خير الملابس أبسطها
يعاني اغلبنا كثيرا عند الوقوع بمتاهة الحيرة في اختيار مانرتدي من ملابس ، واحيانا التذمر والحيرة في ان واحد عند يتعذر علينا ماديا اقتناء وارتداء الجديد من الازياء مختلفة الالوان والماركات ..
في العمل ، عند السفر ، في الجامعة ، حين اللقاء ، هناك من يثير الاهتمام ببساطة المظهر وسهولة التفاصيل ، تلك التي تجهد الكثيرين وبسببها قد يعزفون عن الخروج من البيت عندما لا تتوفر !
نتفاجأ بالكثير من الاثرياء حول العالم ببساطة الملابس امثال (مارك) مؤسس موقع فيس بوك ، الذي اشتهر ببساطة مظهره رغم امتلاكه موقع يدر الاموال الطائلة بالثواني ، اغلب المتكلفين بادق التفاصيل لم يدركوا اناقة الفكر المنتج ، والثمن الكبير للمثقفين امامهم ، قد يسخرون من بساطة ملابس فنان ، او كاتب ، ولكنهم لايستغنون عنه عند شراء ماتحتاجه العقول والانفس التي لا ترتقي الا بما اخرجوا للعلن ..
لا ادعو للرهبنة وترك التكلف والعيش ببساطة ليس لها حدود كما في ديانات الهند ، ولكن جميل ما قيل لاحد الحكماء بان المرء مخبوء تحت طي لسانه ، فالانسان ليس بما يرتدي وانما بما يتكلم ، وقد يكون غير ذي حيز وليس له وجود كما يقول الفيلسوف اليوناني سقراط : تكلم حتى اراك !
اكاد اجزم بان بعض الازياء في الجامعة تجعل من مرتديها اضحوكة عندما يفكر بالمرور من سوق او مقهى شعبي ، واجزم بان بعض الملابس القصيرة التي ترتديها البنات في العمل او الجامعة ، لا تجازف بارتدائها عند قدوم الضيوف او الاقارب الي البيت ، وحتى عندما تجلس في نوادي الاستراحة الطلابية او استراحات العمل ، ستبادر بمطها لاخفاء ماقد يظهر منها ولكنها مصممة على مجاراة الموضة، ومتطلبات العصر ، والحداثة كما يقال ، فالضغط الاجتماعي فوق رؤوس الافراء شديد لدرجة الانجرار خلف ما لا يناسب في بعض الاحيان ..
اغلب فئات المجتمع رجال ونساء يقعون في شباك المطربين والمشاهير من الممثلين والفنانين عندما يسوقون للازياء في عروضهم المختلفة ، ويقاس عندهم الاقران بالرقي والتطور بما يرتدون وليس بما يفكرون وينطقون ..
كل من يحترقون لينيروا المجتمع بوهج اعمالهم اهملوا مظاهرهم وانصرفوا لما هو اسمى من ذلك ، فالمكانة الاجتماعية بالسلوك وثقافة المخالطة ، وليس بالاناقة المفرطة ، لا تقاس طيبة الافراد الا بالسلوك ، ولا الحب الا بالتضحية ، وكذلك العلمية فهي مجهولة مالم تات بتغيير او تجديد ، وكما قيل قديما اعرف صديقك بالسفر ..
مصطفى المسعودي – بغداد