دعائم المجتمع
يدرك الواعون في دنيا الناس وحياة الشعوب واحوال الامم المتمدنة ان الحياة الكريمة السعيدة لاي شعب متحضر ترتكز على اربع دعائم رئيسة هي نزاهة واخلاصهم المسؤول، والعمل بمقتضى روحية الديمقراطية السليمة، ووعي الشعب في شؤون الحياة كافة، وتعاضد الشعب مع حكومته لتحقيق التقدم والرفاهية والازدهار في الاصعدة كافة وفي مختلف ميادين الحياة وشواهد الحياة المعاصرة اثبتت بما لا يقبل الشك ان اي مجتمع سواء كنا كبيرا ام صغيرا اذا ما فقد احدى هذه الدعائم لابد وان تتباطأ مسيرته ويتهدد استقراره ان لم ينعدم مهما بلغت درجة غناه وارتفعت ميزانية حكومته لان لكل دعامة من تلك الدعائم الاربعة قوة معينة تدفع بعجلة التقدم والتطور والرفاهية والازدهار، وباكتمالها تسير عجلة النهوض بخطى ثابتة ودقيقة في طريق الرقي المجتمعي فنزاهة واخلاص المسؤول تؤدي الى وضع الامر في مواضعها وتسند الاعمال الى اصحابها وتنفذ المشاريع كما مخطط لها وتغل يد الظالم وتختفي شكوى المظلوم ويشعر الناس بالطمأنينة على ارواحهم واموالهم واعراضهم وتنعدم المحسوبية والرشوة والفساد وينتشر العدل ويسود حكمة المجتمع با كمله.وبالعمل بمقتضى روحية الديمقراطية السليمة تنمو الاراء الصالحة وتنتشر الافكار الهادفة النقية وتبذل النصائح السديدة للمسؤولين وتتوثق المحبة والالفة بين جميع افراد المجتمع اذلا يشعر الفرد بوجود تفضيل عليه ولا يلمس فوراق بينه وبين غيره من افراد ذات المجتمع تكون مبعثاً للاحقاد والكراهية والحسد. وانما يشعر بقيمته وكرامته كمواطن يتمتع بحرمته وحقوقه وتقديره بين مجتمعه وينعم بحياة تكون ابعد ما تكون عن البغضاء والعداوة التي تشيرها المحسوبية وحكم الضمائر الفاسدة المتخلفة.
وبوعي الشعب ونضوجه يتمكن المسؤول النزيه من التخطيط السليم لمصلحة المجتمع وتطوره ويستمر حكم الديمقراطية في المجتمع ويبقى فوعي الشعب هو الاساس المتين في كل رقي وبناء وتطور الشعب لان الشعب الواعي المدرك لمسؤولياته يسير بخطى سريعة في سلم التقدم والازدهار ويعرف كيفية صنع الحياة الكريمة له ولاجياله القادمة بعده كما انه يدرك اين يضع وبيد من تكون مقدراته ولمن يسلم مصير مستقبله ولا يتمكن احد من خداعه او التسلط على مقدراته وثوراته ويجرؤ على القول لمن اساء بحق (ا نك مسيء) ولمن احسن (انك محسن) وبنضوج الشعوب ووعيها يختفي المنافقون والمتملقون والكاذبون لانهم سيجدون من يكشف نفاقهم وتملقهم وكذبهم كما تختفي العلل الاجتماعية التي لا تجد مكانا لها الا في كنف الشعوب المختلفة.
وبالوعي يؤدي كل فرد في المجتمع ما مناط به من اعمال بانتظام من دون ملل او كسل او كلل فالوعي في الشعوب هو من ينبت المسؤول الصالح والمخلص والنزيه لان المرء ثمرة بيئته.
وبتعاضد الشعب مع حكومته يتحقق تقدم وازدهار المجتمع في شتى مجالات الحياة اذ تعد هذه الدعامة من اقوى الدعائم في بناء المجتمعات الديمقراطية اذ بدونها لا تبنى المجتمعات وتتعطل المصالح وتنفقد المنافع، ولكن هذه الدعامة لا تقوى على الهمود ما لم تكن باقي الدعائم قائمة ومرتكزة هي الاخرى فالشعب لا يتعاون الا مع المسؤول النزيه المخلص لوطنه ولا يؤدي ما مطلوب منه من عمل الا في ظل الديمقراطية السليمة ولا يقوم بواجبه على خير قيام الا اذا نضج وعيه وادرك مصلحته لذا فأن تعاضد الشعب والحكومة مربوط بوجود حكومة صالحة وحياة ديمقراطية ووعي شعب كامل. واذا كان لاي بناء لابد من وجود قاعدة يستند عليها فان قاعدة بناء المجتمع الديمقراطي تستند الى الحكومة الصالحة فان صلحت حققت للمجتمع الحياة الكريمة السليمة ونشرت الوعي بين ابنائها بكافة الوسائل وحملت باخلاصها وخدماتها الصادقة للمجتمع ابناءها على التعاون معها وكان البناء المجتمعي الديمقراطي رصين لا تتمكن المتناقضات ان تعصف به ولا يتناحر ابناؤه ولا تتحول خيراته الى افات.
ماهر امير شناوة – بغداد