الرباط – عبدالحق بن رحمون
يشهد المغرب مؤخرا نموا قويا مضطردا على مستوى الدبلوماسية، والعلاقات الخارجية في الاقتصاد والأمن ، ومحاربة الجريمة العابرة للجهات الأربع من العالم، كما يستشرف مستقبله الاقتصادي بانفتاحه على الدول الافريقية من خلال مباشرته لعدد من المشاريع ، ولذلك تحاول عدد من دول العالم التسابق لتقوية علاقتها مع الرباط كرهان لعبور اقتصادها طريق إفريقيا ، بعد شيخوخة أوروبا وترهل أسواقها بفعل أزمات متوالية. وبمقر الأمم المتحدة في نيويورك أجرى رئيس الدبلوماسية المغربية، مباحثات مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف. فيما لم تذكر تفاصيل حول مجريات هذا اللقاء الذي جرى بحضور السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال. وانعقد هذا اللقاء الذي جمع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، والمسؤول الروسي على هامش المناقشة العامة خلال الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وتجدر الاشارة أن المغرب وقع في أزمة نمو وتضخم متزايد جراء استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، والجفاف الذي يضرب البلاد، كما يعتبر مستوردا لمنتجات الطاقة والغذاء وخصوصا الحبوب. وفي تقرير سابق، صادر، عن المندوبية السامية للتخطيط ، أوضح أن «الميزانية الاقتصادية الاستكشافية للعام 2023»، من المتوقع أن يصل التضخم إلى عتبة استثنائية عند 4,9 في المئة في العام 2022، متوقعة أن ذلك سيؤثر بشدة على «القوة الشرائية وعلى ربح بعض القطاعات الإنتاجية»، قبل أن ينخفض إلى 0,8 في المئة في العام 2023. من جهة أخرى، وعلى صعيد العلاقات الدبلوماسية بين الرباط ومدريد التي تتميز بطبعتها الجديدة والمنقحة، قال وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، الشراكة الاستراتيجية المكثفة التي تربط بين إسبانيا والمغرب، تعكس، مرحلة جديدة، قائمة على الشفافية والتواصل الدائم والاحترام المتبادل.
وكشف رئيس الدبلوماسية الإسبانية، عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، «لدينا برنامج ثنائي مكثف يغطي جميع جوانب علاقتنا الثنائية، موضحا أن اللقاء مع رئيس الدبلوماسية المغربية «شكل فرصة لإرساء أسس “الخطوات المقبلة.» مذكرا في تصريحه أنه اتفق مع نظيره المغربي على عقد الاجتماع رفيع المستوى، كما كان مرتقبا، قبل نهاية العام الجاري، موضحا أن الهدف يتمثل في أن يكون الاجتماع ممكنا خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وبخصوص موضوع الهجرة تحدث الوزير الإسباني في تصريحه إلى نتائج التعاون المحرز في هذا الجانب موضحا أن عدد الوافدين غير النظاميين قد انخفض بنسبة 20 في المائة في الأشهر الأربعة الماضية، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي ، وذلك نتيجة «للعمل المشترك ضد الشبكات الإجرامية للاتجار بالبشر. وشدد لقد «اتفقنا على مواصلة تعزيز هذا التعاون، لا سيما على ساحل المحيط الأطلسي.»
من جهته، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن المغرب «يتعامل مع إسبانيا كشريك وحليف موثوق وسنشتغل بروح إيجابية لتنفيذ كل الالتزامات.»
وبكل تفاؤل أكد المسؤول المغربي «سنحقق نتائج جد إيجابية في المستقبل»، حيث اعتبر المباحثات مع نظيره الإسباني أنها شكلت فرصة للاطلاع على ما تحقق بموجب البيان المشترك الذي تم اعتماده عقب المباحثات التي أجراها الملك محمد السادس مع رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيث، والاستقبال الذي خصه به الملك في نيسان (أبريل) الماضي.
وقال بوريطة، في هذا الإطار، «وجدنا أن العديد من الأمور المتضمنة في هذا البيان قد تحققت»، مضيفا أن فرق العمل اجتمعت أربع مرات ويرتقب أن تعقد اجتماعين آخرين الشهر المقبل.
وأبرز بوريطة، من جانب آخر، دينامية تبادل الزيارات بين وزراء البلدين، تتمحور حول عدد من القطاعات الاستراتيجية.