الله بالخير رياضة
خليجي البصرة والمونديال – اكرام زين العابدين
بدأ العد التنازلي لانطلاق كاس العالم في نسخة قطر 2022 والتي باتت تفصلنا عن انطلاق صافرة البداية فيها (10) ايام فقط ، قطر هذا البلد الصغير بمساحته وعدد سكانه والكبير بطموحاته التي لا حدود لها.
عندما قررت قطر تقديم ملف تنظيم كاس العالم في عام 2009 لم يصدق احد ان هذا القرار منطقي وفق معطياته على ارض الواقع ، وكذلك المنافسة الشديدة من ملفات اخرى قد تكون من بلدان كبيرة وتحمل تاريخ متميز باللعبة وهي أستراليا، اليابان، كوريا الجنوبية والولايات المتحدة .
ولكن الحظ ابتسم لها وبعدها بدأت رحلة العمل والابداع القطرية والتي استمرت لاكثر من (10) سنوات من اجل تنظيم افضل نسخة من كاس العالم .
وبمقارنة قطر مع بلد مساحته كبيرة وتاريخه عريق ، ولديه امكانيات هائلة في كل مجالات الحياة ، لكنه عاش سنوات من الضياع ادت الى فقدان الثقة في امكانية تنظيم مناسبات رياضية كبيرة .
تابعت ما تناولته الدكتورة عاصفة موسى من خلال صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) وهي تؤكد ان وزارة الشباب والرياضة والتي كانت مديرة لمكتبها الاعلامي حيث قالت” شرعت الوزارة بهذا الملف منذ عام 2007 وكان مقررا ان يستضيف العراق البطولة قبل سبع او ثمان سنوات، لكن أسبابا عديدة عرقلت اقامتها في البصرة لا مجال لذكرها الآن، حتى تقرر اقامتها في الموعد الذي أعلن عنه ، والملف كبير، وخليجي البصرة ليس مجرد بطولة كروية، وانما مناسبة لاختبار قدرة العراق على استضافة بطولات اكبر، وهي بمثابة رسالة اطمئنان للعالم بأن هذا البلد الذي حارب الارهاب، عاد اليوم آمنا مستقرا وأصبح مؤهلا لاقامة أحداث رياضية وفنية وثقافية تستقطب ضيوفا عربا وأجانب “.
وهنا يجب ان نتوقف قليلاً ونناقش بهدوء ما حصل في قطر من تطور وبناء وتنظيم عالي المستوى ، وبين الفوضى التي نعيشها في العراق والتي اثرت على كل مناحي الحياة ، وقد تكون خليجي البصرة فرصة لاعادة الحياة لمدينة البصرة بشكل ايجابي ومختلف ، لكنها بالتاكيد سوف لن تضاهي ما تقوم به قطر .
قد يقول احدهم لكن قطر صرفت ما يقارب الـ200 مليار دولار على البطولة وهو المبلغ الاعلى في تاريخ بطولات العالم ، ، اذن ماذا جنت قطر من تنظيم المونديال ؟
نقول ان قطر بدأ بالبناء الحقيقي لمدنه مع اعلان استضافة المونديال عام 2010 وان هذه المبالغ اسهمت في انشاء مناطق سياحية وبناء فنادق عالمية ومدن رياضية ، وملاعب بمواصفات عالية ، وطرق ومواصلات ، ومترو ومطارات ، اي انها جعلت قطر تضاهي افضل البلدان العالمية بل سبقتها بسنوات .
تخطيط العراق كان على خطأ لانه شرع بملف الخليج منذ عام 2007 اي قبل قطر ، لكنه لم ينجح بالاستمرار ، وهنا نسال كم هي المبالغ التي صرفت لحد الان على بناء واعمار المدينة الرياضية بالبصرة ، وكذلك على ملعب الميناء ، وبقية المشاريع الاخرى من شوارع وبنى تحتية وتطوير المطار وغيره ، وهل وصل الاعمار في البصرة بما يضاهي البلدان المتطورة ، ام انها مازالت بحاجة الى عمل كبير؟.
الجواب هو ان البصرة تعمل وتواصل الاعداد لعرس الخليج ، لكنها مازلت عاجزة عن مقارنة نفسها مع المدن المتطورة ولن تضاهي مدن الخليج او ايرن او تركيا بالنظافة والاناقة والحدائق الخضراء والماء العذب والبنايات الجميلة وكل ما يهم معيشة الانسان الضرورية وليس الكمالية مثلما يتوقع البعض.
نامل ان يتواصل العمل والبناء وان نشاهد البصرة في عرس خليجي 25 بشكل جميل وغير متوقع يبهر الحاضرين وان تكون الروح البصرية حاضرة لاحتضان اشقائه من جديد.