درس إيراني لمصر
أونا جالاني وكريستوفر سوان
تعطي ايران لمصر درسا محدودا في الاصلاح. فقد حث صندوق النقد الدولي مصر على النظر الى الجمهورية الاسلامية كنموذج يحتذى في كيفية خفض الدعم الحكومي اذ قامت ايران بالمغامرة التي لم يجرؤ منافسوها في المنطقة على القيام بها حين رفعت أسعار الوقود. لكن الاختلافات الكبيرة بين ثروة البلدين تجعل المقارنة غير مجدية.
وتشترك ايران ومصر في الحاجة الى الاصلاح. وقد جرت مناقشة اصلاح نظام الدعم في ايران على مدى سنوات قبل أن تتحرك طهران لمواجهة الفاتورة التي تبلغ 60 مليار دولار بفعل الضرورة الملحة بعد أن شددت الولايات المتحدة عقوباتها على الجمهورية الاسلامية. وكذلك درست مصر منذ فترة طويلة خفض دعم الطاقة الذي يلتهم حاليا 20 بالمئة من الميزانية. وأصبحت المسألة أكثر الحاحا بعد أن تسببت تداعيات الثورة في ارتفاع عجز الميزانية الى رقم في خانة العشرات وارتفاع الديون وتقلص احتياطيات النقد الأجنبي.
وقد تتعلم مصر شيئا أو شيئين من حملة العلاقات العامة الموسعة التي قامت بها ايران قبل رفع الأسعار. فقد قطع الاعلام الايراني أشواطا طويلة للتأكيد على أن هناك انعداما للمساواة الاجتماعية في نظام الدعم. ولكي تحد مصر من الاضطرابات الاجتماعية عليها أن تتأكد أن فقراء البلاد يفهمون أنهم ليسوا المستفيد الرئيسي من النظام الحالي غير المعقول.
والسبب الحقيقي وراء النجاح السياسي للاصلاحات الايرانية يكمن حقيقة في نموذج لا يمكن أن تتحمله مصر. فقد رفعت ايران أسعار الوقود ووزعت ما يعادلها منحا نقدية على غالبية السكان. وربما حقق هذا هدف خفض استهلاك الطاقة لكنه في الوقت نفسه رفع التضخم. ولم يتضح بعد ان كانت ايران في النهاية قد حققت أي وفورات.
والنموذج الايراني لا يلائم بلدا مثل مصر تحتاج للسيطرة سريعا على انفاقها ولا تحتمل الاستمرار في صرف الدعم للجميع بما في ذلك الأغنياء كما تفعل ايران. وفي النهاية سيكون النموذج المصري لاصلاح الدعم توليفة تتضمن استبدال زيت الوقود باهظ التكلفة بالغاز ورفع سعر الديزل واقامة نظام ينهي اعتماد الصناعة على الوقود الرخيص. ومن أجل هذا تحتاج مصر الى خطة واحدة شاملة متعددة الجوانب لن تكون شبيهة مطلقا بالمعادلة الايرانية البسيطة. خلفية
أشادت نعمت شفيق نائبة مديرة صندوق النقد الدولي بايران لالغائها التدريجي لدعم الوقود وحثت مصر على أن تحذو حذوها.
قالت نعمت ان دعم الوقود يعادل نحو خمسة بالمئة من الدخل القومي في مصر. وتابعت هذا رقم كبير جدا وكم هائل من الموارد التي يمكن استغلالها بطريقة أفضل… هناك أدلة كثيرة على أن الفقراء لا يستفيدون من الدعم الحالي .
أشارت نعمت الى ايران كمثال يحتذى. وقالت ايران مثال جيد لدولة ألغت الدعم تدريجيا باستراتيجية اعلامية مدروسة بعناية . وأضافت أن الحكومة فعلت ذلك في هدوء تحيط به العواصف وبنجاح كبير .
وفقا لحسابات صندوق النقد الدولي بلغ اجمالي دعم الطاقة والغذاء في الشرق الأوسط وشمال افريقيا العام الماضي نحو 200 مليار دولار يذهب 80 بالمئة منها أو 160 مليار دولار الى الطاقة. ويقول الصندوق ان 20 بالمئة فقط من فائدة دعم الطاقة المذكور هو الذي يذهب الى المواطنين الفقراء.
كاتبا المقال من كتاب خدمة رويترز بريكنج فيوز والآراء الواردة فيه هي آراؤهما الشخصية
/4/2012 Issue 4185 – Date 28 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4185 التاريخ 28»4»2012
AZP07