جوائز الإبداع العربي وأوبريت توأم الشمس تسدلان ستار فعاليات بغداد عاصمة للثقافة العربية

جوائز الإبداع العربي وأوبريت توأم الشمس تسدلان ستار فعاليات بغداد عاصمة للثقافة العربية

القاسم وحمامة والعاني أبرز المكرمين في حفل مسك الختام

جامعة الدول العربية تبارك وتشيد بجهود الوزارة والفنانين

فائز جواد

بغداد

اختتمت في بغداد تحت شعار ( بغداد .. عربية الوجه .. إسلامية القلب .. إنسانية الروح ) وبرعاية رئيس الوزراء نوري كامل المالكي مشروع فعاليات بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013 وشهد المسرح الوطني وعلى مدى ثلاثة ايام متتالية فعاليات الختام الذي كان مسكها مساء السبت حيث توافدت الوفود الرسمية والشعبية العربية والعراقية الى جانب الشخصيات الفنية والثقافية والاعلامية العربية لتعلن مسك ختام اكبر فعاليات ثقافية وفنية بتاريخ العراق التي قدمت وعلى مدى عام كامل تحققت فيه مشاريع ثقافية وفنية وادبية كبيرة .

 وافتتح حفل الختام ممثل رئيس الوزراء ووكيلي وزارة الثقافة طاهر الحمود ومهند الدليمي الى جانب نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي وعدد من الشخصيات البرلمانية والفنية  وحشد كبير من الجمهور والقى وكيل وزارة الثقافة طاهر ناصر الحمود بكلمة الوزارة الذي اشار فيها الى ماتحقق من انجازات ثقافية وادبية وفنية وبالارقام خلال العام ورحب وشكر المشاركين بالفعاليات، وقال في كلمته (اليوم نحتفل معا في لقاء خاص لوداع  بغداد بوصفها عاصمة للثقافة العربية مؤكدين انها تاسست في اول ظهورها الا لتكون عاصمة للثقافة العربية بوجهها الاسلامي وبعدها الانساني ولم تغب هذه الصفة عنها،  ولقد دابنا طوال عام ونحن نحتفل بها على ابراز ماتستحقه ومايليق بتاريخها الذي يعرفه العالم باسره وتحفظ عنها فصولا وتاريخا عن ظهر قلب،  وكان عام بغداد كرنفالا تتناغم فيه الوان الابداع في شتى صوره وتتجانس فيها انسام الثقافة على اختلاف اصواتها وكان كل شهر من اشهره طعم  ولكل يوم من ايامه نكهة ولون لتبقى بغداد حاضنة ومجمعا لكل الاذواق والرؤى،  فعلى اديمها تشكلت ماكان صار يعرف لاحقا بالحضارة العربية الاسلامية بكل ماتحمله هذه الحضارة من تميز ومن تزاوج بين الروح والمادة ومن تسامح وانفتاح على الاخر، وكان هذا هاجسنا عندما احتفينا ببغداد معا ان نعطي لهذه المدينة صورتها التي عرفت بها ونحفظ لها روحها التي سرت فيما قدمه ابنائها وكل محبيها من اكاليل الفكر والادب) واضاف (صورة بغداد هذه المتسامحة المعطاء مهددة بريح صفراء قادمة من اعماق الكهوف تحمل في ثناياها اسوء مايمكن لبشر ان تسول له روحه من غرائز الانتقام والكراهية والرغبة المجنونة في سفك الدماء غرائز عبرت عن نفسها فيما يرتكبه المنحرفون اليوم من مجازر وحشية بحق المواطنين في بيوتهم واسواقهم واماكن عملهم كما تستهدف الابرياء في دول اخرى عربية واسلامية انه واقع يفرض علينا كمسؤولين في الشان الثقافي ببلداننا العربية ان نتخذ موقفا مسؤولا وواضحا من هذا الوباء الذي يغزو عقول شبابنا ويلوث نفوسهم باسم الدين، موقفا يتجاوب بسعته وعمقه مصالح اللحظة الانية ومكاسب السياسة الزائدة، لامعنى ان نتحدث عن ثقافة عربية واحدة ونحتفل كل عام بعاصمة للثقافة العربية ونحن نطعن هذه الثقافة باستمرار عبر جمعياتنا ومراكزنا الثقافية والاكاديمية ومؤسساتنا الاعلامية التي تسهم عن قصد او غير قصد في تمزيق نسيج الامة وتشويه ثقافتها) وتابع (كان عام الاحتفاء ببغداد محطة مهمة للثقافة العربية العراقية والعربية فيه شهدت الثقافة العراقية حراكا لم تعهده بتاريخها سواء بعدد ونوع الفعاليات الثقافية التي اقيمت اثناء الاحتفاء او افتتاح مؤسسة ثقافية رسمية ممثلة بوزارة الثقافة على الوسط الثقافي والاكاديمي افرادا ومؤسسات ومنظمات حراكا نامل ان يستمر فعله في المشهد الثقافي فكرا وادبا وفنا في قادم الايام، وخلال العام المنصرم اقيمت مئات المهرجانات والمؤتمرات والندوات وورش العمل في مجالات المسرح والشعر والترجمة والفن التشكيلي والسينما والكتاب والازياء وثقافة الطفل شارك فيها مبدعون عربا واجانب وكان لمشاركتهم اثرا طيب في نجاح هذه الفعاليات، كما استضافت بغداد خلال هذه الفترة عددا مهما من الاسابيع الثقافية بدول عربية، وقد يكون من المفيد ان نعرج على ارقام هذه الفعاليات ففي مجال الكتاب طبعنا اكثر من 480 عنوانا موزعة على مختلف صنوف المعرفة، واقمنا 144 معرضا شخصيا ومشتركا للفن التشكيلي، كما اشترت الوزاره حقوق 43 فلما سينمائيا منها روائيا طويلا وقصيرا ووثائقيا، وفي مجال الموسيقى انتج 83 البوما موسيقيا وغنائيا، وهنا لابد ان اشدد على امرين مهمين اولهما اننا لم نفرض رقابة او نرفض عمل قدمه مبدع عراقي او عربي ولم نشترط خطابا فكريا او سياسيا لما قدم من اعمال انها روح بغداد التي حدثتكم عنها وقيم التحويل والديمقراطي التي نعتز بها وندفع ثمنها دما عزيزا كل يوم، والامر الثاني ان مارصد من مجموع مبالغ مالية للفعاليات هو خمس المبالغ لما خصص للمشروع اي ان 80 بالمئة من هذه الاموال خصصت للمشاريع الاستثمارية والبنى التحتية لقد انتهزنا هذه الفرصة لمعالجة الفراغ للمرافق الثقافية  فوجهنا لمعالجة المشاريع الستراتيجية بهذا المجال فكان قد بدا العمل بمشروع دار الاوبرا ومشاريع ثقافية اخرى،  واهم المشاريع هو بيت الصابئة المندائين الذي افتتحناه قبل ثلاثة ايام) واختتم بالشكر والتقدير الى الجامعه العربية والوفود العربية المشاركة في عرس الختام .

كنوز حضارة العراق الثمينة

وهنأ نائب الامين العام لجامعة الدول العربية احمد بن حلي كافة الفنانين والمثقفين لما تحقق من منجز عراقي كبير خلال العام المنصرم وقال في كلمته التي القاها نيابة عن الامين العام للجامعه العربية (انه لشرف كبير لي ان اشارك في هذا الاحتفال الكبير نيابة عن الامين العام للجامعة الدول العربية نبيل العربي، عام كرمت فيه بغداد عاصمة العراق البلد العريق الذي اثرى الحضارة بكنوزه الثمينة ومازال يزين متاحف الدنيا بروائعه بشتى انواع المعرفة والفكر والابداع، عام كان اعترافا وتقديرا لبغداد لما قدمته من روائع الادب والعلم وتكريم لروادها الذين اضاءوا البشرية بالعديد من المخترعات وزوايا الحضارة الانسانية واثروها بفنونها، ان مشاركة الدول العربية في هذا الاختتام الكبير هو فرصة لتحية العراق على نجاح هذه التظاهرة الثقافية العربية الهامة التي سجلت عودة بغداد لنشاطها الثقافي متحدية بذلك كل جرائم الارهاب الاعمى وابعاده الدنيئة، فهنيئا للعراقيين على نجاح بغداد في عامها الثقافي المتميز وتحية لكل العراقيين الذين ساهموا من فنانين ومثقفين في انجاح هذه الفعالية والشكر موصول لوزارة الثقافة والحكومة العراقية لجهودها لانجاح التظاهرة الكبيرة) واضاف (لقد حرصت الجامعة العربية ان تقسم عواصم الدول العربية لتكون عواصم للثقافة العربية ليس الهدف منه لاستدعاء التاريخ الثقافي والحضاري وتكريمها وانما ايضا تحفيزها لتنشيط الحركة الثقافية والولوج نحو المستقبل لتواصل اسهامتها في نشر الوعي الثقافي، ويهدف ايضا النهوض باللغة العربية وتطويرها وتطبيع مفرداتها لاستيعاب مختلف العلوم والتكنلوجيا والحفاظ عليها من بين لغات العالم الحية، فاللغة العربية هي وعاء الثقافة العربية وهي النهر الذي تصب به روافد الثقافة، خاصة ان العالم احتفل امس في اليوم العالمي بلغة الام، وهانحن اليوم نحتفل في بغداد بهذا الحدث العام بغداد عاصمة للثقافة العربية وماقدمه العراق وبغداد من افضل الروائع لادبنا ولتاريخنا الحضاري) وختم حلي بكلمته بقصيدة شاعر العراق الكبير محمد مهدي الجواهري دجلة الخير

كلمة المدير العام للمنظمة العربية للتربية ولثقافة والفنون عبد الله محارب القتها نيابه عنه حياة قرمازي مديرة ادارة الثقافة في المنظمة  اكدت فيها ان مشاركة المنظمة  بين احضان بغداد الطيبة والمعطاء هو لشرف كبير وعظيم لمنظمتنا وقالت (يسرنا ان انقل لشعب العراق كافة تحيات المنظمة ولبغداد التي تالقت طيلة عام بالثقافة والفنون والمعرفة التي تالقت وتميزت بكافة نشاطاتها من مسرح وسينما وتشكيل وادب ومختلف الثقافات الفكرية وتراث وفلكلور وجوائز لمكافاة المبدعين، لقد عرفنا بغداد العريقة والعاصمة التاريخية للدولة العربية الاسلامية مبدا التنوع الثقافي الذي نشات عليه والتعايش السلمي والاحترام بين جميع الحضارات التي تظافرت لان تكون العراق وعاصمتها بغداد مهدا للعصر الذهبي الذي عاشته الدولة العربية الاسلامية من خلال فعاليات بغداد عاصمة للثقافة العربية، بدا من موكب الافتتاح الذي كان رائعا وصولا الى حفل الاختتام الكبير هذا، لم تتوقف خلال العام صوت الثقافة الصارخ بوجه الكراهية ودورها بمد جسور المحبة والتاخي والتعايش السلمي بين فئات المجتمع جميعا لتؤكد بغداد انها مهد للحضارة وستواصل بتفعيل دورها التاريخي ومن بعدها عواصم الدول العربية التي تشرف عليها جامعة الدول العربية لتقديم صورة مشرقة لثقافتنا العربية وماتتميز به من تنوع لتفرز خير امة اخرجت للناس) واختتمت بكلمات الشكر والتقدير لوزارة الثقافة والمشرفين على انجاح هذه التجربة التاريخية)

الجائزة العربية للابداع الثقافي

رئيس الهيئة العلمية الاستشارية المحكمة للجائزة العربية للابداع الثقافي القاها نادر القنة اكد بكلمته على ان الحلم في العراق اصبح واقعا عندما اعلنت هنا مبادئ المعرفة والثقافة لتعيد لنا اشراقات مبدعة وخلاقة وهو موسم حج ثقافي عربي يعود من جديد عبر فضاء بغداد واهلها بعد سنوات عجاف والاقصاء والتهميش بحق الثقافة والمثقفين، وهي بحق جائزة نوبل العرب ومنذ ان استعاد العراق عافيته واسترد حريته ونهضت بغداد من كبوتها لتعود الى جماهير شعبها من خلال الثقافة والفن والابداع، وقبل هذا حرية العقل العربي وتطويرها فراينا بماهو لزاما علينا ان نطلق مشروع الجائزة العربية للابداع الثقافي لنؤكد وجودها وبقوة من خلال تكريم شخصيات ادبية وفنية وثقافية، وكما نعلم ان المؤسسات السياسية لم تعول في رفد المشاريع الثقافية وتم اقصاء الثقافة والمثقفين ولم تخصص لهم الميزانية اللازمة لدعم الثقافة لنتبنى مشروع جائزة قومية للثقافة والمعرفة للعلوم الانسانية، واليوم وامام كل التحديات التي تشهدها العواصم العربية المختلفة لنعلن تكريم نخبة طيبة من مبدعينا في العراق والوطن العربي.

وبدات مراسم توزيع الجائزة العربية للابداع الثقافي حيث تم تكريم شرفي للراحل الجزائري المسرحي محمد بن قطاف تسلمها بالنيابة الفنان العراقي فاضل عباس وتكريم شرفي للشاعر الراحل سميح القاسم وكرمت الفنانة الكبيرة فاتن حمامة تسلم الجائزة نيابة عنها احمد بن داود، وتم تكريم الفنان الكبير الرائد يوسف العاني، وتكريم الناقد السعودي الكبير عبد الله القباني وقدمت  الجوائز العربية للابداع الثقافي للابداع الثقافي 2013 حيث اعلنت المنظمة تكريم حكمت صالح من العراق بالجائزة الاولى عن مجال اللغة وجائزة الشعر مناصفة ذهبت لاياد السعيدي وراوية جبار من العراق وجائزة التراث ذهبت للكويتي طلال الهيبي  جائزة التراث ذهبت للعراقي لحمد محمود جائزة الفن التشكيلي ذهبت للفنان احمد النقيب من العراق وفي مجال الترجمه من العربية الى الفارسية راحت لمريم حيدري من ايران وتوالت بعدها تقديم الجوائز في مختلف الفنون والثقافة والادب.

سلاما عليك ياموطني

وتوج مسك ختام عرس الفعاليات برائعة الشاعر كريم العراقي والملحن الموسيقار حسن الشكرجي والمخرج غانم حميد لنبارك لهما هذا الانجاز الكبير الى جانب مشاركة كبيرة من نجوم الفن العراقي يتقدمهم الفنان الكبير سامي قفطان واسيا كمال واكثر من 50 ممثل وممثلة ومجاميع مدرسة الموسيقى والبالية الى جانب الفنيين جميعا ليقدمو لنا الاحتفالية الكبيرة (بغداد توأم الشمس) التي جسدت حكايات بغداد وتاريخها العريق وابهر العرض الوبرتي الكبير الضيوف العرب الذين لم يتحملوا فاجهش منهم بالبكاء متمنيا ان تعود بغداد عاصمة الدنيا وقبلة العرب، فصفقوا وصفقنا بحرارة للمنجز الكبير الذي كان حقا يليق باختتام كبير لاكبر فعاليات تقام في العراق بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013 ليسدل الستار والمجاميع والجمهور معا ينشدون سلاما..سلاما عليك ياموطني.. يامهد الحضارة وعرين الاسود..عراق الائمة سفر الخلود فانت الحياة وانت الوجود.. سلاما عليك عليك ياموطني…