ذكرى دامية للثورة المصرية والإنتخابات الرئاسية خلال ثلاثة أشهر
القاهرة أ ف ب اعلنت السلطات المصرية ، بعد الصدامات والهجمات الدامية خلال اليومين الماضيين، ان الانتخابات الرئاسية في مصر ستجري قبل الانتخابات التشريعية في جدول زمني يرى المراقبون انه يصب في صالح قائد القوات المسلحة الفريق اول عبد الفتاح السيسي.
وهذا التعديل في خارطة طريق المرحلة الانتقالية التي وعد بها الجيش قبل سبعة اشهر اعلنه الرئيس المصري الموقت عدلي منصور غداة احتفالات بالذكرى الثالثة للثورة التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك شهدت تظاهرات للمعارضة سقط فيها 49 قتيلا. ويرى خبراء ان تنظيم الانتخابات الرئاسية قبل التشريعية سيصب في مصلحة السيسي، الشخصية الاكثر شعبية في مصر منذ اعلانه في 3 تموز»يوليو عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي، الرئيس الوحيد المنتخب ديموقراطيا في البلاد. وانذاك وعد العسكريون بخريطة طريق لانتقال ديموقراطي يفترض ان تختتم بانتخابات رئاسية وتشريعية. وتحققت المرحلة الاولى من خريطة الطريق هذه في منتصف كانون الثاني»يناير عبر الاستفتاء على الدستور الجديد الذي اعتمد بنسبة تفوق 98 . وقامت الشرطة السبت في القاهرة بتفريق تظاهرات لمئات المعارضين ضمت الى جانب الاخوان المسلمين بعض القوى الثورية الليبرالية مستخدمة الغاز المسيل للدموع والخرطوش، فيما احتشد الالاف من انصار النظام في ميدان التحرير مركز ثورة 2011. وقال الرئيس الموقت في خطابه الاحد اتخذت قراري بتعديل خارطة المستقبل، وبأن نبدأ بإجراء الانتخابات الرئاسية أولا على أن تليها الانتخابات النيابية .
واضاف سأطلب اليوم من اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية ممارسة اختصاصها المنوط بها طبقا لقانون الانتخابات الرئاسية، وفتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية .
وقد اعلنت شخصيات سياسية بالفعل ترشحها للانتخابات الرئاسية حتى مع ترشح السيسي الذي اصبحت صوره تملا شوارع القاهرة وتعلق في المتاجر بل وفي بعض الادارات.
ويرى المحللون ان اجراء الانتخابات الرئاسية قبل التشريعية قد يؤثر على نتائج الاخيرة لان الكثير من المرشحين للبرلمان يمكن ان يؤكدوا ولاءهم للرئيس المنتخب من اجل كسب الاصوات. الا ان اعمال العنف التي وقعت الجمعة والسبت في مصر وجهت ضربة قوية لقوات الامن في بلد هجره السياح ويعاني اقتصاده من التعثر بسبب ثلاث سنوات من عدم الاستقرار عقب ثورة 25 يناير كانون الثاني 2011. فخلال اليومين الماضيين استهدفت قوات الامن ستة اعتداءات بينها خمسة في القاهرة موقعة ستة قتلى وعشرات الجرحى.
وقتل 49 شخصا على الاقل السبت في التظاهرات المعارضة للنظام وقبض على اكثر من الف منهم. ومن بين القتلى عضو في حركة 6 ابريل التي شاركت في قيام ثورة 2011 والمعارضة بشدة للحكم العسكري.
وامام مشرحة في القاهرة اخذ عدد من اهالي الضحايا يهتفون يسقط يسقط حكم العسكر في حين انتشرت قوات الامن بكثافة في العاصمة وخاصة حول مراكز الشرطة. وفي بيان مشترك اتهمت تسع منظمات مصرية للدفاع عن حقوق الانسان الشرطة باستخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين. من جانبها تؤكد الشرطة ان المتظاهرين انفسهم استخدموا الاسلحة.
ومنذ عزل مرسي في الثالث من تموز»يوليو قتل اكثر من الف متظاهر واعتقل الالاف من بينهم قادة الصف الاول لجماعة الاخوان.
AZP02