خارطة طريق لعراق جديد – سامي الزبيدي
تغريدة وزير الصدر التي نشرها يوم 28 أب تصلح ان تكون خارطة طريق لعراق جديد (إذا ) وافقت عليها الكتل والأحزاب المشاركة في العملية السياسية وتجردت عن مصالحها ومصالح قادتها الشخصية ووضعت مصلحة العراق وشعبه فوق كل المصالح الفئوية والحزبية والطائفية ومصالح دول الجوار ذات النفوذ الكبير والمباشر على اغلب الأحزاب والكتل السياسية وبكل تأكيد فان الأحزاب والكتل والتيارات الوطنية الغير مشاركة في العملية السياسية ستوافق على ما جاء في التغريدة وستحظى أيضاً بموافقة أغلبية الشعب العراقي على اختلاف قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم وطوائفهم وانتماءاتهم لكن (إذا ) أداة شرط غير جازمة تدل على ظرف زماني مستقبلي فمن يجزم ان الأحزاب والكتل المتنفذة ستوافق على ما ورد في تغريدة وزير الصدر وهي عمل لنهج مستقبلي بناء ؟ وكيف تتخلى هذه الكتل والأحزاب عن نفوذها وسلطتها ومناصبها ومنافعها ومكاسبها وسلاحها لتوافق على ما جاء في التغريدة من (لاءات) تعتبرها تهديد لوجودها اقتبس منها (لا تبعية ولا ميليشيات ولا فساد ولا مخدرات ولا فساد ولا سلاح منفلت ولا أحزاب مجربة ولا مجرب يجرب ولا دولة عميقة ولا طائفية ولا محاصصة ولا عنف ولا اقتتال ولا تمسك بالسلطة ولا فقر ولا بطالة ولا تهريب) فهذه ألاءات لا توافق عليها الأحزاب والكتل المتنفذة والمهيمنة على المشهد السياسي في البلد لان اغلبها تتبع دول أجنبية ولها ميليشيات مسلحة وتمارس الفساد جهاراً نهاراً وتتغاضى عن المخدرات وبعضها يتاجر بها وسلاحها منفلت لا ضابط له إلا هي وهي أحزاب جربها الشعب العراقي طيلة تسعة عشر عاما وفشلت في تقديم أي شيء للشعب والوطن بل دمرت الشعب والوطن وتصر على عودة المجربين بوجوههم الكالحة لتولي المناصب المهمة في الحكومة والدولة كما تصر على المحاصصة في تشكيل الحكومة وفي باقي مناصب الدولة لضمان نفوذها وسلطتها وهي متمسكة بالسلطة بقوة لان ذهاب سلطتها يعني نهايتها .
وطن نزيه
وفي الشطر الثاني من التغريدة اقتطف منها ( ان الوطن يجب ان يكون فيه قانون يعمل به وفيه المواطن يكرم والأقليات تكرم وفيه قضاء نزيه وفيه حكومة تخدم وشعب يُخدم وفيه الحدود تصان والكرامة لا تهان وفيه المرأة مصانة والشباب يعين وفيه الصناعة والزراعة تزدهر والأعمار مستمر والاقتصاد قوي وفيه الطاعة لله محبوبة والعصيان لله منبوذ والولاء للوطن مطلوب) فهل تقبل الأحزاب التي انتهكت كرامة المواطن العراقي وأذلته وظلمته وأفقرته وانتهكت حقوق المرأة وقتلت شبابنا بالبطالة والمخدرات وقتلتهم ثانية بالرصاص يوم خرجوا مطالبين بوطنهم الذي ضاع وجيرة القضاء لصالحها وضغطت عليه باعتراف العديد من السياسيين ولم تقدم للشعب ابسط الخدمات للشعب والتي تقدمها أفقر الدول وهي الكهرباء والماء الصلح للشرب وسرقة موازنات الدولة وأموال مشاريع الأعمار ودمرت الصناعة والزراعة وبات العراق يستورد ابسط المنتجات الصناعية واغلب المنتجات الزراعية من دول الجوار ودمرت اقتصاد البلد وجعلته ريعياً يعتمد على الأموال التي تأتي من تصدير النفط ولم تفعًل الاستثمار ولم تدعم القطاع الخاص ولم تطور السياحة ولا تحافظ على آثار العراق , فيقينا ان أحزاباً هذه أفعالها وهذه موبقاتها وآثامها لا تقبل بما ورد في تغريد وزير الصدر علما ان ما ورد في هذه التغريدة يصلح ليكون خريطة طريق لذوي النوايا الحسن ولمن يريد للعراق ان يتطور ويتقدم وينهض من كوابيس سياسية مظلمة رمته في دهاليز الظلام والتخلف والتبعية وفرطت بسيادته ولمن يريد ان ينقذ شعب العراق من الكوارث والماسي التي حلت به وينقذه من التخلف والجهل والأمية والفقر والأمراض والظلم والجور ويؤمن له الحياة الكريمة الهانئة ويوفر له الخدمات الضرورية وفي مقدمتها الخدمات الصحية والتعليمية والبلدية وخدمات الكهرباء والماء ويؤمن له حريته وحقوقه التي نص عليها الدستور ونصت عليها قيم السماء فهل من موافق على ما جاء في هذه الوثيقة ؟ لننتظرونرى.