خبراء سوريون لـ الزمان قمة الثمانية لم تأت بجديد حول الأزمة

خبراء سوريون لـ الزمان قمة الثمانية لم تأت بجديد حول الأزمة
دمشق ــ الزمان
اكد محللون سياسيون، وقوى معارضة في الداخل السوري ان قادة مجموعة الدول الثمانية الصناعية الكبرى المجتمعون في ايرلندا الشمالية في ختام أعمالهم، لم تأت بجديد لجهة حل الازمة السورية سياسيا، مشيرين الى انه لم يحدث توافق جدي بين روسيا والدول الاخرى. دعا قادة مجموعة الدول الثمانية الصناعية الكبرى، في ختام أعمال قمتهم، إلى إنهاء سفك الدماء بسوريا، والبدء بعملية تفاوضية لتسوية الأزمة عبر عقد جنيف بأسرع وقت ممكن، دون الإشارة إلى مصير الرئيس بشار الأسد في البيان. وأشار البيان الختامي للقمة، إلى أنه ما زلنا ملتزمين بتحقيق حل سياسي للازمة على اساس رؤية لسوريا ديمقراطية وموحدة وتسع الجميع ، مضيفا أنه نؤيد بقوة قرار عقد مؤتمر جنيف للسلام في سوريا بأسرع ما يمكن من أجل التنفيذ الكامل لبيان مؤتمر جنيف الأول في 30 حزيران 2012، بدءاً من الاتفاق على تشكيل هيئة للحكم الانتقالي تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة يتم تشكيلها بالتراضي . وقال قادة مجموعة الـ 8، نحن نؤيد بشدة اقتراح عقد مؤتمر للتوصل إلى حل سياسي للأزمة المروعة في سوريا من خلال التنفيذ الكامل لبيان مؤتمر جنيف الأول عام 2012، وسنساهم بسخاء لتلبية نداء الأمم المتحدة الأخير لجمع مساعدات انسانية من أجل سوريا ، وأدان القادة بأشد العبارات أي استعمال للأسلحة الكيميائية وجميع انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا ، معربين عن التزامهم بـ التوصل إلى حل سياسي للأزمة على أساس إقامة سوريا موحدة وشاملة وديمقراطية . وقال الدكتور سليم حربا الباحث الاستراتيجي السوري لـ الزمان إن الدول الثماني المجتمعة في ايرلندا الشمالية، لم تأت بجديد في بيانها الختامي، ولكن الجديد في هذا الاجتماع هو الثابت الاستراتيجي للموقف الروسي المبني على الفهم الموضوعي للقانون الدولي . واعرب الباحث الاستراتيجي وهو شخصية مقربة من النظام عن اعتقاده بأن الاجتماع كان فرصة لتوضيح هذه المبادئ الاستراتيجية، ووضع الاطراف في حقيقة ما يجري في سوريا ووضعها امام مسؤولياتها القانونية . واوضح الدكتور حربا ان احد اهم نتائج هذا الاجتماع ان اكذوبة السلاح الكيماوي سقطت من خلال الأدلة القاطعة التي قدمتها روسيا للولايات المتحدة الامريكية بعض الدول الغربية، بأن سوريا لن تستخدم الكيماوي وانما العصابات المسلحة هي من استخدمه والتي تدعمها اصلا. وكانت السلطات السورية طالبت بتحقيق اممي باستخدام الاسلحة الكيماوية في خان العسل بريف حلب، فيما لم تستقبلها بعد أن تشكلت في آذار الماضي، بسبب مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بالسماح للبعثة بالانتشار على كامل الأراضي السورية، حيث اعتبرت دمشق ان ذلك يعد اختراقاً للسيادة السورية، متهمة الامم المتحدة بالمماطلة. واشار حربا الى ان مسألة أخرى ايضا سقطت وهي ان مسألة الحظر الجوي لا يمكن ان يمر وبالتالي فهو يزعزع امن المنطقة والعالم، كل هذه المسائل كانت من احد اهم هذه القمة فيما يخص الملف السوري، مؤكدا ان الأهم من ذلك ـ حسب رأي الباحث الاستراتيجي ـ هو ان هذا الاجتماع سيعجل في عقد مؤتمر جنيف 2 من اجل سوريا، خاصة وان كل الهستيريا السياسية والاعلامية التي سبقت الاجتماع تبين انها لن تغير في الميدان السياسي والعسكري شيئا، سيما وان انجازات الجيش السوري التي بدأت تتراكم وتتكدس وبدأت تغير موازين القوى كل يوم. وبدورة اعرب رجاء الناصر امين سر هيئة التنسيق الوطنية المعارضة عن تشاؤمه من بيان قمة الثماني الذي صدر في ختام اعمالهم، مؤكدا انه كان مخبيا للآمال، ولم ينتج عنه توافق جدي بين الراعيين لمؤتمر جنيف 2 . وقال المعارض السوري لـ الزمان إن هذا البيان لم يأت بجديد ولا يمكن التعويل عليه، ولم يحدث ما هو مطلوب بين روسيا والولايات المتحدة حيث لم يحدث توافق جدي لجهة الحل السياسي، ووقف العنف ، مبينا ان البيان لم يتضمن مواقف قوية ومحمسة باتجاه حل الازمة السورية سياسيا . وتابع يقول بشكل عام لم نلحظ أي امر ايجابي وما خرج عن الاجتماع لقمة الثماني كان عبارة عن كلام عام ونحن متخوفون من هذا الشيء سيؤثر سلبا على المؤتمر الدولي جنيف 2 . ومن جانبه اعتبر طارق الاحمد الناطق الاعلامي باسم ائتلاف قوى التغيير السلمي المعارض ان البيان الختامي ايجابي ويمكن البناء عليه، ويمكن ان نلاحظ ان يشكل خطوة بناءة باتجاه حل الازمة السورية سياسيا . قال لـ الزمان اما اتفاق الثماني على الحل السياسي او عقد المؤتمر الدولي والتأكيد على جنيف 1 هو سيؤدي الى الذهاب الى العملية السياسية وبالتالي الاتجاه نحو وقف العنف في سوريا وهذا ما نريده كائتلاف لقوى التغيير السلمي في سوريا . وبدأت قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في ايرلندا الشمالية أعمالها يوم الاثنين الماضي، إذ كان ملف الأزمة السورية بين أبرز بنود جدول أعمال القمة، كما عقدت على هامش القمة لقاءات لبحث الملف السوري كان أبرزها لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. ويأتي حديث المجتمع الدولي حول تسوية سياسية للأزمة، وسط سير طرفي النزاع قدما في الخيار العسكري، الذي تصاعدت حدته في الآونة الأخيرة، فيما تزيد معاناة السوريين، في وقت تجاوز عدد ضحايا الأزمة 93 ألفا، وفق تقديرات أممية.
AZP02