داعش والموصل

داعش والموصل

التشابه مع كابول

تنظيم الدولة، أو “داعش”، الكنية الأنسب له، كان على طائلة الحوارات الطويلة وعلى مدار السنوات الثلاث الأخيرة، تنظيم وجوده عريض، وموارده مبهمة بعض الشيء، كان قد تبنى خطابا سابقا مزوقا بكل الألوان التي تحتويها الكاميرات الحديثة، جذب شباب العرب الذين تتماشى ايدلوجياتهم الفكرية وافكار هذا التنظيم، فهاجروا إليه، أو تعاطفوا معه، الان بدأ بالانحسار والتراجع، على الرغم من ضرباته المعزولة، أخيرا، في عواصم مختلفة لا على التعيين.

” داعش” كنية مشتقة من ” تنظيم القاعدة الذي نبت في العراق، تضخم ليتحول بعدها الى ” داعش ” حتى استيقظ العراقيون على احتلاله للموصل وصولا الى اطراف بغداد، اصبحت الموصل عاصمته الاولى بعد الرقة، باعتبار أن زعيمه أبو بكر البغدادي آثر أن يظهر خطيباً في الموصل العاصمة المفضلة لديه.

احتدام سياسي في العراق كان حينها على أشده، متزامناً مع الأرض الرخوة، فتسببا بإنبثاق التنظيم بديلاً جهنمياً مالئاً لفراغ السلطة السياسية، وفاض على شكل عنفٍ موجهٍ، استطاع أن يطوي كل التنظيمات المتصارعة حوله، ووسع من دائرة انتشاره، حتى دخل نهر الفرات في الأراضي السورية.

يبدو تنظيم داعش التكفيري الآن هدفاً وحيداً ترغب كل الدول في مواجهته، بعد أن تكاسلت طويلاً، واستفاد بعضها من تضخم إرهابه، وربما استعان به بشكل غير مباشر، ليخبئ إرهابه خلف إرهاب “داعش” المكشوف، الا ان تقارير في الاونة الاخيرة اشارت الى تقهقر هذا التنظيم بالفعل، وقد خسر عدداً من قادته الكبار، بالإضافة الى مغادرة البغدادي نفسه الموصل.

سؤال مثير جدا ماذا بعد داعش؟ واين سيختفي هذا التنظيم مع كتلته البشرية التي تضم الاف المهاجرين وعائلاتهم التي اعتادت على اسلوب حياة محدد؟.

الجميع يستطيع ان يشبه وضع هذه العصابات التكفيرية في الوقت الراهن بوضع القوات الامريكية مع حركة طالبان في عام 2001 عند دخولها الى كابول، حيث كانت القوات الأميركية تدخل إلى المدن، ويتبخر الارهابيون، ولم يبق منهم سوى أخبار ومشاهد تشبه الأساطير، فقد تركوا وراءهم مدناً مليئةً بالناس المغتبطين بحلاقة ذقونهم، والمستمتعين بسماع الموسيقى.

وضع الموصل الان شبيها بوضع كابول، فدخلت القوات العراقية المسلحة اليها، ووجدت الحلاقين ومحلات الموسيقى الذين ستنتعش أعمالهم، أما افراد هذا التنظيم الارهابي فسيقتل من يتقل منهم، وسيتبدد من يتبدد على ذرى جبال نينوى، ومنهم من يتوارى في مكان قريب، انتظاراً لأماكن الفوضى التالية.

اشجان نعيم – بغداد

مشاركة