ذكريات الرواد
سالم الالوسي
بغداد
عندما يذكر اسم الاستاذ باسم عبد الحميد حمودي في مجلس ما، او في صحيفة او مجلة او كتاب يذكر ذلك الشاب الاديب، الباحث الناقد القاص المتحدث، ويذكر صديقنا العزيز باسم الكرخي المنشأة العراقية الثقافية الذي نكن له كل الاحترام والتقدير على اخلاقه السامية، ووطنيته الشامخة وجهوده المتواصلة والمتجددة في ميادين الثقافة والادب وبالرغم ما عشنا من سنين فان الصديق باسم عبد الحميد حمودي يرتسم في ذلك بحيوية وعنفوان الشباب اذ تعود معرفتي بالصديق العزيز والاخ الاستاذ باسم عبد الحميد حمودي الى مطلع الخمسينيات، وكنت مسرورا بلقائي به، وازددت سرورا عندما ذكر لي انه ابن ومعلم الاستاذ عبد الحميد حمودي اذ كان والده من رجال التربية والتعليم البارزين في ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي وقد تشرفت باستاذيته يوم كان معلما في مدرسة الكرخ الابتدائية في الاعوام 1937-1938 -1939، وكان من خيرة معلمي المدارس الابتدائية في العراق، وقد تنقل في الكثير من المناطق العراقية، ويذكره اهالي جنوب العراق ووسطه بالخير والكفاءة والادارة التربوية الحازمة والثقافة الوفيرة والناجحة، رحم الله استاذي الكريم عبد الحميد حمودي.
ويسعدني انني عشت وقتا طويلا مع الاستاذ جاسم عبد الحميد حمودي وتكررت لقاءاتي معه في جمهرة من الادباء والكتاب، نذكر منهم محمود العبطة والشاعر حارث الراوي والاستاذ عبد الحميد الرشودي والاستاذ عبد الحميد، وعبد الحميد العلوجي والاستاذ عزيز الحجية والشيخ جلال الحنفي، وكانت هذه اللقاءات التي تتم في هيئة الرواد من اللقاءات الممتعة وذات الموضوعات المفيدة، وكان الاستاذ باسم عبد الحميد حمودي، يهتم بالتاريخ لانه خريج قسم التاريخ في كلية الاداب – جامعة بغداد، ولكنه كان شغوفا بالقصة والرواية، اذ يعنى بالابطال والشخصيات ولاسيما شخصية كلكامش وابو زيد الهلالي والزير سالم والشخصيات العربية الاخرى التي دفعته الى تاليف كتب عنها، وعن دورها في البطولة العربية ولقد انجز الكثير من الدراسات في القصة والتراث الشعبي وهو الذي جمع بين هذين الاختصاصين وشجعني على كتابة المقالات التراثية ونشرها في مجلة التراث الشعبي.
انني اذ اذكر الصديق باسم عبد الحميد حمودي انما اذكر شعلة متوهجة ومشعة من العطاء، واذكر تلك الوجوه الرائعة من العلماء والادب والكتاب في هيئة الرواد مطلع التسعينات، وكم هي رائعة وعظيمة تلك الوجوه، والشكر لها على ما اتاحت لي من فرص للعلم والحوار والثقافة، والشكر موصول للاستاذ باسم عبد الحميد حمودي، امنياتي له بالصحة والعمر المديد.
وعلى اساس ذلك فان الزمن الذي التقيت فيه باسم عبد الحميد حمودي كان زمن العلماء والادباء والكتاب، وهو زمن لا ينسى، ولا يضيع، لانه مجسد بشخصه وشخصيات اخرى من المبدعين ومازال مجسدا بالكثير من الاعمال الادبية، ولتدم ايها الزمن الشامخ بالابداع.