خطورة تباين الخطاب تجاه التظاهرات – مجاشع محمد علي

خطورة تباين الخطاب تجاه التظاهرات – مجاشع محمد علي

تؤدي وسائل الإعلام دوراً هاماً في تزويد الجمهور بالمعلومات الإخبارية وتشكيل أراءه المختلفة تجاه القضايا المطروحة على الساحة الإعلامية ، وخاصة القنوات الفضائية التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية في العراق بمختلف المواد الإعلامية وخاصة الإخبارية ؛ حيث إنها تقدمها للجمهور وبصفة خاصة البرامج الحوارية ، التي تطرح وتناقش وتحلل القضايا والأحداث التي تهم الرأي العام ومن القضايا الهامة والمطروحة الآن في القنوات الفضائية قضية الاحتجاجات في العراق وما يشكلها من حوادث مختلفة وحالة من الفوضى رغم مشروعية التظاهرات، والتي أصبحت ظاهرة تؤرق المجتمع العراقي كافة، ولاسيما المحافظات الجنوبية، فبسبب الفوضى ووغياب الدولة  تحصد الأرواح وتستباح الدماء ويقتل الأبرياء ولهذا يجب على القنوات الفضائية أن تؤدي  دوراً مسؤلاً تجاه معالجة حوادث الاغتيالات ، هذا في الوقت الذى نرى فيه قنوات تقدم أطر تحمل أفكار محرضة على المتظاهرين وداعمة لبقاء العراق في مكانه الحالي بلد غارق في الفساد واللا قانون. أو تحمل أجندات غير عابئة بمصير الشعب العراقي الذي يدفع وحده ضريبة الفساد واللا دولة، أو قنوات مسيسة، أو تحمل رؤية من يدفع أكثر، لذا فالإعلام بدوره يجب أن يتناول اخبار الاحتجاجات بمنتهى الحياد والموضوعية من أجل خلق عقلا واعيا قادرا على الحكم على مجريات الأحداث بشكل سليم يساعد على بناء المجتمع وليس هدمه. من خلال متابعة وسائل الإعلام المختلفة ، وخاصة البرامج الحوارية بالقنوات الفضائية العراقية التي أصبحت مسرحاً لعرض مختلف وجهات النظر كل حسب أهواءه الشخصية، وميوله الذاتية، أو حسب ما يحمل من أجندات سياسية، أو بحسب الجهات المموله لها، وهو ما يمثل خطراً داهماً وحقيقياً على المجتمع، فهناك برامح تحمل مضامين تحرض على القتل والفوضى والفساد وتدعمهم، وهناك برامج تحمل مضامين تتملق إلى بعض احزاب السلطة وتقف بجانبهم، وهناك برامج تقف ضد الفوضى والفساد وتحاربهما. وهذا الخلط يشتت عقل الجمهور ويجعله غير قادر على الحكم على مجريات الأحداث. مما قد يفقد هذه البرامج مصداقيتها، وبالتالي فهذا التضارب فى المواقف والأفعال والمعلومات المقدمة بهذه البرامج يشكل بدوره خطرا كبيرا على المجتمع ككل ؛ فالجمهور يتخذ قرارته وفقا لما تقدمه له هذه البرامج من أطر تحمل رؤى ومعلومات محددة. فالمحتوى الإعلامي لا يقدم من فراغ ولكن يقدم فى اطار معين لتحقيق هدف محدد، وهو مايزيد من خطورة المعالجة الإعلامية المقدمة بوسائل الإعلام وخاصة القنوات الفضائية لأنها أحد المصادر المهمة لاستقاء الجمهور للمعلومات حول القضايا المختلفة، وخاصة قضية التظاهرات.

مشاركة