جوانب مظلمة – سامر الياس سعيد

جوانب مظلمة – سامر الياس سعيد

كنت يوم الخميس الماضي في احد مكتبات مدينة دهوك ابحث عن عناوين جديدة لبعض الكتب حتى لفتني كتابين احدهما يجاور الاخر حيث كان الكتاب الاول يحكي حكاية النجم العالمي رونالدو بينما الثاني يحكي قصة غريمه الازلي وهو اللاعب الارجنتيني ليونيل ميسي فلمعت في بالي فكرة عن ان جوانب كثيرة باتت مظلمة في تاريخنا الرياضي وتحتاج الى من يضيئها عبر هذه الاصدارات حيث باتت كتب تتحدث عن النجوم مثارا للاقبال من قبل المتابعين والمهتمين في ان يوثقوا حكايا نجومهم ويتابعوا كل صغيرة وكبيرة مرت بها رحلتهم للنجومية وحسنا فعل رونالدو حينما الفت الى هذا الامر بالتوثيق وابراز حكاياه التي شهدتها سنوات العقدين الفائتين فبرغم انحسار نجوميته نوعا ما من خلال انتقاله للدوري السعودي وسوء الحظ الذي واجهه ببطولة الامم الاوربية التي اختتمت الصيف الحالي في المانيا والكثير من الانتقادات التي طالته لكنه عموما لم يغب عن الاضواء وبقيت صورته عالقة في الاذهان بدءا من ردة فعل احدى الصغيرات ممن رافقوا لاعبي المنتخب البرتغالي قبل احد المباريات الخاصة بالبطولة الاوربية حيث عبرت بردة فعلها عن من يقف خلفها هو النجم رونالدو لاغير الذي اكتفى بضحكته الشهيرة المنبعثة من معرفته بشهرته وذياع صيته كما رصدت الكاميرات كل صغيرة وكبيرة من حركاته وحتى وهو في الدوري السعودي من خلال بعض الحركات الاستفزازية التي قام بها والتي تتعارض مع نجم عالمي بقيمة رونالدو يحظى بشهرة واسعة حتى من جانب الصغار حيث ينبغي بان يكون قدوة لهم وان يبتعد قدر الامكان عن اثارة اي حركات من الممكن ان يسعى الصغار لتقليدها مثل ما كانت حركته التي يقوم بها بعد تسجيله للاهداف وهو يصرخ بعلو صوته بكلمته الممدودة مسسسسسسي !

وعموما فقد لفتني في كتاب رونالدو اضافة الى ما قام به مؤخرا من اطلاق قناته على اليوتيوب والتي حصدت نسبة مشاهدة كبيرة ان ما قام به اللاعب المذكور تقبله عتمة فيما يخص لاعبينا فعلى سبيل المثال الكل يتذكر المواجهة التي جرت في اولمبياد اثينا عام 2004 والتي جمعت منتخبنا الاولمبي بالمنتخب البرتغالي حيث تفوق فيها منتخبنا بنتيجة اربعة اهداف لهدفين وبالرغم من الفوز فان عتمة الجوانب التي رافقت تلك المباراة ما زالت تعتم الكثير من المتابعين والقراء بشان كواليس تلك المباراة التي يختزلها على سبيل المثال لاعبنا يونس محمود بتعرضه لضربة موجعة من جانب رونالدو بعد ان فكر باجتيازه بتلك المباراة حتى ان جيل الفترة الزمنية الذي ينبغي ان يكون مجايلا لحقبة رونالدو اختفى تماما من المشهد الرياضي دون ان نجد لديهم كل ما يتعلق بتلك الحقبة باستثناء يونس محمود الذي كان من اللاعبين الذين يحق لهم المشاركة بتلك البطولة متجاوزين عن السن المحدد للاعبي المنتخبات المشاركة .

ولايقتصر ظلام الكواليس بما يتعلق باجيال كروية لاحقة عن توثيقها بالقلم او حفظها في سياق الكتاب فمرحلة الكتاب بالنسبة لمتابعي الرياضة العرقية انتهى مثلما هو الحال مع باقي الاصدارات التي لم تعد تلفت احدا مثلما كان الحال في سنوات سابقة حينما كان لنجومنا مساحة من الاصدارات خصوصا بما يتعلق بالنجوم فلاح حسن او حسين سعيد او احمد راضي والذي اعتقد انه حظي بمساحة لاباس بها من خلال الاصدارات التي حملت الكثير من محطاته الكروية ولعل اخرها عني بتوثيق كل ما حظي به النجم راضي في تاريخه الكروي الذي سطر معه الكثير من الانجازات دون ان يكسرها احد لاعبي الاجيال اللاحقة لاسيما بكونه الوحيد الذي تمكن من ترك بصمة تهديفية في تاريخ العرق ومشاركته اليتيمة بكاس العالم .

مشاركة