خشية إستنساخ السيناريو السوري

خشية إستنساخ السيناريو السوري
نجاد في بغداد لتعزيز جدار الدفاع عن طهران
(تعزيز جدار الدفاع عن طهران ) هذا هو تشخيص الشارع العراقي، كما تظهره الاحاديث الدائرة في المجالس الشعبية والمقاهي ووسائط النقل العامة،والكتابات في الميديا ألاجتماعية والمواقع الوطنية،لمهمة الرئيس الايراني في بغداد،
المغطاة بالمشاركة في مؤتمر اقليمي لمكافحة الارهاب.
في حين قال بيان للمجلس الوطني للمقاومة الايرانيه، ان هدف نجاد من الزيارة،الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على نظامه، والافادة من جغرافيا العراق لايصال السلاح والذخيرة والرجال والمستلزمات اللوجستيه للنظام السوري.
الاطراف المشاركة في هذا المؤتمر حتى الان، هي ايران والعراق وافغانستان وباكستان، وتلتقي في بغداد على خلفية الادعاء بالسعي لحشد وتقريب الاراء و الافكار والاتفاقات، لمكافحة الارهاب، مع ان لكل طرف مفهومه وتعريفه الخاص للارهاب وهوية الارهابي، الذي قد لا يلتقي مع مفهوم وتعريف الطرف الاخر، ففي حين تضع باكستان وافغانستان تنظيم القاعدة وحركة طالبان،في لائحة الارهاب، تتهم ايران بتعضيد خطوط من القاعدة وزعامات افغانية وباكستانية معارضة، بينما تتسع هوية الارهابي في العراق لتشمل فضلا على البعثيين والقاعدة وشرائح واسعة من السنة المعارضين، كل اطراف العملية السياسية الجارية متهمة باللجوء الى العنف والتصفيات الدموية، في حسم خصوماتها، اما ايران التي يقول العراقيون ان الارهاب صناعتها بامتياز،ويحملونها المسؤولية عن مقتل الالاف من ابنائهم، على يد ميليشيات شكلتها ودعمتها تمويلا وتسليحا وتدريبا واخضعتها توجيها، فتصنف ارهابيا كل من يعارض نظامها وخططه، وياتي في مقدمة هؤلاء المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، وعموده الفقري منظمة مجاهدي خلق، التي رفعت الخارجية الامريكية اسمها من لائحة الارهاب الامريكية مطلع الشهر المنصرم، وكل من يقف ضد النظام السوري، فضلا على من تتهمهم بغداد وطهران، بالسعي لاستنساخ السيناريو السوري في العراق ونقل خطاه الى طهران.
وثمة رعب طاغ في العاصمتين المتكاتفتين، مما يجري في دمشق وما تنذر به، ومع ان حكومة بغداد حاولت فتح خطوط مع المعارضة السوريه تحسبا لتداعيات سقوط الاسد، الا ان تشخيص الاخيرة لموقف بغداد المساند جوهريا للنظام السوري، اغلق تلك الابواب، ما زاد من رعب العاصمتين، التين تحاولان الاستعداد لتلقي اسوأ الانباء من دمشق وامتصاص صدمتها، فقد رفضت المعارضة السورية دعوة وجهها حزب الدعوة لاجراء لقاء في بغداد.
واكد القيادي في الحزب حسن السنيد، تحرك حزبه نحو المعارضة السورية عبر “توجيه دعوة لعقد اجتماع في بغداد، لحثها على نبذ العنف والاحتراب في تحقيق التغيير ولكنها لم تستجب للدعوة”.
وعلى خلفية هذا الرعب،نقلت اوساط سياسية واعلامية مطلعة، ان وزير الدفاع الايراني في زيارته لبغداد في الثالث من الشهر المنصرم، اقترح على المالكي تشكيل قوة من الميليشيات الشيعية،مهمتها الحفاظ على النظام والتصدي لمسعى استنساخ السيناريو السوري في بغداد، على غرار الحرس الثوري الايراني، الذي تمكن من اقفال باب الربيع الايراني عندما فتح اول صفحاته عام2009، وان علي خامنئي، طلب على وجه السرعة من قائد العمليات الخارجية في “الحرس الثوري” قاسم سليماني وضع الخطط العسكرية لمواجهة عواقب تنفيذ السيناريو السوري على الساحة العراقية، من بينها اعادة تسليح الميلشيات الشيعية العراقية واستقبال آلاف المتطوعين من جنوب العراق لتدريبهم في معسكرات خاصة داخل ايران.
وتاتي زيارة نجاد هذه، وهي الثانية له بعد زيارته لها في اذار 2008، في توقيت سيء للنظام الايراني، حيث يغلي الشارع العراقي ضد تدخلاته في شؤون البلد الداخلية، وقد اجمعت عدة منظمات مجتمع مدني وحركات سياسيه على التظاهر احتجاجا.
كذلك واجهت الزيارة رفض عدد كبير من النواب والسياسيين وشيوخ العشائر العراقيه، وبينوا استياءهم في تصريحات اعلامية علنية، كما انتقدتها القائمة العراقية بشدة.
وقال حيدر الملا الناطق الرسمي لـ”العراقية” ان “من المهم جدا ان تحتضن بغداد مؤتمرا للبحث في اليات مكافحة الارهاب في العراق والمنطقة، لكننا نتمنى ان توجه الدعوات للدول التي تستخدم امكانياتها وتتبنى افكارا حقيقية في مكافحة الارهاب، وان لاتوجه الدعوات لانظمة طالما عرفت بانها حاضنة للارهاب في العراق والمنطقة كالنظام الايراني”.
وشدد على :” ضرورة عدم مشاركة ايران في هذا المؤتمر لما لها من مواقف غير انسانية، ومنها موقفها الداعم للانظمة الارهابية كما يحصل اليوم في دعم النظام السوري، وكذلك احتضانها منظمات ارهابية وفق التصنيف الدولي”.
وقال النائب عن القائمة أحمد العلواني في حديث صحفي إن “عقد مؤتمر لمكافحة الإرهاب في بغداد تحضره إيران مدعاة للسخرية ومضيعة للوقت”، عاداً أن “معظم المشاكل في المنطقة تحدث بتدبير إيراني”.
وأوضح ” إن إيران الآن تزيد من نفوذها في العراق لإكمال مشروعها التوسعي في حال سقوط نظام بشار الأسد وان هذا النظام ساقط لا محالة، وان هي الا مسألة وقت لا أكثر، لهذا فإن إيران الآن تبحث عن ملجأ آمن لها في المنطقة بالتنسيق مع بعض الجهات السياسية في العراق.
وشدد على ” أن زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى سامراء ولقاءه بالقادة الأمنيين هناك بالإضافة إلى تجواله في العراق بلباسه العسكري وكأنه وزير الدفاع العراقي تصرف خطير وإنتهاك صارخ للسيادة العراقية؟؟
كما استنكر الزيارة زعيم حزب الامة مثال الالوسي،وامير الدليم الشيخ علي حاتم ومجلس شيوخ عشائر الجنوب والشيخ حارث الضاري والشيخ عوض العبدان رئيس حركة تحرير الجنوب، وحركة الشباب، والعشرات من منظمات المجتمع المدني والشخصيات الاعلامية والثقافية، واصدرت قيادة قطر العراق لحزب البعث جناح عزت الدوري بيانا شجبت فيه هذه الزيارة واكدت ان مراميها لا تخدم العراق.
صافي الياسري – بغداد
AZPPPL