خبراء لـ (الزمان): على المعنيين تشريع القوانين لإنصاف الكادحين

اليوم العالمي للعمال يقتصر على الإحتفال الرمزي وسط أفواج من العاطلين

خبراء لـ (الزمان): على المعنيين تشريع القوانين لإنصاف الكادحين

بغداد – داليا احمد

تحتفل دول العالم يوم غد الاثنين بعيد العمال تكريما لجهودهم وما بذلوه من خدمة لإستمرار عجلة تقدم المجتمعات في المجالات الصناعية والاقتصادية وغيرها والتى تنطلق من مبادئ إنسانية، لكن ما زال اغلب العاملين في العراق يعانون سياسة التهميش والاقصاء وعدم نيل الحقوق المشروعة نتيجة غياب التشريعات القانونية التي تحميهم من ارباب العمل وخصوصا بعد تغيير النظام عام 2003 والذي شهد احداثا مؤثرة منها غلق الكثير من المعامل الانتاجية والصناعية وتشريد طبقة واسعة من العاملين الامر الذي ادى الى فرز افواج من العاطلين تسبب بهدم الخبرات المتراكمة ما اثر بشكل مباشر على الاقتصاد المحلي، في الوقت الذي تعطي بلدان العالم الاولوية للعمل في تنمية مواردها كونه خط دفاع ضد المخاطر الناجمة عن سوء الاوضاع الاقتصادية، حيث طالب عدد من النواب والاكاديميين وخبراء في الاقتصاد السلطات التشريعية والتنفيذية بتشريع قوانين تنصف الطبقة الكادحة للتخفيف عن معاناتهم بالاضافة الى ايجاد ارضية لإستيعاب العاطلين من الشباب. وقال عدد من العمال لـ (الزمان) امس ان (شريحة العمال تعد النواة الاساس في بناء البلد وتطوره في النواحي كافة سواء كانت عمرانية او صناعية)، واضافوا ان (اغلب العاملين في القطاعات المختلفة يتعرضون الى الظلم والتعسف من ارباب العمل نتيجة غياب القوانين)، مؤكدين ان (الشريحة مهمشة ولا يوجد من ينصفها او الدفاع عن حقوقها بل ان العاملين تعرضوا وخلال الاعوام الماضية الى الاقصاء والتهميش بالاضافة تسريح الكثير منهم مما ادى الى هدم تلك الخبرات المتراكمة لاعوام في المجالات الصناعية)، مطالبين الجهات المعنية بـ (ضرورة انصاف تلك الشريحة المهمشة التي تعاني مشكلات كبيرة نتيجة غياب القوانين التي تحميهم وتضمن حقوقهم). ويمثل الاول من ايار الاحتفال بعيد العمال كرمز ليوم عالمي كان له اثره في مسيرة البشرية التقدمية. بدوره، اكد النائب عبد الهادي موحان لـ (الزمان) امس ان (الطبقة العاملة في البلاد تحتاج الى قوانين منصفة لضمان حقوقها ورفع الحيف والظلم الذي تعرضت له لاسيما وان هناك الكثير ممن يعانون العجز والبطالة)، لافتا الى ان (نسبة البطالة وصلت نحو 30 بالمئة وهذا الموضوع بحاجة الى جهود من قبل الحكومة والمختصين لتوفير ارضية للايدي العاملة من اجل تحقيق الرفاهية في المجتمع). من جهتها هنأت النائبة امل مرعي عبر (الزمان) امس (عمال العالم كافة بعيدهم وما بذلوه من جهد في احداث تطورات ايجابية في اغلب البلدان سواء كان في قطاعات الانتاج او ببناء الاقتصاد)، واضافت ان (العمال قدموا تضحيات كبيرة خلال الاعوام الماضية من اجل استمرار عجلة الصناعة وازدهار واقع البلد). داعية الى (انصاف تلك الشريحة تثمينا لجهودها). فيما ابدى عدد من الاكاديميين في كليات الاعلام قلقهم نتيجة اقتصار اليوم العالمي على الاحتفال الرمزي بعدما كان شاخصا تاريخيا عريقا. وقال الاكاديمي كاظم المقدادي لـ (الزمان) أمس ان (عيد العمال من المناسبات الوطنية على الصعيد العالمي، لكن من المؤسف اصبحت طريقة التعامل تجاه تلك الطبقة غير المرحب بها حيث اقتصر اليوم العالمي على الاحتفال الرمزي فقط)، مشيرا الى ان (طبقة العمال اصبحت ذات نشاط شبه معدوم نتيجة تقدم الصناعات الالية والتي بدأت تطرد الاف العمال من المصانع)، واوضح المقدادي ان (نقابة العمال في الدول الاجنبية لم تعد ذات تأثير جاد وفعال كما كانت لكنها مازالت قائمة). من جانبه قال الاكاديمي محسن عبود لـ (الزمان) أمس ان (الطبقة العاملة تعد مفصلا مهما في الدولة والعمود الاساس بتشكيل الهيئات الادارية لها، لذلك على الحكومة العمل في تطويرالطبقة ونقابتها)، مشيرا الى ان (الوضع الاقتصادي والمطالبة باندماج نقابة العمال مع النقابات الاخرى يسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية الذي يضمن حقوق الطبقة)، وتابع كشكول ان (الحركة هي شاخص تاريخي عريق لكن المتابعة الاعلامية تغاضت عن نشاطاتها في المدة الاخيرة نتيجة للظروف الامنية والعسكرية التي مر بها البلد). وشدد الاكاديمي في جامعة الانبار عدنان الجميلي على الحكومة ان تراجع التشريعات القانونية لتلبية احتياجاتهم وضمان لحقوقهم)، وأضاف لـ (الزمان) ان (الكثير من افراد الطبقة لجأوا الى الهجرة خارج البلد بحثا عن لقمة العيش، لذا على الجهات المعنية الاهتمام بتلك الشريحة وتوفير مستوى معاشي يليق بهم). ورأى الخبير الاقتصادي مناف الصائغ ان الطبقة العمالية في العراق بحاجة الى اعادة تأهيل من اجل مواكبة التطور العالمي. واوضح الصائغ لـ (الزمان) امس ان (عيد العمال هو عيد الطبقة العاملة في البلد وله وجود طويل لكنه تراجع على نحو كبير سواء في القطاعين العام والخاص)، واضاف الصائغ ان (هناك تراجعا مؤسفا بسبب الفجوة التي حدثت منذ عام 1980 ولم تتغير نتيجة انشغال السياسين بالمال الخاص وليس ببناء البلد لذلك ان هذا القطاع اهمل مثل القطاعات الاخرى)، مشيرا الى ان (هذه الطبقة تحتاج الى اعادة تأهيل حتى تتمكن من مواكبة الاجهزة والالات المتطورة في العالم). بدوره، قال الخبير القانوني جبار الشويلي لـ (الزمان) امس ان (الطبقة العاملة في العالم تحظى باهتمام كبير وتحتل مكانة مرموقة في المجتمع)، مبينا ان (الطبقة العاملة في العراق لم تأخذ حقها نتيجة غياب الاهتمام الحكومي وعدم ايجاد حلول مناسبة للمشكلات التي يعانون منها)، متمنيا ان (يكون هناك اهتماما حكوميا بشقيه التنفيذي والتشريعي تجاه تلك الطبقة والذي يساعد على تذليل العقبات التي تواجه الطبقة العاملة). ودعا الحزب الشيوعي العراقي للمشاركة في المسيرة التي ستنطلق في المناسبة . وقال الحزب في دعوة تلقتها (الزمان) امس ان (الحزب يدعو الى المشاركة في المسيرة الجماهيرية التي ستنطلق غد الاثنين بمناسبة عيد العمال)، واضاف ان (التجمع سيكون في الساحة المقابلة للمسرح الوطني وسيكون الانطلاق باتجاه شارع السعدون في الساعة العاشرة صباحا).

مشاركة