رؤية للعراق الرقمي

أ‭.‬د‭. ‬سعد‭ ‬غالب‭ ‬ياسين

قد‭ ‬يبدو‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬فرص‭ ‬التحول‭ ‬الى‭ ‬العراق‭ ‬الرقمي‭ ‬ترفا‭ ‬فكريا‭ ‬وسجالا‭ ‬أكاديميا‭ ‬وتنظيرا‭  ‬لايغني‭ ‬في‭ ‬شئ‭ ‬ولايفيد‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬فشل‭ ‬الدولة‭ ‬بتنفيذ‭ ‬واجباتها‭( ‬الامن‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والخدمات‭) ‬وتحكم‭ ‬الفساد‭ ‬في‭ ‬بنية‭ ‬الدولة‭ ‬واجهزتها‭ ‬وموسساتها‭ ‬وأنسداد‭ ‬الحلول‭ ‬وسطوة‭ ‬المليشيات‭ ‬والعجز‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والمالي‭ ‬وغياب‭ ‬برامج‭ ‬الاصلاح‭ ‬الاداري‭ ‬وبرامج‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬والمستدامة‭ ‬وامور‭ ‬اخرى‭ ‬تشكل‭ ‬ملامح‭ ‬صورة‭ ‬قاتمة‭ ‬يمكن‭ ‬ايجازها‭ ‬بالعجز‭ ‬الذاتي‭ ‬للادارات‭ ‬والعجز‭ ‬الوظيفي‭ ‬للدولة‭.‬

ومع‭ ‬كل‭ ‬ماتقدم‭ ‬آنفا‭ ‬ليس‭ ‬أمام‭ ‬أصحاب‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬خيار‭ ‬آخر‭ ‬ولامندوحة‭ ‬لنا‭ ‬ألا‭ ‬أن‭ ‬نركب‭ ‬المركب‭ ‬الصعب‭ ‬وان‭ ‬نسلك‭ ‬طريقا‭ ‬طويلا‭ ‬وشاقا‭ ‬يفضي‭ ‬الى‭  ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬قطاع‭ ‬تكنلوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬وتطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الرقمية‭ ‬الجديدة

بعد‭ ‬ان‭ ‬تخلف‭ ‬العراق‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود‭ ‬عن‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المضمار‭.‬

‭ ‬لقد‭ ‬تراجع‭ ‬العراق‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬مؤشرات‭ ‬تطور‭ ‬تكنلوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬والتكنلوجيا‭ ‬الرقمية‭ ‬والمنصات‭ ‬الحكومية‭ ‬الرقمية‭ ‬ومعدلات‭ ‬انتشار‭ ‬الانترنت‭ ‬والخدمات‭ ‬الرقمية‭ ‬ذات‭ ‬النطاق‭ ‬العريض‭. ‬فالعراق‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لاالحصر‭ ‬يحتل‭ ‬المرتبة‭ ‬172‭ ‬من‭ ‬190‭ ‬في‭ ‬خدمات‭ ‬الحكومة‭ ‬الالكترونية‭ ‬والرتبة154‭ ‬للخدمات‭ ‬الالكترونية‭ ‬الموجهة‭ ‬لدعم‭ ‬الاعمال‭ ‬وهو‭ ‬الان‭ ‬خارج‭ ‬تصنيف‭ ‬المنتدى‭ ‬العالمي‭ ‬للتنافسية‭ ‬الذي‭ ‬يهتم‭ ‬بالمهارات‭ ‬التعليمية‭ ‬والرقمية‭ ‬المطلوبة‭ ‬للثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرابعة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تتصدر‭ ‬دولة‭ ‬الامارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭(‬الرتبة‭ ‬27‭ ‬عالميا‭) ‬وقطر‭ ( ‬الرتبة30‭) ‬لافضل‭ ‬الاقتصاديات‭ ‬الرقمية‭. ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لتكنلوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬وخدمات‭ ‬النطاق‭ ‬العريض‭ ‬الخلوية‭ ‬والثابتة‭ ‬فان‭ ‬لبنان‭ ‬والاردن‭ ‬يتصدران‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬كما‭ ‬تحظى‭ ‬ايران‭ ‬بمعدل‭ ‬انتشار‭ ‬مرتفع‭ ‬نسبيا‭ ‬لخدمات‭ ‬النطاق‭ ‬العريض‭.‬

باختصار‭ ‬تخلف‭ ‬العراق‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود‭ ‬عن‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬في‭ ‬حقول‭ ‬بناء‭ ‬وتطوير‭ ‬تكنلوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬والتحول‭ ‬الى‭ ‬اقتصاد‭ ‬المعرفة‭ ‬الرقمي‭ ‬الذي‭ ‬يتجلى‭ ‬بوضوح‭ ‬في‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬رقمية‭ ‬متطورة‭ ‬وحكومة‭ ‬رقمية‭ ‬ذكية‭ ‬واعمال‭ ‬الكترونية‭ ‬ومحمولة‭ ‬وتجارة‭ ‬رقمية‭ ‬ونظام‭ ‬مالي‭ ‬ومصرفي‭ ‬محوسب‭ ‬بالكامل‭ ‬بخدمات‭ ‬ذكية‭ ‬متكاملة‭ ‬ومهارات‭ ‬رقمية‭ ‬عالية‭ ‬ومدن‭ ‬ذكية‭ ‬وحوسبة‭ ‬رشيدة‭ ‬وصناعة‭ ‬متطورة‭ ‬للبرمجيات‭ ‬الجاهزة‭ ‬وانتاج‭ ‬مبتكر‭ ‬للمحتوى‭ ‬الرقمي‭ ‬وخدمات‭ ‬تكنلوجيا‭ ‬المعلومات‭.‬

نعم‭ ‬تخلف‭ ‬العراق‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬مسار‭ ‬التقدم‭ ‬التكنلوجي‭ ‬والابتكار‭ ‬الرقمي‭ ‬وابتعد‭ ‬اشواطا‭ ‬عن‭ ‬فرص‭ ‬اللحاق‭ ‬بقاطرة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الرقمي‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬دشنته‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وبدرجات‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التطور‭ ‬والاندماج‭ ‬النوعي‭ .‬وبسبب‭ ‬السنوات‭ ‬العجاف‭ ‬الطويلة‭ ‬التي‭ ‬مربها‭ ‬المجتمع‭ ‬والاقتصاد‭ ‬وجدنا‭ ‬ان‭ ‬العراق‭ ‬يتقادم‭ ‬ويتلاشى‭ ‬ويندثر‭ ‬في‭ ‬ثرواته‭ ‬وموارده‭ ‬البشريه‭ ‬وطاقاته‭ ‬واصوله‭.  ‬يتلاشى‭ ‬امام‭ ‬التقدم‭ ‬الهائل‭ ‬والمتسارع‭ ‬في‭ ‬التكنلوجيا‭ ‬الرقمية‭ ‬وتقنيات‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرابعة‭ ‬واستحقاقاتها‭ ‬وتحدياتها‭ ‬وفرصها‭ ‬الثمينة‭.‬

واليوم‭ ‬وفي‭ ‬مطلع‭ ‬العقد‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬الالفية‭ ‬الجديدة‭ ‬لايزال‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬التاسيس‭ ‬لقطاع‭ ‬تكنلوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬والتكنلوجيا‭ ‬الرقمية‭ ‬وماتتطلبه‭ ‬من‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬وشبكات‭ ‬ونظم‭ ‬ومنصات‭ ‬رقمية‭ ‬وخدمات‭. ‬ولتوضيح‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬يمكن‭ ‬لنا‭ ‬القول‭ ‬ان‭ ‬العراق‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬النقطة‭ ‬التي‭ ‬بدأ‭ ‬بها‭ ‬الاردن‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1999‭ ‬عندما‭ ‬أطلق‭ ‬الاردن‭ ‬أول‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬لبناء‭ ‬وتطوير‭ ‬قطاع‭ ‬تكنلوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬التي‭ ‬أعقبتها‭ ‬برامج‭ ‬ومبادرات‭ ‬واستثمارات‭ ‬مهمة‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬ايرادات‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الى‭ ‬2‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬والان‭ ‬يعتبر‭ ‬قطاع‭ ‬تكنلوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬من‭ ‬اهم‭ ‬القطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وفي‭ ‬مقدمة‭ ‬الصناعات‭ ‬التصدرية‭ ‬للمنتجات‭ ‬والخدمات‭ ‬الرقمية‭.‬

وقد‭ ‬تخلف‭ ‬العراق‭ ‬وفق‭ ‬معايير‭ ‬موشر‭ ‬الانترنت‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬تقريبا‭. ‬نذكر‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لاالحصر‭ ‬ان‭ ‬تسلسل‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬موشر‭ ‬الانترنت‭(‬37‭) ‬عالميا‭ ‬والاولى‭ ‬عربيا‭ ‬تاتي‭ ‬بعدها‭ ‬الكويت‭ (‬38‭) ‬عالميا‭ ‬والثاني‭ ‬عربيا‭ ‬ثم‭ ‬السعودية‭ (‬39‭) ‬عالميا‭ ‬والثالث‭ ‬عربيا‭ ‬والاردن‭ (‬52‭) ‬عالميا‭ ‬والسادس‭ ‬عربيا‭.  ‬لذلك‭ ‬كلما‭ ‬تاخر‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬ستراتيجيات‭ ‬التنمية‭ ‬الرقمية‭ ‬وتجسير‭ ‬الفجوة‭ ‬الرقمية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬كلما‭ ‬ازداد‭ ‬تخلف‭ ‬العراق‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وتباطئ‭ ‬نموه‭ ‬المكبل‭ ‬بالايراد‭ ‬الريعي‭ ‬للنفط‭ ‬وازدادت‭ ‬معدلات‭ ‬الفقر‭ ‬الرقمي‭ ‬والامية‭ ‬الرقمية‭ ‬وتراجعت‭ ‬فرص‭ ‬اللحاق‭ ‬بقاطرة‭ ‬التكنلوجيا‭ ‬الرقمية‭.‬

والتكنلوجيا‭ ‬الرقمية‭ ‬هي‭ ‬قاطرة‭ ‬التاريخ‭. ‬التكنلوجيا‭ ‬الرقمية‭ ‬بثوراتها‭ ‬وسلاسل‭ ‬القيمة‭ ‬فائقة‭ ‬التقانة‭ ‬العالمية‭ ‬هي‭ ‬قاطرة‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ورافعة‭ ‬المجتمعات‭ ‬والاعمال‭ ‬للتحول‭ ‬التاريخي‭ ‬نحو‭ ‬اقتصاد‭ ‬المعرفة‭ ‬والابتكار‭ ‬الرقمي‭ ‬الجديد‭. ‬قاطرة‭ ‬التكنلوجيا‭ ‬الرقمية‭ ‬تتحرك‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬التاريخ‭ ‬والمستقبل‭ ‬بطاقات‭ ‬ابتكارية‭ ‬متجددة‭ ‬لانهائية‭ ‬ولاتستطيع‭ ‬التوقف‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬الكسالى‭ ‬لانها‭ ‬ببساطة‭ ‬لاتستطيع‭ ‬التباطئ‭ ‬ولايمكنها‭ ‬ان‭ ‬تقف‭ ‬لتنتظر‭ ‬المتاخرين‭ ‬والفاشلين‭.‬

أذن‭ ‬ليس‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬خيار‭ ‬الان‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬نبدأ‭ ‬بجدية‭ ‬وحزم‭ ‬وارادة‭ ‬وطنية‭ ‬لتطوير‭ ‬وتطبيق‭ ‬ستراتيجيات‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬في‭ ‬مرحلتين‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬تظم‭ ‬هذه‭ ‬الاسترايجيات‭ ‬مايلي‭: ‬اولا‭: ‬ستراتيجية‭ ‬بناء‭ ‬وتطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الرقمية‭ ‬لتفيز‭ ‬النمو‭ ‬الاقنتصادي‭ ‬وخلق‭ ‬وظائف‭ ‬جديدة‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬شبكات‭ ‬الاتصال‭ ‬ذات‭ ‬النطاق‭ ‬العريض‭ ‬ذلك‭ ‬لان‭ ‬كل‭ ‬10‭ ‬بالمئة‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬معدلات‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬الانترنت‭ ‬يحقق‭ ‬زيادة‭ ‬مابين‭ ‬0‭.‬85‭ ‬الى1‭.‬16‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الاجمالي‭ ‬وان‭ ‬كل‭ ‬وظيفة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬التكنلوجيا‭ ‬الرقمية‭ ‬ستوفر‭ ‬وظائف‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬مابين‭ ‬1‭.‬8‭ ‬الى‭ ‬3‭.‬42‭ ‬وظيفة‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬اقتصادية‭ ‬مترابطة‭ ‬اخرى‭.‬

بالنسبة‭ ‬لواقع‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬فان‭ ‬خدمات‭ ‬الاتصالات‭ ‬عيضة‭ ‬النطاق‭ ‬لاتمثل‭ ‬سوى‭ ‬17‭,‬4‭ ‬بالمئة‭ ‬وفق‭ ‬بيانات‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬وان‭ ‬جميع‭ ‬مشغلي‭ ‬الاتصالات‭  ‬يستخدمون‭ ‬الجيل‭ ‬الثالث‭ ‬باستثناء‭ ‬الشركة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬كردستان‭ ‬العراق‭ ‬وتستخدم‭ ‬الجيل‭ ‬الرابع‭ ‬علما‭ ‬ان‭ ‬معظم‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تستخدم‭ ‬الجيل‭ ‬الرابع‭ ‬والخامس‭ ‬كما‭ ‬قطعت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬شوطا‭ ‬متقدما‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬شبكة‭ ‬الالياف‭ ‬البصرية‭ ‬وشبكات‭ ‬فايبر‭- ‬انترنت‭ ‬للمنازل‭.‬

بالاضافة‭ ‬الى‭ ‬ضعف‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الرقمية‭ ‬لاتوجد‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬جاهزية‭ ‬الكترونية‭ ‬بمعايير‭ ‬عالمية‭ ‬للحكومة‭ ‬الالكترونية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تجاوزت‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬منصات‭ ‬الحكومة‭ ‬الالكترونية‭ ‬التقليدية‭ ‬لتتحول‭ ‬الى‭ ‬الحكومات‭ ‬الرقمية‭ ‬الذكية‭ ‬التي‭ ‬تتجاوز‭ ‬بذكاء‭ ‬خدماتها‭ ‬والتسهيلات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬وبخصائصها‭ ‬الوظيفية‭ ‬والتقنية‭ ‬المهمة‭ ‬وغير‭ ‬المسبوقة‭ ‬الحكومة‭ ‬الالكترونية‭ ‬باجيالها‭ ‬الاولى‭ . ‬واليوم‭ ‬يشهد‭ ‬العالم‭ ‬المتقدم‭ ‬تحول‭ ‬الحكومات‭ ‬الرقمية‭ ‬الذكية‭ ‬الى‭ ‬حكومات‭ ‬رقمية‭ ‬وذكية‭ ‬ومفتوحة‭. ‬اي‭ ‬حكومات‭ ‬تشارك‭ ‬مواطنيها‭ ‬باعمالها‭ ‬وتنشر‭ ‬كل‭ ‬بياناتها‭ ‬وسجلاتها‭ ‬وانشطتها‭ ‬بشفافية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬تاسيسا‭ ‬للمساءلة‭ ‬والمحاسبة‭ ‬والمسؤلية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والعدالة‭ ‬ومحاربة‭ ‬الفساد‭ ‬والتمييز‭ ‬بكل‭ ‬انواعه‭ ‬واشكاله‭.‬

وبسبب‭ ‬ضعف‭ ‬الجاهزية‭ ‬الالكترونية‭ ‬وغياب‭ ‬المبادرات‭ ‬الجادة‭ ‬يحتل‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬التصنيف‭ ‬العالمي‭ ‬لخدمات‭ ‬الحكومة‭ ‬الالكترونية‭ ‬المرتبة‭ ‬172‭ ‬من‭ ‬اصل‭ ‬190‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

لذلك‭ ‬يحتاج‭ ‬العراق‭ ‬لاستراتيجية‭ ‬مزدوجة‭ ‬للحكومة‭ ‬الرقمية‭ ‬والمفتوحة‭ ‬لتعزيز‭ ‬كفاءة‭ ‬الاداء‭ ‬المؤسسي‭ ‬والفردي‭ ‬وتقديم‭ ‬خدمات‭ ‬سريعة‭ ‬ومرنة‭ ‬للمستفيدين‭ ‬والاهم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬ضمان‭ ‬الشافية‭ ‬والمسائلة‭ ‬وكشف‭ ‬الفساد‭ ‬والتهرب‭ ‬الضريبي‭.  ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬تستطيع‭ ‬تقديم‭ ‬خدماتها‭ ‬الرقمية‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمستثمرين‭ ‬والمقيمين‭ ‬على‭ ‬اساس‭ ‬المواطنة‭ ‬الرقمية‭ ‬وبما‭ ‬يعزز‭ ‬الانتاجية‭ ‬وجودة‭ ‬الاعمال‭ ‬ويكسر‭ ‬حلقات‭ ‬الفساد‭.‬

‭ ‬مفهوم‭ ‬الحكومة‭ ‬المفتوحة‭ ‬يعني‭ ‬ايضا‭ ‬تطبيق‭ ‬سياسات‭ ‬نشر‭ ‬بيانات‭ ‬المؤسسات‭ ‬والهيئات‭ ‬والاجهزة‭ ‬بانتظام‭ ‬واستخدامها‭ ‬ونشرها‭ ‬للمستفيدين‭ ‬بشرط‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬منظمة‭ ‬وقابلة‭ ‬للتحميل‭ ‬والخزن‭ ‬ومجانية‭ ‬ومرفقة‭ ‬بترخيص‭ ‬لاعادة‭ ‬استخدامها‭. ‬ويمكن‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬نشر‭ ‬العطاءات‭ ‬والمناقصات‭ ‬وسجلات‭ ‬العقود‭ ‬الحكومية‭ ‬لضمان‭ ‬العدالة‭ ‬والشفافية‭ ‬وتقليل‭ ‬الكلف‭ ‬ومنع‭ ‬الصفقات‭ ‬المشبوهة‭ ‬التي‭ ‬تجرى‭ ‬في‭ ‬الزوايا‭ ‬المظلمة‭ ‬والغرف‭ ‬المغلقة‭.‬

ثانيا‭ :‬الاستراتيجة‭ ‬الثانية‭ ‬تتوجه‭ ‬نحو‭ ‬تنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬المهارات‭ ‬الرقمية‭ ‬التي‭  ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬برامج‭ ‬اعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬بكل‭ ‬مستوياته‭ ‬وانماطه‭ ‬وبرامج‭ ‬التعليم‭ ‬المستمر‭ ‬والتدريب‭ ‬والتاهيل‭.‬

لقد‭ ‬خسرالعراق‭ ‬كل‭ ‬مااستثمره‭ ‬في‭ ‬عقود‭ ‬السبعينات‭ ‬والثمانينات‭ ‬والتسعينات‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬العراق‭ ‬يحتل‭ ‬قمة‭ ‬التعليم‭ ‬والصحة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الاوسط‭ ‬وعندما‭ ‬كانت‭ ‬موازنة‭ ‬التعليم‭ ‬تبلغ‭ ‬مليارين‭ ‬ونصف‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬19989‭ ‬وكان‭ ‬الانفاق‭ ‬لكل‭ ‬طالب‭ ‬620‭ ‬دولار‭ ‬وفق‭ ‬بيانات‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭. ‬لكن‭ ‬مابين‭ ‬السنوات‭ ‬1992‭-‬2002‭ ‬انخفض‭ ‬متوسط‭ ‬الانفاق‭ ‬السنوي‭ ‬لكل‭ ‬طالب‭ ‬الى‭ ‬47‭ ‬دولار‭ ‬وخسر‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬والسنوات‭ ‬التي‭ ‬تلتها‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬3000‭ ‬استاذ‭ ‬جامعي‭ ‬وخبير‭ ‬واستشاري‭.‬

والان‭ ‬ومع‭ ‬انبثاق‭ ‬موجات‭ ‬التكنلوجيا‭ ‬الرقمية‭ ‬للثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرابعة‭ ‬وماتقدمه‭ ‬من‭ ‬حلول‭ ‬ذكية‭ ‬للاعمال‭ ‬وصناعات‭ ‬ابتكارية‭ ‬جديدة‭ ‬للذكاء‭ ‬الصناعي‭ ‬والالات‭ ‬الذكية‭ ‬وانترنت‭ ‬الاشياء‭ ‬والاجهزة‭ ‬ذاتية‭ ‬الحركة‭ ‬والطابعة‭ ‬ثلاثية‭ ‬الابعاد‭ ‬والحوسبة‭ ‬السحابية‭ ‬والبيانات‭ ‬الضخمة‭ ‬وعلوم‭ ‬المادة‭ ‬وتخزين‭ ‬الطاقة‭ ‬وحوسبة‭ ‬الواقع‭ ‬المعزز‭ ‬والخدمات‭ ‬الذكية‭ ‬والحوسبة‭ ‬الكوانتمية‭ ‬وتطبيقات‭ ‬تعلم‭ ‬الالة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الرقمي‭ ‬الجديد‭ ‬وخدماته‭ ‬من‭ ‬تجارة‭ ‬الكترونية‭ ‬وخدمات‭ ‬مصرفية‭ ‬رقمية‭ ‬على‭ ‬الموبايل‭ ‬فان‭ ‬المهارات‭ ‬المتاحة‭ ‬الان‭ ‬للعاملين‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬لايمكنها‭ ‬بل‭ ‬لاتستطيع‭ ‬البتة‭ ‬الايفاء‭ ‬بمتطلبات‭ ‬المهارات‭ ‬الرقمية‭ ‬والتقنية‭ ‬الجديدة‭ ‬بل‭ ‬ان‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬هولاء‭ ‬لاتتوافر‭ ‬لديهم‭ ‬المهارات‭ ‬التاسيسية‭ ‬ويقع‭ ‬هولاء‭ ‬ضمن‭ ‬فئة‭ ‬الامية‭ ‬الرقمية‭ .  ‬ولايستطيع‭ ‬النظام‭ ‬التعليمي‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬بجميع‭ ‬مراحله‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬مهارات‭ ‬التعلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬راس‭ ‬المال‭ ‬البشري‭ ‬المنتج‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الرقمي‭ ‬الجديد‭. ‬ولان‭ ‬التعليم‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬مصمم‭ ‬على‭ ‬اساس‭ ‬المدخلات‭ ‬ويهتم‭ ‬باعداد‭ ‬حملة‭ ‬شهادات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬الجاد‭ ‬والعملي‭ ‬بنواتج‭ ‬التعلم‭ ‬وبسبب‭ ‬الفجوة‭ ‬مابين‭ ‬الطلب‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬الشهادات‭ ‬والطلب‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والسوقي‭ ‬على‭ ‬المهارات‭ ‬فان‭ ‬استراتيجية‭ ‬تنمية‭ ‬المهارات‭ ‬الرقمي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تشمل‭ ‬جميع‭ ‬العاملين‭ ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬شهاداتهم‭ ‬وتعليمهم‭ ‬ودرجاتهم‭ ‬الوظيفية‭ ‬ومواقعهم‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭. 

ثالثا‭:‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬الثالثة‭ ‬تعنى‭ ‬بحوكمة‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬واعدة‭ ‬هيكلة‭ ‬النظام‭ ‬المصرفي‭ ‬وتطوير‭ ‬الخدمات‭ ‬الرقمية‭ ‬المالية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الانترنت‭ ‬والاجهزة‭ ‬المحمولة‭( ‬الموبايل‭ ‬الذكي‭ ‬والمحمول‭ ‬والاجهزة‭ ‬الرقمية‭ ‬المساعدة‭ ‬والحاسوب‭ ‬المحمول‭ ‬بانواعه‭ ‬المختلفة‭). ‬

ان‭ ‬الميزة‭ ‬التنافسية‭ ‬المستدامة‭ ‬تقوم‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬الاستخدام‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬ذو‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬للتكنلوجيا‭ ‬الرقمية‭ ‬الذكية‭ ‬الجديدة‭ ‬بخدماتها‭ ‬وبسلاسل‭ ‬القيمة‭ ‬المتشابكة‭ ‬محليا‭ ‬واقليميا‭ ‬وعالميا‭ ‬والمتكاملة‭ ‬مع‭ ‬الاعمال‭ ‬الدولية‭ ‬والتجارة‭ ‬الرقمية‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬ويحتاج‭ ‬العراق‭ ‬لتطبيق‭ ‬هذه‭ ‬لاستراتيجية‭ ‬تطوير‭ ‬منصات‭ ‬المصارف‭ ‬العراقية‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬الانترنت‭ ‬وتحديث‭ ‬نظمها‭ ‬وشبكاتها‭ ‬ومنظومات‭ ‬اعمالها‭ ‬وثقافاتها‭ ‬التنظيمية‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬محورها‭ ‬الزبون‭ ‬والمستفيد‭.‬

كما‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تدرك‭ ‬ستراتيجية‭ ‬التول‭ ‬الى‭ ‬النظام‭ ‬المصرفي‭ ‬والمالي‭ ‬الرقمي‭ ‬الفجوة‭ ‬المتزايدة‭ ‬بين‭ ‬الواقع‭ ‬التكنلوجي‭ ‬والاداء‭ ‬الموسسي‭ ‬وتنافسية‭ ‬هذه‭ ‬المصارف‭ ‬والتحولات‭ ‬الجذرية‭ ‬النوعية‭ ‬وحجم‭ ‬الاستثمار‭ ‬الهائل‭ ‬للمصارف‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬والمنطقة‭ ‬في‭ ‬تكنلوجيا‭ ‬البيانات‭ ‬الضخمة‭ ‬والحوسبة‭ ‬السحابية‭ ‬والخدمات‭ ‬المصرفية‭ ‬الذكية‭ ‬على‭ ‬الموبايل‭ ‬وانترنت‭ ‬الاشياء‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تطبيقات‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرابعة‭.‬

فاذا‭ ‬اخذنا‭ ‬انترنت‭ ‬الاشياء‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬نشير‭ ‬فقط‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬الشبكة‭ ‬بالذات‭(‬تربط‭ ‬الاجهزة‭ ‬والمعدات‭ ‬وتتصل‭ ‬بالانترنت‭ ‬مباشرة‭ )‬تمثل‭ ‬اهم‭ ‬مصادر‭ ‬التميز‭ ‬والنافس‭ ‬في‭ ‬الاداء‭ ‬المصرفي‭ ‬بالاضافة‭ ‬الى‭ ‬تطبيقاتها‭ ‬الثمينة‭ ‬في‭ ‬صناعات‭ ‬الطاقة‭ ‬والكهرباء‭ ‬والبيئة‭ ‬والامن‭ ‬والدفاع‭( ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬العراق‭ ‬وعند‭ ‬توافر‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬رقمية‭ ‬يمكن‭ ‬نصب‭ ‬عدادات‭ ‬ذكية‭ ‬لقياس‭ ‬وضبط‭ ‬صادرات‭ ‬العراق‭ ‬النفطية‭ ‬او‭ ‬معدلات‭ ‬استهلاك‭ ‬الكهرباء‭ ‬والمياه‭ ‬مرتبطة‭ ‬بانترنت‭ ‬الاشياء‭ ‬مباشرة‭).‬

رابعا‭:‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬الرابعة‭ ‬تعنى‭ ‬بتطوير‭ ‬شبكات‭ ‬ومنصات‭ ‬رقمية‭ ‬جديدة‭ ‬التي‭ ‬تستطيع‭ ‬تقديم‭ ‬حلولا‭ ‬مبتكرة‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحقيقي‭ ‬لمشاكل‭ ‬الدولة‭ ‬المزمنة‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والطاقة‭ ‬والحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاستثمار‭ ‬والنقل‭ ‬والمياه‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية‭.‬وجود‭ ‬منصات‭ ‬رقمية‭ ‬ومواقع‭ ‬خدمة‭ ‬شاملة‭ ‬للمؤسسات

‭ ‬والمنظمات‭ ‬والهيئات‭ ‬الحكومية‭ ‬وغيرها‭ ‬سيحفز‭  ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاستثمار‭ ‬ويعزز‭ ‬الشفافية‭ ‬والمسائلة‭ ‬ويزيد‭ ‬من فرص‭ ‬

هذا‭ ‬الاساس‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬ان‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنويع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والشراكة‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬وبناء‭ ‬كتلة‭ ‬امنية‭ ‬متراصة‭ ‬وقوية‭ ‬لمواجهة‭ ‬الارهاب‭ ‬ومافيات‭ ‬الفساد‭ ‬لايمكن‭ ‬ان‭ ‬يتحقق‭ ‬أذا‭ ‬لم‭ ‬تبدا‭ ‬الدولة‭ ‬بمشروع‭ ‬وطني‭ ‬شامل‭ ‬للتحول‭ ‬الى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الرقمي‭ ‬والريادية‭ ‬الرقمية‭ ‬بصورة‭ ‬متوازية‭ ‬مع‭ ‬اصلاح‭ ‬اقتصادي‭  ‬طويل‭ ‬المدى‭ ‬لان‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬الرقمي‭ ‬هو‭ ‬المدخل‭ ‬الوحيد‭ ‬لكفاءة‭ ‬الاداء‭ ‬المؤسسي‭ ‬والفردي‭ ‬وتحسين‭ ‬الانتاجية‭ ‬وجودة‭ ‬الخدمات‭ ‬وايقاف‭ ‬الهدر‭ ‬المالي‭ ‬ومواجهة‭ ‬الفساد‭ ‬والبطالة‭ ‬ونقص‭ ‬الوظائف‭ ‬وضعف‭ ‬الحوكمة‭.‬

الاستثمار‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬الرقمي‭ ‬يؤسس‭ ‬قاعدة‭ ‬قوية‭ ‬للمبادرات‭ ‬الريادية‭ ‬وتحفيز‭ ‬الاعمال‭ ‬الخاصة‭ ‬وبناء‭ ‬نظام‭ ‬وطني‭ ‬مؤسسي‭ ‬للابتكار‭ ‬ونقل‭ ‬التكنلوجيا‭ ‬وتطويرها‭ ‬وتبيئتها‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والثقافية‭.‬

العراق‭ ‬الرقمي‭ ‬هو‭ ‬فرصة‭ ‬علمية‭ ‬وحضارية‭ ‬لانشاء‭ ‬مراكز‭ ‬البحوث‭ ‬المتخصصة‭ ‬ومراكز‭ ‬النخب‭ ‬المتميزة‭ ‬لدعم‭ ‬الصناعة‭ ‬والزراعة‭ ‬والتعليم‭ ‬والصحة‭ ‬وتطوير‭ ‬حاضنات‭ ‬التقانة‭ ‬وحاضنات‭ ‬الاعمال‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬المستثمرين‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬الشراكات‭ ‬الجديدة‭ ‬ذات‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭. ‬العراق‭ ‬الرقمي‭ ‬سيكون‭ ‬حاضنة‭ ‬معرفية‭ ‬وتكنلوجية‭ ‬لخلق‭ ‬الوظائف‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬الناجحة‭ ‬للحوكمة‭ ‬الرشيدة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدولة‭ ‬والاعمال‭.  ‬وأما‭ ‬بعد‭ ‬هل‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬خيار‭ ‬أخر؟‭ ‬بل‭ ‬هل‭ ‬سيبقى‭ ‬لنا‭ ‬خيار‭ ‬أصلا؟‭ ‬وهل‭ ‬الاندثارخيار؟

يقول‭ ‬الفيلسوف‭ ‬العظيم‭ ‬ايمانويل‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬مقالة‭  ‬ماالتنوير؟”

التنوير‭ ‬هو‭ ‬ان‭ ‬تتجرأ‭ ‬وتستعمل‭ ‬عقلك‭. ‬ولان‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬الرقمي‭ ‬هو‭ ‬ببساطة‭ ‬تنوير‭ ‬وحداثة‭ ‬فعلى‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬ان‭ ‬تتجرأ‭ ‬وتبدا‭ ‬بمشروع‭ ‬وطني‭ ‬للتحول‭ ‬الى‭ ‬العراق‭ ‬الرقمي‭ ‬لان‭ ‬التخلف‭ ‬لايسرق‭ ‬انسانيتنا‭ ‬ومستقبل‭ ‬اجيالنا‭ ‬حسب‭ ‬وانما‭ ‬يصادر‭ ‬هويتنا‭ ‬وتاريخنا‭ ‬وانجازات‭ ‬بلدنا‭ ‬وثقافتنا‭ ‬ودوره‭ ‬الحضاري‭ ‬ورسالة‭ ‬العراق‭ ‬لاترتضي‭ ‬كما‭ ‬نعرف‭ ‬الا‭ ‬تغيير‭ ‬ايقاع‭ ‬التاريخ‭.‬

مشاركة