جولة أخيرة للجنة الدستورية الليبية والخلافات على الترشح لرئاسة الجمهورية

‭ ‬القاهرة‭- ‬مصطفى‭ ‬عمارة‭ ‬

​انطلقت‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭  ‬امس‭ ‬أعمال‭ ‬الجولة‭ ‬الثالثة‭ ‬والأخيرة‭ ‬لاجتماعات‭ ‬لجنة‭ ‬المسار‭ ‬الدستوري‭ ‬بين‭ ‬ممثلي‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للدولة‭ ‬لإقرار‭ ‬القواعد‭ ‬الدستورية‭ ‬المنظمة‭ ‬لانتخابات‭ ‬الرئاسة‭ ‬الليبية‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التوصل‭ ‬خلال‭ ‬الجولتين‭ ‬السابقتين‭ ‬على‭ ‬توافق‭ ‬نحو‭ ‬140‭ ‬مادة‭ ‬تصل‭ ‬نسبتها‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70‭%‬‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬المختلف‭ ‬عليها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مصادر‭ ‬مطلعة‭ ‬كشف‭ ‬لمراسل‭ ‬الزمان‭ ‬في‭ ‬مصر‭  ‬أن‭ ‬المواد‭ ‬المتبقية‭ ‬محل‭ ‬الخلاف‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬صعوبة‭ ‬وأضافت‭ ‬المصادر‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ثلاثة‭ ‬نقاط‭ ‬رئيسية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬محل‭ ‬خلاف‭ ‬وتهدد‭ ‬بنسف‭ ‬أعمال‭ ‬المؤتمر‭ ‬وتتمثل‭ ‬تلك‭ ‬النقاط‭ ‬في‮ ‬‭ :-‬

​1-‭ ‬شروط‭ ‬الترشح‭ ‬للرئاسة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬العسكريين‭ ‬ومزدوجي‭ ‬الجنسية‭ ‬حيث‭ ‬يحاول‭ ‬كل‭ ‬فريق‭ ‬استبعاد‭ ‬أسماء‭ ‬معينة‭ ‬يرى‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تخدم‭ ‬توجهاته‭ . ‬​2-‭ ‬صلاحيات‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬المقبل‭ . ‬​3-‭ ‬مقر‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬واختيار‭ ‬العاصمة‭ ‬الجديدة‭ ‬للدولة‭ . ‬​وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬صعوبة‭ ‬التوافق‭ ‬على‭ ‬الملفات‭ ‬المختلف‭ ‬عليها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المصادر‭ ‬أكدت‭ ‬للزمان‭ ‬أن‭ ‬المبعوثة‭ ‬الأممية‭ ‬ستيفاني‭ ‬وليامز‭ ‬تمارس‭ ‬ضغوط‭ ‬على‭ ‬الأطراف‭ ‬المتفاوضة‭ ‬حيث‭ ‬ألمحت‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬التوافق‭ ‬فأنه‭ ‬سوف‭ ‬يتم‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬خيارات‭ ‬أخرى‭ ‬منها‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬ال75‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬استبعاد‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬تعرقل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬إتفاق‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يدفع‭ ‬الطرفين‭ ‬إلى‭ ‬التوافق‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬إتفاق‭ ‬حول‭ ‬النقاط‭ ‬المختلف‭ ‬عليها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬خبراء‭ ‬سياسيين‭ ‬ليبيين‭ ‬أبدوا‭ ‬تشاؤمهم‭ ‬من‭ ‬خروج‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬مليشيات‭ ‬تتبع‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعرقل‭ ‬تنفيذ‭ ‬الإتفاق‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬المعارك‭ ‬بينها‭ ‬مما‭ ‬سوف‭ ‬يحول‭ ‬دون‭ ‬إجراء‭ ‬الإنتخابات‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬جانبه‭ ‬أكد‭ ‬عضو‭ ‬لجنة‭ ‬المسار‭ ‬الدستوري‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬حويلي‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬اللجنة‭ ‬لم‭ ‬تتعرض‭ ‬لضغوط‭ ‬من‭ ‬القاهرة‭ ‬متوقعا‭ ‬وصول‭ ‬اللجنة‭ ‬إلى‭ ‬إتفاق‭ ‬حول‭ ‬باقي‭ ‬مواد‭ ‬الدستور‭ ‬وأشار‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬توافق‭ ‬سوف‭ ‬يصطدم‭ ‬الجميع‭ ‬حول‭ ‬عدم‭ ‬قدرة‭ ‬حكومتي‭ ‬الدبيبة‭ ‬وفتحي‭ ‬باشا‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬الإنتخابات‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭ ‬كافة‭  ‬خاصة‭ ‬أنّ‭ ‬كلا‭ ‬منهما‭ ‬لا‭ ‬يسيطر‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬الأراضي‭ ‬الليبية‭ ‬فرئيس‭ ‬حكومة‭ ‬الوحدة‭ ‬لا‭ ‬يسيطر‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬العاصمة‭ ‬طرابلس‭ ‬وبعض‭ ‬المدن‭ ‬الصغيرة‭ ‬المجاورة‭ ‬لها،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬فتحي‭ ‬باشاغا‭ ‬رئيس‭ ‬حكومة‭ ‬الاستقرار‭ ‬يسيطر‭ ‬على‭ ‬الشرق‭ ‬والجنوب‭ ‬دون‭ ‬العاصمة‭ ‬وبالتالي‭ ‬يصعب‭ ‬أو‭ ‬يستحيل‭ ‬إجراء‭ ‬الإنتخابات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الوضع‭ ‬السياسي‭ ‬الحالي‭ .‬

مشاركة