خارج نطاق الخدمة
سعد عباس
كأنّ ثورة لم تقم في مصر. وإلا ما الذي يعنيه هذا الكمّ من الشهداء والمصابين في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير؟ وما الذي يعنيه اشتعال البلاد بالتظاهرات والاحتجاجات والمصادمات والعنف والتخريب وسواها من مظاهر تتناقض مع أي احتفال بثورة؟
ما الذي يعنيه أن ترتفع هتافات إرحل إرحل و الشعب يريد إسقاط النظام و يسقط يسقط حكم مرسي بعد عامين من ثورة، ولا سيّما إذا كان ثوار يصدحون بهذه الهتافات؟
بل ما الذي يعنيه تجاهل التلفزيون الرسمي ما يجري في ميدان التحرير وميادين المدن المصرية الأخرى في استنساخ غريب للتجاهل ذاته قبل عامين؟
كأنّ التلفزيون الرسمي خارج نطاق الخدمة، مثلما كان حاله في يناير 2011، ففي المرتين لا تغطية لتظاهرات الغضب، وفي المرتين تغيب تسمية الثوار وتتكرّس تسمية البلطجية.
حسناً.. هم ليسو ثواراً. لكنهم حتى إذا كانوا بلطجية فهم مصريون، أفلا يجدر بمراسلي التلفزيون المصري الرسمي أن يتحدثوا اليهم في بلاد سقط نظام سابق على أيدي هؤلاء البلطجية و القلة المندّسة و المأجورين ؟
بل.. قامت ثورة في يناير 2011، لكنّها تعثّرت وارتبك مسارها لأسباب شتى. وما تشهده البلاد الآن تعبير صريح عن هذا التعثّر والارتباك والارتكابات أيضاً.
وعندي، فإن حكم مصر اليوم الذي يهيمن عليه الإخوان المسلمون إذا كان قادراً على نفي جميع الاتهامات الموجهة اليه باختطاف الثورة وإفراغها من مضامينها، فإنه ليس قادراً البتة على إقناع أحد بأن التلفزيون الرسميّ ليس سوى بوق للرئيس مرسي مثلما كان بوقاً للرئيس مبارك، وفي هذا ما يكفي كي يتأكد الجمهور أنّ الاخوان نسخة من الحزب الوطني وأن مرسي يحكم مصر بعقلية مبارك وكأنّه يسعى الى أن يكون أول وآخر رئيس إخواني.
سؤال بريء
ــ ما أبلغ من قول مونتين من يخاف المعاناة يعاني بالفعل مما يخافه ؟
جواب جريء
ــ قول جورج إليوت أصحاب الضمائر المتيقظة يرون واجبهم ولو كان عبر أكثر الطرق إيلاماً .
AZP02
SAAB
