
هل التأريخ يعيد نفسه ؟
جورجيا كرواتيا أنموذجاً – عبد الخالق الشاهر
قلت في بحث القيته في ندوة علمية خلال اليوم الأول من الألفية الثالثة (( دخل العرب هذه الالفية حائرون .. يتلفتون.. كونهم دخلوا عالما لم يساهموا في صنعه بل كانوا ادوات تدخل صناعته … خصوصا بعد سقوط عاصمتهم الكبرى بغداد في بداية الربع الثاني من الالفية الثانية .
كانت جورجيا السوفييتية احد مهاجري ، وجدت الأمن فيها راق رغم فقرها المدقع ، وهذا ما وجدته يتناقض مع ان ابواب شققها ومغاليقها من النوع الذي يدل على فقدان الامن بالمرة .. تقصيت لأجد انها قبل 2008 كانـــــت دولة المافيـــات وعصابات الجريمة .. ما الذي غيرها هكذا؟؟ .. روسيا التي غيرتها في تدخــــلها العــــسكري في 8/8/2008.. اطلعت على سير احداث ( الغزو) لأجد ان 8/8 كان بداية الهجوم الجورجي على اوستيا الجورجية بكافة الاسلحة ، وفي اليوم نفسه انهال القصف الجوي والمدفعي الروسي على الجيش الجورجي ..اليوم الثاني 9 آب .. جورجيا تعلن الحرب وتسحب غزاتها الالفين من العراق ..امريكا والاتحاد الاوربي يحذر روسيا .. فرنسا تدعو لاجتماع وزراء خارجية .. الاتحاد دول البلطيق تدعوا الاتحاد الاوربي للتدخل .. اجتمع مجلس الأمن الدولي وفشل .. الرئيس الجورجي يقترح على روسيا وقف اطلاق النار .. كل ذلك حصل في اليوم الثاني ..
النتائج :. حكومة موالية لروسيا لا زالت تحلم بالانضمام للاتحاد الاوروبي .. رئيس جديد سرح (90) الف شرطي كونه يعرف ان المافيات لا يمكن لها ان تتعملق لو كان هناك جهاز شرطة متعاون ، حسب المثل العراقي (( لو ما جان الجلب حيز ما فرخ الواوي بالتبن )) وقضى على المافيات بفترة وجيزة جدا ليبدأ بتعقيبها خارج البلد ،
مع الاعتذار من كافة قواتنا الأمنية خاصة وأني اكرر رأيي في هذا المجال وهو ان من يصنع الامن ليس القوى الامنية بل الطبقة السياسية هي التي تصنعه لأن ارقى تعاريف الامن ((الامن هو التنمية ولا امن دون تنمية شاملة مستدامة)) و (( الامن حالة رضا)) ومن يصنع التنمية ورضا الشعب عن حكومته هي الطبقة السياسية لتصنع الامن وتسلمه الى القوات الامنية (لتحافظ ) عليه ولعله من الواضح تماما ان الامن لم يصنع ، وبالتالي فأن القوات الامنية لم تجد شيئا لتحافظ عليه حتى ولو جندنا نصف الشعب كقوى امنية .يقول كيسنجر في اطروحته لدراسة الماجستير في التأريخ السياسي .. صحيح ان التأريخ لا يعيد نفسه ولكنه قد يتماثل هنا وهناك ، وقد لاحظتم التماثل في تجربتي جورجيا وأوكرانيا .. طموح دون قدرات (( رحم الله أمرئ عرف قدر نفسه )) .. عنتريات.. استهانة بقدرات العدو .. جهل بمعطيات البيئة الدولية والاقليمية .. آلخ .
لاحظنا كم ان حتى سير الاحداث متشبه الى حد كبير ( الهمبلة) التي همبل بها الطرفان كانت واحدة ، والثاني يقول يوميا (انا هنا) في كييف !!! والاثنان طلبا التفاوض في اليوم الثاني ، والفرق الوحيد بين الحالتين هو ان الحلفاء العظام هذه المرة ارسلو السلاح بستمائة مليون دولار واليوم مئة مليون دولار مما جعلنا نتوقع ازاحة الروس عن وجه الخارطة !!! غير عالمين بأرقام صفقات السلاح في العراق بعد 2003 لشراء خردة خارجة عن الخدمة كسلاح لجيش ضخم فيه امانة السر العام ترتبط بها المديرية العامة للمحاربين والتي ترتبط بها مديرية المقاتلين ( المعاقين) ( طاسة بطن طاسة بالبحر طماسة) ..
اعذروني عن الخروج المتكرر عن الموضوع فأنا لا اتمكن من اكمال مقال دون المرور بجرحنا .. جرح العراق . . فبعد 700 عاما من الاحتلال القسري ليتحرر قبل ستين سنة فقط لنجلب اليه بأيدينا طوعا اقذر احتلال في التأريخ ليتحول الاحتلال الى احتلالات ، ولا زال البعض يبكي على فلسطين ويقصف الامريكان بأضعف القذائف والتي سماها صانعوها حينها كاتيوشا على اسم شابة روسية مدللة كونه غير مؤثر .نسيت ان اقول لكم ان اوكرانيا ايضا كانت قد ساهمت بالعدوان على العراق ، ولا اقول انها لعنة العراق ، لأن العراق لو كان له بخت لكان ؟


















