جيل الشباب وعالم اللامعقول
ان يعرف الإنسان ما يملك فهذا أول متطلبات الحكمة ومن لا يعرف مقدار مكانه وهيأتها كان مخلوقا ساذجا أو جاهلا وإما إن يعرف الضار والفاسد والباطل فهذا أدق متطلبات الحكمة ومن يريد رفض شي قبل اكتساب حكمة المعرفة تلك كان أيضا مخلوقا ساذجا جاهلا أقول هذا عندما أرى كثيرا من المراهقين والشباب انحرفوا من عالم المعقول إلى عالم اللامعقول عالم المخدرات بشتى صنوفها فهم يمثلون فئة رفضت ما لا تعرف بل أصبح الرفض عندها سلوكا مرحليا براقا كمستحدث الأزياء فالرفض ليس عملا منكرا أو مستهجنا أذا كان يهدف الإصلاح والانتقال من الخيال إلى الواقع ورفض اللامعقول من العوالم كعالم المخدرات أو عالم الشذوذ الجنسي أو الانحراف ناحية العالم المعقول الذي يجعل الفرد في مركز المجتمع لا في هامشه كما هي الحال بالنسبة لمتعاطي المخدرات فالرفض في حالتهم هو نتيجة مرض نفسي له أسبابه ودوافعه التي كان من الممكن معالجتها بالوسائل النفسية وبالحس العام لكن رفضهم هنا معناه أنهم ينسلخون و يتبرؤون من الأسرة والمجتمع والنظم السائدة فيه للانسياق وراء أسرة وجماعه ونظام أخر يتسم باللامبالاة واللاادارية والممارسات الجنسية الفاضحة والإدمان والعنف و الإجرام أنهم يقعون في عالم من المتاهة والضياع والتذبذب مجتمع من المتراجعين الناكصين الذين أصبحوا على هامش الحياة ومتطفلين على المدينة والحضارة إن الرفض إذا ما عد ظاهرة مرضية كان حتما نابعا من ظروف قابلة للعلاج فقد تكون الأسباب واحدة أو أكثر مما يلي :
1-الشعور بالفراغ والخواء الفكري والعاطفي ويعزى ذلك إلى ارتخاء الضبط التربوي
2-الفشل والخيبة في الحياة ألعامة
3-الشعور بالنقمة تجاه الناجحين واللامعين
4- الانفعال العدائي ضد السلطة والإباء الذين يمثلون القانون والنظام والعرف السائد
5-التحدي بالفعل أو لقول – لكل كيان منظم ومنسق.
6-الإصابة بإمراض نفسيه مزمنة كالقلق والأعصاب والتي تمهد للانحراف نحو الإدمان والإجرام والى الهروب الاجتماعي .
7-عدم الثقة بالذات والمواطنة وبالانتماء الطبيعي مما يدفع بالمرء إلى المحاكاة والتقليد والى الاحتماء بالجماعات الشاذة والعصابات الإجرامية أو بمتعاطي المخدرات .
8-رفض الإحسان ونكران الجميل الذي يقدمه لهم مجتمعهم أو مؤسساتهم الإنسانية كنتيجة لشعورهم بالإثم والتقصير أي أنهم علاوة على إثمهم يريدون حفظ ماء وجههم ومواراة خجلهم بالنكران والاستعلاء .
9-انعدام الوازع الديني و الأخلاقي الذي يشد الفرد إلى المجتمع والاسرة ويحثه على العمل والكفاح ولعل في قول :(يوجبني يونسكو) احد زعماء مسرح اللامعقول :في تصويره الدقيق لأوضاع المجتمع الغربي إذا يقرر (المجتمع اللامعقول هو الذي لا غاية له وهو المجتمع المنفصل عن جذوره الدينية وتقاليده وفية يكون المرء ضائعاً ولا معنى لكل ما يصدر عنه ترجى منه).
الرافضون الهاربون الذين تحدثنا عنهم هو الجيل الضائع عن الجذور التاريخية والدينية وتقاليد ما يصدر عنهم لا معنى في الحقيقة إن الحل كامن في التربية العائلية في احترام القانون في الأصالة في الاعتزاز بالتراث وفي الانتماء القويم .
سعيد الهزار
AZPPPL