوية للنزاع الخاص بالبرنامج النووي الايراني وتخفيف العقوبات التي أضرت بصادرات النفط الايرانية.
ويمكن ان يؤدي هذا الى تجنب حرب جديدة محتملة في الشرق الاوسط. وقالت الولايات المتحد واسرائيل ان جميع الخيارات مفتوحة بما في ذلك العمل العسكري لمنع ايران من امتلاك اسلحة نووية.
وأقر الزعيم الايراني الاعلى علي خامنئي فوز روحاني في الانتخابات في بيان تلي على كبار الشخصيات السياسية والدينية والعسكرية التي تجمعت عند موقع ديني في طهران.
وأشاد خامنئي باختيار شخص جدير خدم النظام في الجمهورية الاسلامية أكثر من ثلاثة عقود … وقاوم منذ زمن الكفاح الثوري … أعداء الثورة الاسلامية .
وفيما يرمز الى تسليم السلطة أخذ خامنئي التفويض الرئاسي من أحمدي نجاد وسلم الوثيقة الى روحاني.
وبعد ذلك قبل خامنئي روحاني على وجنته وقبل الرئيس الجديد الزعيم الاعلى على كتفه.
وتضع بداية رئاسة روحاني نهاية لعصر أحمدي نجاد الذي أصبحت ايران خلاله أكثر عزلة وتعرضت لعقوبات عديدة من جانب الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بشأن برنامجها النووي.
ويواجه روحاني تحديات هائلة تشمل التضخم الذي قدر في الشهر الماضي بنحو 42 في المئة والبطالة والانقسامات السياسية بين المحافظين والمعتدلين والاصلاحيين.
والاختبار الاول لروحاني هو اقناع البرلمان بالموافقة على القائمة التي اقترحها للوزراء والتي يتوقع ان يقدمها غدا الاحد بعد ان يؤدي اليمين القانونية في البرلمان.
وقال شاول بخش وهو مؤرخ ايراني بجامعة جورج ميسون في فرجينيا روحاني سيعين بالتأكيد رجالا أكثر كفاءة ونساء في الوزارات والمؤسسات الاقتصادية الرئيسية . وأضاف لكن المشاكل الاقتصادية كبيرة… وقبل أي شيء آخر ودون تخفيف العقوبات بدرجة كبيرة من الصعب ان ترى كيف سيتمكن روحاني من دفع الاقتصاد قدما .
وقال روحاني انه سيعين وزراء من كل الفصائل السياسية استنادا الى كفاءاتهم لكن المتشددين طالبوا البرلمان الذي يهيمن عليه المحافظون برفض الترشيحات التي لها علاقة بالتحريض وهو المصطلح الذي يستخدمونه للاشارة الى الاحتجاجات التي استمرت عدة اشهر والتي اعقبت اعادة انتخاب أحمدي نجاد في عام 2009 .
وقال حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة كيهان اليومية المتشددة في مقال افتتاحي الاسبوع الماضي ان موافقة البرلمان على أمثال هؤلاء المرشحين سيكون خيانة للشعب والنظام .
وأكد مصدر مقرب من روحاني لرويترز انه سيرشح محمد جواد ظريف في منصب وزير الخارجية. وهو سفير سابق لدى الامم المتحدة تلقى تعليمه في الولايات المتحدة .
ومن الشخصيات الاخرى علي جنتي المرشح لمنصب وزير الثقافة وهو منصب مؤثر يشرف على الصحافة المحلية والاجنبية في ايران ويراقب السينما والمسرح والادب والفنون الاخرى. وعمل جنتي سفيرا لبلاده في الكويت ووالده هو اية الله أحمد جنتي وهو رجل دين متشدد.
AZP02