دعوة وندوة عن رواية الميتاسرد
ميسان – الزمان
خلال انعقاد المهرجان وزعت دعوة موقعة من القاص والشاعر حسن البحار تنص على ما يلي: السادة ادباء وكتاب ومثقفو واعلاميو وصحفيو العراق المحترمون في الرواية لا تخدعنا الحقيقة، تخدعنا الاكاذيب حول الحقيقة، تلك احدى حقائق (الميتاسرد) محور نقاش الجلسة الثانية على هامش مهرجان الكميت الثالث، المحاور: اولا (الميتاسرد) هل هو ازدواج الواقع في كذبة يظهرها لنا الروائي العليم في قوة جماليات الرواية عند طبيعتها المتناقضة لتقدم الرواية نفسها كخيال مليء بالحيوية يقوده صدق محتمل مقنع فتاخذ الرواية شكلها المنطقي في الحقيقة عند الخيال.
ثانيا: هل (الميتاسرد) هو الخيال الذي يمكنه ان يكون مقنعا لدرجة ان يخدعنا ونقلبه في الامتداد لهدف الرواية الانساني). وحسن البحار اذ يطرح هذه المحاور بهذه الصيغة، فانه لا يلزم الاخرين بها، ولا يحكم حوارهم بحدودها، وانما هو يريد منهم ان يتحاوروا وان يدلوا بارائهم ولذلك جاء الحوار بكثير من الاسئلة والاستفسارات وجاء بمعلومات مهمة عن (الميتاسرد) فهل هو موجود في الرواية العراقية والعربية وما الذي يميز رواية (الميتاسرد) عن غيرها؟ وهل للاجناس الاخرى حصة في تقنيات (الميتاسرد)؟
وتولى الاجابة على الاسئلة والاستفسارات الناقد فاضل ثامر رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق اذ كشف انه خصص لدراسة (الميتاسرد) في الرواية كتابا يبرهن ان هذه التقنية عرفتها الكثير من الروايات العراقية، وبالذات بعض روايات عبد الخالق الركابي، وعرفتها روايات عبد الرحمن منيف.
وذكر الناقد فاضل ثامر ان (الميتاسرد) يعني ما وراء السرد، والنص فيه يذكر فيه الكاتب انه بصدد كتابة رواية مشيرا الى مقاصد واهداف كتابتها، ويشارك البطل او الشخصية في سردها، كما ان روايات (الميتاسرد) تعتمد على وثائق او رسائل او مدونات، وهي كما هو حال الروايات الاخرى تجمع بين الخيال والحقيقة ومحاولة ان تكون حقيقية من خلال المدونات والوثائق والرسائل.
ومما ذكره الناقد فاضل ثامر ان (الميتاسرد) ليست مقتصرة على الرواية فقط، وانما هي موجودة في الاجناس الادبية الاخرى كالشعر والقصة والمسرح، وانها ليست خاتمة المطاف للتطور في الرواية، وانما اعقبتها تطورات اخرى، لان الابداع متواصل وان الرواية تحاول تقديم تقنيات جديدة.
وقد أسهم في النقاش الادباء : علي الفواز وعالية طالب والدكتور سعد ياسين وحيدر الحيدر واسعد اللامي، رزاق ابراهيم حسن، واتضح من خلال الندوة ان مصطلح (الميتاسرد) بحاجة الى ندوات وحلقات نقاشية اوسع، ولاسيما وطنه من التوجهات الجديدة، وينتسب الى ما بعد الحداثة، وهو وثيق الصلة بالنقد الثقافي ويهتم مثله بما هو مضمر وخفي من العناصر في الحوادث والشخصيات والتفاصيل.