خبير: تشرين الأول الجاري يشهد إقترانات فلكية متميّزة

الكشف عن إختلافات حرارية وجيولوجية عميقة للقمر

خبير: تشرين الأول الجاري يشهد إقترانات فلكية متميّزة

الاحساء – زهير بن جمعة الغزال

وصف رئيس الجمعية الفلكية في جدة٬ ماجد أبو زاهرة٬ شهر تشرين الاول الجاري بالشهر المميز لعشاق الفلك٬ اذ تصبح الليالي أطول وتتقاطع مواسم النجوم٬ كما تشهد السماء عروضاً متنوعة من المذنبات٬ وأحد أفضل زخات الشهب السنوية. وقال او زاهرة في تصريح امس  انه (يمثل تشرين الاول فترة انتقالية بين الفصول٬ وتختلف المشاهد السماوية كل ليلة٬ إذ تتوالى كوكبات نجوم الصيف والخريف والشتاء في السماء٬ بجانب الكواكب الساطعة التي تضيف لمساتها على سماء الليل).

نجم برتقالي

مبيناً انه (يمكن رصد السماك الرامح النجم البرتقالي الأحمر الساطع في كوكبة العواء مرتفعاً في الأفق الغربي بعد الغروب٬ كما تظهر كوكبة القوس في الأفق الجنوبي الغربي٬ وتشبه شكل إبريق الشاي٬ وتشير إلى موقع مركز درب التبانة للمراقب٬ من موقع مظلم بعيد عن أضواء المدن)٬ وأوضح أبو زاهرة انه (إذا رصدت السماء بعيداً عن أضواء المدن٬ يظهر شريطاً ضبابياً يمتد عبر السماء٬ وهو حزام درب التبانة الذي يمثل الجزء الأكثر كثافة من مجرتنا٬ ويقع مركز المجرة في كوكبة القوس٬ بالقرب من فوهة إبريق الشاي)٬ واضاف ان (هناك خطوطاً داكنة ضمن الحزام تمثل سحب الغبار الكوني التي تحجب ضوء النجوم البعيدة٬ باستخدام تصوير طويل التعريض أو أجهزة رصد خاصة٬ يمكن رؤية مدى سطوع وتفاصيل المجرة بشكل أفضل مما تراه العين المجردة عند النظر إلى الأفق الشرقي٬ تظهر كوكبات الخريف أبرزها المرأة المسلسلة التي تضم مجرة أندروميدا أقرب جارة للمجرة٬ وتبعد أكثر من مليوني سنة ضوئية٬ بالقرب منها يمكن رؤية كوكبة فم الحوت)٬ لافتاً الى انه (في وقت لاحق من الليل يظهر عنقود الثريا أو الأخوات السبع على ارتفاع منخفض في الأفق الشرقي٬ ويشبه مغرفة صغيرة٬ يمكن لمعظم الناس رؤية ستة نجوم على الأقل٬ بينما رؤية السبعة ممكنة عبر المنظار أو التلسكوب٬ اذ يمكن رؤية عدد أكبر من نجوم العنقود٬ والتي تقع على بعد حوالي 444 سنة ضوئية)٬ ومضى الى القول ان (كوكب زحل يزين الافق الجنوبي الشرقي بعد غروب الشمس٬ ويمكن مشاهدة حلقاته وأقماره مثل تيتان عبر تلسكوبات صغيرة٬ وعلى الرغم من أن زاوية حلقاته تبدو رقيقة هذا العام بسبب ميلانها٬ فإنها ستبدأ بالانفتاح تدريجياً خلال السنوات المقبلة٬ ما يجعل مشاهدة زحل تجربة فلكية رائعة حتى بالتلسكوبات الصغيرة)٬ وتابع الخبير ان (مذنب هالي يحتل مكانة خاصة هذا الشهر٬ عبر زخات شهب الجباريات التي تبلغ ذروتها في فجر 21 أكتوبر٬ اذ يمكن رؤية نحو 20 شهاباً في الساعة٬ ويعد توقيت الذروة مثالياً بسبب غياب القمر٬ ما يجعل هذا الحدث من أكثر العروض إثارة لمحبي الشهب خلال الشهر)٬ يذكر ان (المذنب نفسه لايبدو قريباً من الأرض في الوقت الحالي٬ وإنما تمر الأرض عبر مساره القديم من الغبار والقطع الصغيرة التي خلفها، ما يولد الشهب التي نراها في السماء٬ ويبرز القمر البدر في السابع من تشرين الاول٬ ويقترب قليلاً من الأرض ليظهر أكبر وأكثر إشراقاً، بينما يرافقه زحل اليوم، ويقاطع عنقود الثريا بعد اكتماله في التاسع من تشرين الاول٬ موفراً مناظر فلكية رائعة لعشاق السماء٬ كما تزين الزهرة والمشتري سماء الفجر طوال شهر أكتوبر مع حدوث اقترانات فلكية مميزة أبرزها اقتران القمر مع الزهرة٬ وفي 19 أكتوبر يمكن رؤية ضوء الأرض المنعكس على سطح القمر٬ ما يجعل الأفق الشرقي مشهداً رائعاً عند الفجر٬ اذ يعد تشرين الاول الجاري شهراً حافلاً بالعروض الفلكية المتنوعة التي تجمع بين النجوم والكواكب والمذنبات والشهب٬ لتمنح مراقبي السماء تجربة لا تنسى٬ طالما بقيت السماء صافية وخالية من الغيوم). على صعيد متصل٬ كشفت أولى العينات الصخرية التي أعادها مسبار تشانغ آه 6 الصيني من القمر، أن الجانب البعيد منه المخفي عن أنظار سكان الأرض٬ قد يكون باطنه أكثر برودة مقارنة بالجانب القري٬ وفقاً لدراسة حديثة.

جانب بعيد

وبين الباحث المشارك في الدراسة٬ يانغ لي، انه (في الشهر الخامس من العام الماضي، نجحت بعثة تشانغ آه- 6» الصينية في إعادة أول عينات على الإطلاق من الجانب البعيد للقمر، حيث جُمعت من فوهة بركانية ضخمة داخل حوض القطب الجنوبي أيتكين٬ وكشف تحليل العينات أن الصخور المستخرجة كانت أبرد بنحو 100 درجة مئوية٬ مقارنة بعينات الجانب القريب التي جمعتها بعثات أبولو الأمريكية)٬ مشيراً الى ان (الجانب القريب والبعيد من القمر مختلفان تماماً على السطح٬ وربما في الداخل نسميه القمر ذو الوجهين)٬ واكد يانغ لي ان (الدراسة تقدم أول دليل حقيقي باستخدام عينات مباشرة٬ والاختلافات بين الجانبين٬ القريب أكثر نعومة ويحتوي على سهول بركانية واسع٬ اما البعيد يتضمن قشرة أكثر سمكا، تضاريس جبلية، وعدد أكبر من الفوهات الصدمية، وأحواض أقل امتلاء بالحمم)٬ وكشفت نتائج التحليل عن (عمر العينات قُدّر بنحو 2.8 مليارعام٬ تشكلت من حمم بركانية عميقة عند حرارة تقترب من 1100 درجة مئوية٬ ويعد هذا أقل بنحو 100 درجة من حرارة صخور الجانب القريب٬ كما يحتوي الجانب البعيد على عناصر مشعة كاليورانيوم والثوريوم والبوتاسيوم بكميات أقل، ما يفسر برودة باطنه وضعف نشاطه البركاني).

وأضافت الدراسة ان (التفسيرات المحتملة تتضمن إعادة توزيع الباطن بسبب اصطدام كويكب هائ٬ اندماج القمر مع قمر أصغر في الماضي٬ وتأثير الجاذبية الأرضية على توزيع العناصر المشعة).

وقال المشارك بالدراسة٬ الباحث تشو شولين، ان (هذه النتائج تقرب فهم وجهي القمر، وتظهر أن الاختلافات بين الجانبين لا تقتصر على السطح٬ بل تمتد إلى أعماق الداخل)٬ ويرى العلماء ان (هذا الانقسام الحراري ربما استمر لمليارات السنين، وكان له دور حاسم في تشكيل المشهد القمري الحالي).

مشاركة