خطاب الكراهية يهدد السلم المجتمعي – سارة جاسم

 

سارة جاسم

لن تمر حادثة بين فئتين دينية مختلفة او قومية او نوع الجنس او حتى عرقية الا ونجد مواقع التواصل الاجتماعي تضج بخطابات الكراهية من الطرفين لإيقاظ مافي مكنوناتهم من مشاعر مؤذية للطرف الآخر .

فهناك توسع للاثار السلبية وتنوع الادوات والآليات التي تستخدم في نشر خطاب الكراهية الى جانب تعمق الخلافات الناتجة عنها او فقدان الثقة وعدم الاستقرار باتت نتائج واضحة وصريحة لخطاب الكراهية وفقا لما نشاهده على مختلف المواقع والمنصات .

الطابع العدائي والتسقيط وتشويه الآخر المختلف شهد توسعا عميقا خصوصاً بعد أحداث داعش رغم انتهائها منذ سنوات و المناطق تفاقم هذا الامر في اي حدث قريب ،رغم مساعي الجميع خصوصا المنظمات الدولية والمحلية للتوعية والحد من هذه الظاهرة ونستذكر قول الأمين العام للأمم المتحدة: “خطاب الكراهية خطر محدق بالجميع ومكافحته مهمة منوطة بنا جميعا.”

صور واشكال خطابات الكراهية تتطلب التحرك المجتمعي ويبدو ان تشخيص اثاره بات أمرا معلوما وان استمرار خطاب الكراهية يسهم في تعزيز العنصرية و الكراهية ويجرد الأفراد والمجتمعات من الإنسانية.

وأن المجتمعات التي عاشت الحروب والنزاعات و التهميش تصبح ضحايا الكراهية على مر الزمان اذا لم يتحقق الاستقرار في مناطقها ودون برامج اعادة العلاقات وبناء الثقة بين المجتمعات التي تخلصت من النزاع وعدم تحقيق العدالة وانصاف الضحايا وتعويض المتضررين وتأهيل الضحايا وذويهم يؤشر الى الشعور بالتهميش ولذلك فأن عودة الكراهية ستكون حاضرة .

لذا المشاريع المجتمعية التي تحتضن التنوع و تساهم في تعزيز التماسك الاجتماعي هي واحدة من ابرز وافضل السبل الممكنة لنشر الثقافة المجتمعية التي تقف في مواجهة خطاب الكراهية وتبين تاثير الخطاب العدائي على استقرار المجتمعات وهو ما يعني ان توظيف الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي التي تسهم في تعظيم خطاب كراهية، بحيث أصبح منتشراً كالنار في الهشيم عبر الحدود  يتطلب وقفة مجتمعية جادة ومساهمات فاعلة خصوصا من المؤثرين على مواقع التواصل ، فنانين ، صحفيين ، اعلاميين و كذلك من قبل المنظمات غير الحكومية.

كما نحتاج تفعيل دور التربية والتعليم بتنظيم مناهج التربوية من مؤشرات ألغاء او عدم الاقرار و الاعتراف بالاخر المختلف، وضرورة تفعيل التشريعات الحازمة لتجريم خطابات الكراهية .

مشاركة