دروس للتدبّر ـ عد عباس

دروس للتدبّر ـ عد عباس
… تستنزف الصراعات الطائفية أي بلاد تقع فيها، حتى لو لم تبلغ الأطوار الدموية التي بلغتها في أوربا حيث سقط الملايين من الضحايا في حرب الثلاثين عاماً، وخسرت ألمانيا لوحدها ما يقرب من نصف سكانها، ويحدثنا تاريخ هذا الصراع الطائفي الكارثي عن عمليات قتل وحرق وتهجير بين القرى المتجاورة، بل داخل البلدة الواحدة.
تعلم الأوربيون الدرس بعد أن سددوا فواتير باهضة، فهل يتعيّن علينا كعراقيين بخاصة وعرب بعامة أن نعيش مآسي الصراع الطائفي الذي شهدته أوربا قبل قرون كي نتعظّ، وعلام لا نتدبّر مآسي غيرنا ونجنّب أنفسنا وبلداننا والأجيال القادمة ويلات الخراب والكوارث وأنهار الدم؟.
حسناً، متى ظهرت الطائفية في بلادنا؟. ذلك أنه من اللازم استعادة لحظة النزيف كي يتسنى معرفة موضعه وصولاً الى وقف ناجع له.
ثمة المشهد الطائفي في نسقه الديني بين المسلمين والمسيحيين، وتصفه دراسات بأنه أبرز الانقسامات التي شهدها التطور التاريخي العربي الى ما قبل الحملة الفرنسية على مصر والشام ، لكن هذا الانقسام لم يشكل عنصر تهديد لوحدة الكيان العربي أو سبباً للتمايز والانفصال والتمزق بين أبنائه، فالمسيحيون العرب لم يعلنوا، على سبيل المثال، مناصرة الصليبيين في حملاتهم على البلاد العربية ولو يتحالفوا معهم حتى في لحظات انكسار المسلمين .
وثمة المشهد الطائفي في نسقه المذهبي ولا سيما بين السنّة والشيعة، وقُدّر للعراق أن يكون مسرحاً له على رغم أنف العراقيين أنفسهم، بحكم الموقع الجغرافي للعراق بين إيران شرقاً وتركيا شمالاً، وعلى مدى قرون كان العراقيون يدفعون فواتير الصراع بين هذين الجارين، وتسقط بلادهم تحت احتلال إيراني فارسي حيناً أو تركي سلجوقي حيناً آخر، ويختطفها الصفويون تارة أو العثمانيون تارة أخرى.
لكنّ المشهد لم تكن تلك لحظته الأولى، ولم تعد هي لحظته الأخيرة. وللحديث صلة.

سؤال بريء
ــ ما أبلغ من قول الماغوط إن الموت ليس هو الخسارة الكبرى، الخسارة الأكبر ما يموت فينا ونحن أحياء؟.
جواب جريء
ــ قول دانجيلو الفشل الحقيقي هو الفشل الذي لم نتعلم منه.
AZP02
SAAB